رأي ومقالات

زاهر بخيت الفكى: هربوا أثيوبيا..!!


هروب كثير من رؤوس الأموال الوطنية للاستثمار فى أثيوبيا.. ولماذا هربت سيدى الوزير..؟ هل هى الكهرباء وعدم توافرها كما زعمت أم الضرائب أم ماذا..؟

كلنا يعلم (جاهلنا) بالاقتصاد وحاله المائل و(عالمنا) المتخصص فيه أن لا مجال لاستقطاب مزيد من المستثمرين من أهل السودان أوغيرهم بعد أن افتقدنا من كان بيننا منهم لفشلنا فى الحفاظ عليهم ومعاونتهم فى إدارة استثماراتهم هنا بطريقة تُحقق لهم ما جاءوا من أجله وقد ارسلوا لغيرهم رسالة واضحة لا لبس فيها أن السودان رغم أمياله المليونية هو بلداً لا يُجدى الاستثمار فيه..

ورش ومؤتمرات عُقدت هنا وهناك وأخرى ستعقد وجهود تُبذل اعلامياً ونظرياً مع طلة وزير استثمارنا وكثرة تسفاره وحديثه الدائم عن معوقات الاستثمار وإلقاء اللوم على الكل بما فيهم المستثمر نفسه ، جاء الآن معترفاً أمام البرلمان أن العلة تكمن فى نظام هو أحد أفراده لا فى المستثمر ولا فى ما يُستثمر فيه ويطاله التقصير فى فشل الاستثمار وجعل السودان بلداً جاذباً للاستثمار وأهله لا طارداً لهم بفعل السياسات العقيمة وتداخل الاختصاصات وعدم توافر البيئة المناسبة للمستثمر…
القصة سيدى لا كهرباء ولا ضرائب وقادرٌ هو من يُريد الاستثمار الحق فى تجاوز هذه المشكلة ولن تقف الكهرباء عائقاً أمام تحقيق مشروعاته والنهوض بها فى حال قدمتم له من المزايا والتسهيلات ما يُعينه علي حل مشكلة الكهرباء وتوفير الطاقة لمشروعه لكنه يظل يدفع ويدفع من المطار سراً وعلناً حتى يرجع كما جاء ربما فى حقيبته حزمة أوراق مدفوعة القيمة ولن يعود مُجددا..وهناك من المشاريع ما فشل وهو فى طور الاجراءات..

هرب الكثير إلى أثيوبيا ..ولماذا أثيوبيا وما لدينا من مشاريع تستحق الاستثمار لا توجد فى أى بلادٍ غير السودان ..لكن مناخنا غير المُلائم لا يصلُح فيه أى نوع من أنواع الاستثمار بافتقادنا لكل ما لدينا من بنى تحتية وافتقادنا كذلك لكثير من القيم الدينية والمجتمعية التى تحفظ للآخر حقه عندنا مُصاناً من عبثٍ يُراد به..
لن ينصلح لنا حال ما دمنا نُصر على دفن رؤوسنا فى رمال اللامبالاة وعدم الاهتمام بما يُريده الآخر منا وما سيتحقق للسودان من بعد وحرصنا على وضع العراقيل والعقبات أمام كل من تسول له نفسه فى الاستثمار عندنا..

هنيئاً لأثيوبيا بمستثمريها من أهل السودان ومن غيرهم وقد صارت محط أنظار أصحاب المال ورؤوس أموالهم تسيل فى وديانها ومن أعلى جبالها..هنيئاً لها بهم وقد وفر لهم قانون الاستثمار هناك وبصرامة ما افتقدوه هنا مع ضمان حقوق الدولة والمستثمر…
ولنا عودة…

زاهر بخيت الفكى

بلا أقنعة..
صحيفة الجريدة السودانية…


تعليق واحد

  1. اشاطر الاخ زاهر بان وزير الاستثمار فشل فشلا واضحا والامر ليس الا من يتقولون على المستثمر الى المنافع الشخصية اولا وثانيا كثرة الضرائب والجبايات لم تكن مدروسة وعشوائية وتصاعدية وخدمات يمكن ان تكون بسعر معقول واكثر من المعقولل وجمارك عالية وبنية تحتية رديئة وعدم وجود شفافية وضبابية فى كل شىء وكل واحد عاوز ينهش فى المستثمر وبهذا الاسلوب كيف يستقيم الوضع وتنهض الوطن ومضاربين بالعمله من التجار ووسائطهم من التجار والمعوميين من اشخاص معروفين وحتى كل واحد عمل ليه فلوس من اموال المواطن وقطع ارض نموذجيه وخاصة ؟وطيب المواطن العادى يدخل منافسة وقرعه وليش المسئول يعطى ارض وهو وعلى وسيرة مكتبه وكمان خذ الخارطه واختار ودى عملية فساد خلقى وادارى ؟ وكيف تتحصل على ارض اولى بها المواطن العادى اولا ومن ثم المسئول يدخل القرعه والله المستعان فى الدوله الراشده ؟ واحد من الاصقاء علق بانه كلام فقط؟لا واقع وشوفوا الوطن اصبح طارد والمعارضه همها مع الاعاء الاخرين السلطة وتدمير الوطن والحاكمين الان ئ والحاكمين ما عاوزين يشوفوا مصلحة المواطن ليس فقط تقديم الاكل والمعونه يجب ان يوسع الياتها لتشمل حقا كما بدات الرعاية الاجتماعيه والتموين الاصغر ولكن يظل محدود تاثيرة لان النهج الاقتصادى فى البلد ليس فى حالة نمو بل انكماش وتضخم فعلى ؟ ويجب الوثبة تكون فى الزراعه اولا والثورة الحيوانية والبنية التحتية والتعليم المهنى والخمات النلازمه لانطلاق ؟ وبدل بان المستثمر يهرب الى الدول المجاورة للفساد؟ والله المعين

  2. [B]السبب الأساسي في فشل الاستثمار هو التفكير الجهوي المتجذر في عقول كل من تبوأ منصباً يسعى من خلاله لتجديد انتخابه ….كيف نغري المستثمر ونحن نمنحه أرضاً أسوأ من الأرض التي جاء منها ….أرض صحراوية تغذوها الرمال وتلتهمها التهاما ….المصيبة ليست في هروب المستثمرين الحاليين وإنما المصيبة الكبرى في السمعة السيئة التي لحقت بنا لدى كل الدول التي كنا نتعشم في استثماراتها ….لماذا لم نمنحهم أراض في البطانة الخصبة…أو جنوب كردفان أو دارفور …أو سنار أو النيل الأزرق ….أو الجزيرة لماذا التركيز على المناطق الشمالية الفقيرة من حيث التربة والبشر ؟؟؟؟.. ألم يكفي التدمير الممنهج لكل مقومات الحياة في بعض بقاع السودان؟؟؟؟الطرق ….الكباري…المشاريع….المستشفيات….المطارات كلها تركزت في الشمالية مع فقر أرضها وندرة سكانها …الذين انتقلوا للسكن في الحاج يوسف والكلاكلات !!![/B]