خط هيثرو.. سلحفائية لجنة التحقيق

[JUSTIFY]يبدو أن ملف خط هيثرو الشهير صار مثل (حجوة أم ضبيبينة) وأم ضبيبينة للذين لايعرفونها هي حشرة صغيرة تصدر (طنيناً) باستمرار دون أن تصمت.. البرلمان مرة أخرى يستعجل وزارة العدل بتحريك الإجراءات القانونية والعدلية لإعادة خط هيثرو للبلاد ومحاسبة كافة المتورطين في ضياعه ادارياً وقانونياً وحمل البرلمان الدولة مسؤولية إهمال شركة سودانير كناقل وطني, فمنذ الإعلان عن ضياع هذا الخط قرابة العام والنصف ظلت الحقائق غائبة ما بين لجنة تقصي الحقائق ووزارة النقل برغم عدم صمت الاعلام عن هذا الملف الخطير خاصة صاحب القلم الساخر الفاتح جبرا والذي افرد مساحة خاصة للسؤال حول أخر مستجدات الملف ، ويعتبر خط هيثرو الذي يربط الخرطوم بالعاصمة البريطانية لندن من أقدم وأهم الخطوط المربحة للخطوط الجوية السودانية والتي تعاني اوضاعاً اقتصادية قاسية بسبب الحصار المفروض على البلاد والحصول على مثل هذا الخط له دلالاته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية فهو منحة من ملكة بريطانيا فى عام 1947م بوصفه امتيازاً خاصاً للخطوط السودانية، وبالتالي فإن الخط بجانب البعد الاستراتيجي فهو خطاً أحمر يجب عدم تجاوزه غير أن الشركاء وهم شركة عارف الكويتية والفيحاء والدولة فرطوا فيه بالبيع في ظروف غامضة الملامح , واعتبر الكثير من المراقبين خروج الخط أحد اسباب التراجع الذي تشهده سودانير. وبرغم اخفاء كل المعلومات بشأنه عن الرأي العام وتصريحات وزير النقل المتكرره بمحاسبة المتورطين دون ذكر اسماء بعينها الا أن توجيه السيد رئيس الجمهورية عمر البشير بشأن القضية بمحاسبة الجهات التي تورطت فى فقدان الخط واتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة لحفظ حقوق الخطوط الجوية كسر جدار الصمت وبحسب تصريحات برلمانية فان التقارير توصلت الي ضلوع مسؤولين نافذين فى هذه الصفقة رفض البرلمان نفسه الكشف عن اسمائهم,وبرغم اعتراف وزير النقل والطرق والجسور الدكتور أحمد بابكر نهار أن لجنة التحقيق وصلت الى نتائج دامغة تدين جهات معروفة هي مجلس الادارة السابق والادارة التنفيذية السابقة الا ان القضية لم تحرك ساكنا. وبالامس القريب قال وزير النقل في تصريحات صحفية من داخل قبة البرلمان (انه لا يملك سلطة على وزير العدل) الامر الذي اعتبره البعض تغيير في لغة تصريحاته حول حسم الملف وكشف المفسدين داخل سودانير ,وهناك من يري أن عدم وجود مستندات أو أدلة دامغة أسهم الي حد كبير في تباطؤ خطي سير لجنة التحقيق والتي تسير بسلحفائية واضحة فحتي الان لجنة تقصي الحقائق لم تعط أية حقائق عن حقيقة ضياع الخط ومن المسؤول عن ضياعه. البروفيسور عصام بوب قال في تصريحات إن خط هيثرو من أعرق الخطوط ويليه فى الأهمية خط القاهرة ثم «الخرطوم ــ جدة»، وكانت تلك الخطوط تشكل عصب الحياة لشركة الخطوط الجوية السودانية، وزادت أهمية ذلك الخط عندما تم فتح خطوط روما وباريس وأمستردام، وكان خط هيثرو يعمل مباشرة بين «الخرطوم ـ لندن»، وكانت الخطوط الجوية السودانية تعمل بطريق «الخرطوم ــ القاهرة ــ روما ــ لندن»، وبذلك تشكل رابطاً بين الخرطوم ومختلف دول أوروبا التى يزورها آلاف السودانيين، وحتى ذلك الوقت يعتبر خط هيثرو من أفضل خطوط الطيران العاملة في الشرق الاوسط، وظل يحقق أرباحاً كبيرة عندما كان يعمل وفق ادارة ممتازة، كما كان نقطة ارتكاز استراتيجية، وببيع الخط فقد السودان نشاطه الاقتصادي. وقال مصدر بسودانير فضّل حجب اسمه لـ (الإنتباهة) ان الاطراف المتشعبة في القضية هي السبب الرئيس في تأخر حسم الملف مشيرا الى ان اطراف القضية موزعين بين لندن والكويت وانجلترا وان الشركة التي باعت الخط تعمل في انجلترا وقال ان الوزير يبذل جهدا ملموسا من اجل الوصول الى المتورطين في القضية خاصة من خارج البلاد وانه قام بتكليف محامي في هذا الشأن لفتح بلاغ في الشركة للمطالبة بالخط وفق القانون مؤكدا ان الاجراءات القانونية تسير على الوجه الصحيح وانه اذا ثبت تورط جهات خارجية سيتم محاكمته وفق القانون. برغم تصريحات البرلمان كل وقت والاخر بضرورة محاسبة المتورطين وتوجيه رئيس الجمهورية بمحاسبتهم الان التوجيه ظل حبيس الادراج والسؤال إلى متى يظل ملف خط هيثرو في أضابير وزارة العدل.

صحيفة الإنتباهة
تقرير: منى النور
ع.ش

[/JUSTIFY]
Exit mobile version