تحقيقات وتقارير

الحوار الوطني : الوطن يبحث عن من يبره من أحزابه فهل من مجيب؟


[JUSTIFY]من نصف قرن من عمر الاستقلال، لكن الحقيقة تقول أن كل الأحزاب تدخل هذا الحوار وفي جعبتها أجندتها الخاصة التي يصعب إيجاد قاسم مشترك بين الكثير من كتلها مهما حاولنا معادلات الجبر والتفاضل والتكامل، حيث تتباين هذه الأجندة فحزب المؤتمر الوطني وأحزاب الحكومة التي شاركته طرحه تهدف أولاً إلى إنجاح الحوار الوطني لأنه هدفها الرئيسي الذي إن أفلحت في تحقيقه، يمكنها أن تتسيد المرحلة القادمة بحكم أنها صاحبة المبادرة والطرح في تشكيل المشهد السياسي في مقبل الأيام من خلال هذه المناورة وهو ما يقارب مفهوم الانقلاب السياسي في العلوم السياسية إن تجاوزنا حقيقة أنها أصلاً موجودة على السلطة، لأن الإنقلاب السياسي هو الوصول إلى السلطة من خلال المناورة السياسية وطرح مبادرات تعيد تشكيل الملعب السياسي لصالح الحزب أو الأحزاب المعنية سواء بسند خارجي أومن دونه، لكن عندما نربط الوصول الى السلطة بالانتخابات القادمة يصبح مصطلح الإنقلاب السياسي وارداً، هنالك مجموعة أخرى من التنازلات من قبل الحزب الحاكم وإتاحة أكبر مساحات لها في المشاركة السياسية مع تغيير عام في المشهد السياسي يحفظ لها ماء وجهها في مصالحة النظام الذي تهجوه نهاراً وتحاوره ليلاً ويمكن إعتبار تيار الأحزاب التقليدية مندرجاً تحت هذه الفئة، أما الفئة الثالثة فهي تسعى إلى إغتنام فرصة الدعوة إلى الحوار لغرض المزيد من الشروط التعجيزية للدخول فيه ونشر المزيد من المطبات فيما يلي الحريات الصحفية والممارسة السياسية لإدخال النظام في حرج إن هو أقدم على أي إجراء استثنائي واستخدامه منصة للتشويش عليه خارجياً وإضعاف الحوار داخلياً أو إفشاله، وإن هو غض الطرف عنها وظفتها للمزيد من الممارسات المشابهة لتعبئة الرأي العام وكسر هيبة مؤسسات الحكم سعياً نحو إخراج الشارع كما تزعم من أجل تفكيك النظام والقضاء عليه، وتمثل هذا التوجه أحزاب اليسار وواجهاتها واذرعها المسلحة.

حاشية :
الوطن يبحث عمن يصدقه الوطنية بالقول لا الفعل، فوطنية الحوار تحتم أن يكون الوطن أولاً، والوضع الاقتصادي والاجتماعي للسودان لا يحتمل أي هزة تسعى لإحداث أي فراغ دستوري أو مؤسسي أو أمني، فلم يعد مقبولاً البحث عن إدخال البلد في حالة فوضى لا بحلول موعد الإنتخابات دون قيامها أو تعديل موعدها بتوافق سياسي ودستوري، ولا بإستبدال الحوار بالوسائل غير السلمية في التغيير، فيا معشر الأحزاب لا تهدم المعبد على الجميع أليس منكم رجل رشيد يبصر الإقليم من حوله؟

صحيفة الرأي العام
مرتضى شطة
ع.ش[/JUSTIFY]