منوعات

السر قدور في مواجهة (نيمار).. في برامج رمضان.. يُكرم المرء.. أو (يُهان)!


[JUSTIFY]ظلت الخارطة البرامجية للكثير من القنوات الفضائية، خلال شهر رمضان المعظم، تمثل هاجساً كبيراً للقائمين على أمرها، خصوصاً والمطالب تتزايد عليهم بضرورة توفير الاختلاف في المنتوج المراد تقديمه، والابتعاد عن أي شبهة (اقتباس) قد تحدث، بينما يطالب عدد كبير من الجمهور والمشاهدين بإيجاد مساحات متنوعة في تلك البرامج تفي باحتياجاتهم وشغفهم واهتماماتهم، رافضين صبّ كل البرامج في قالب معين، سواء كان غنائياً بحتاً أو توثيقياً صارم الفواصل. وبرامج رمضان التي تستعد كل القنوات الفضائية لإطلاقها في هذا التوقيت، ربما جاءت كل التقارير والدراسات والمتابعات، بأنها لن تأتي بأي فكرة جديدة، فمعظم القنوات الفضائية -بحسب ترويجها لتلك البرامج- فضلت الاعتماد على الخطة القديمة مع ابتداعها لأسلوب جديد في التحديث، وإضفاء بعد العناصر الجديدة عليها تفادياً لأي نقاش قد يظهر حول التكرار.
لوك جديد لـ(أغاني وأغاني):
في النيل الأزرق يتصدر برنامج (أغاني وأغاني) الاهتمامات هناك، حيث يعتمد أهل القناة عليه بصورة كبيرة جداً في حصد إعجاب المشاهد، ويأتي (أغاني وأغاني) هذا العام وعدد كبير جداً من المطربين و(الحرس القديم) خارج منظومته، بينما استوعب البرنامج بالمقابل وجوهاً جديدة يبقى الحكم عليها متوقفاً لحين الإطلالة والظهور، بينما فطن القائمون على أمر البرنامج إلى نقطة مهمة جداً هذا العام، وهي نقطة النمطية في الديكور وفي (الحلقات المعلبة) التي تبث من داخل الاستديو وحسب، لذلك قام طاقم البرنامج بتصوير عدد من الحلقات خارج الاستديو، زاروا خلالها عدداً من المبدعين بمنازلهم في لفتة بارعة ربما جاءت في مصلحة القناة والبرنامج بصورة كبيرة.
جدلية النصري:
قناة الشروق الفضائية أكملت كافة استعداداتها لإطلاق حزمة من برامجها، وفي مقدمتها برنامج (مع النصري) ذلك البرنامج الذي شهد الكثير من الأحداث والمفارقات والخلافات، بداية بالمذيعة التي ستقوم بتقديم الحلقات ونهاية بالنقد اللاذع الذي وجه للقناة بسبب توثيقها للنصري، فقد رأت بعض الأقلام أن التوثيق لذلك الفنان جاء في وقت مبكر، وهو الأمر الذي قلل النصري كثيراً منه، وقال إنه (على قدر التحدي)، لذا يبقى الانتظار لحين عرض أولى حلقات النصري ومن ثم إطلاق الأحكام على البرنامج.
في ذات السياق، تستعدُّ الشروق لإطلاق سهرة (أجمل وطن) تلك السهرة التي تم إيكالها للمذيعة سلمى سيد، وهي التي تعكس العديد من الجوانب في مجالات الفن والثقافة والأدب.
رهان مختلف:
قناة أنغام في هذا العام استطاعت أن تلفت الانتباه إليها عبر ترويجها المستمر لحلقات (الكابلي يتذكر)، تلك الحلقات التي سيقدمها الإعلامي المخضرم عمر الجزلي من الولايات المتحدة الأمريكية، بينما تراهن قناة قوون في رمضان الحالي على الشباب، وتفرد لهم مساحة كبيرة ضمن برنامجها (قهوة كذلك)، البرنامج الشبابي الذي من المتوقع أن يجذب عدداً من الشباب إليه، فيما لا تزال الملامح الرئيسية لقناة الخرطوم والنيلين غير واضحة، بينما يستعد الإعلامي المخضرم حسين خوجلي لتقديم سهرات رمضانية مميزة مع ألمع نجوم الفن والأدب والثقافة تلك السهرات التي يراهن حسين عليها كثيراً والتي سيضيف إليها أيضاً من بريقه ولمعانه الكثير.
إثارة جدل:
الاستعدادت داخل القنوات الفضائية لبرامج رمضان لم تخلُ كذلك من إثارة الجدل والخلافات، فالأخبار القادمة من داخل استديوهات تسجيل برنامج (أغاني وأغاني) تؤكد وجود خلافات حادة بين اثنيْن من المطربين، تلك الخلافات التي تم تدراكها بسرعة، بينما لا يزال ظهور مذيع قناة النيل الأزرق محمد عثمان في رمضان أمراً غير محسوم، فهو وبحسب مصادر مقربة يخضع لفترة نقاهة مستمرة، ولعل هذه النقطة ربما ستسهم بشكل كبير في إرباك سهرات القناة -إن وجدت- وذلك لقلة المذيعين المميزين داخلها، ولعل ذات الخلافات لم تغادر قناة الشروق، خصوصاً في برنامج (مع النصري)، إذ حملت الأخبار المتعددة بوادر خلاف حاد قادم ما بين المذيعة سلمى سيد وإسراء عادل، وذلك بعد أن منحت القناة إسراء صلاحيات تقديم تلك الحلقات رغم أن عدداً كبيراً جداً من الجمهور يتوقع خلاف ذلك، ويتوقع كذلك أن تكون سلمى هي مقدمة البرنامج.
غياب الدهشة:
عدد كبير من المتابعين للخارطة الرمضانية الحالية للقنوات الفضائية أكدوا لـ(فلاشات) عن توقعاتهم بغياب الدهشة تماماً عن البرامج المطروحة، مؤكدين أن التشابه في الأفكار قائم، والتكرار لبرمج أخرى متوفر، والارتكاز على الأغنيات هو ديدن معظم الفضائيات في رمضان، كاشفين كذلك عن دهشتهم الشديدة من غياب الأفكار الجديدة والخلاقة، عن تلك القنوات الفضائية، فيما سجل بعضهم إشادة كبيرة ببرنامج (عبق المقاهي) الذي ستبثه قناة الشروق، واصفين إياه بالفكرة الجديدة والمميزة، فسيحكي ذلك البرنامج عن تاريخ القهاوي في السودان ودورها الكبير الذي لعبته في السياسة والاقتصاد والفنون.
هواجس كأس العالم:
بالمقابل يرى ذات المتابعين أن برامج رمضان لهذا العام في كل القنوات الفضائية لا بد أن تجيء بروح مختلفة وبإحساس مغاير، وألمحوا إلى الخطورة الكبيرة التي قد يشكلها كأس العالم في ضرب تلك القنوات في مقتل، حال تمسكها بذات النفس القديم والصورة القديمة، وفي هذا الأمر يؤكد عدد كبير من المشاهدين لـ(فلاشات) أنهم لم يمنحوا القنوات الفضائية السودانية أكثر من فرصة واحدة للحكم عليها، مؤكدين أن الأولوية في المشاهدة ستكون لكأس العالم، فيما ألمح بعض أهل القنوات الفضائية إلى تخوفهم الشديد من كأس العالم وتأثيره في المشاهدة، وأضافوا أن الخطورة الرئيسية تكمن في انتقال كأس العالم لمرحلة التصفيات ودور الـ16 ذلك الأمر الذي قد يضاعف كثيراً من معاناة القنوات الفضائية وربما يسهم كذلك في انفضاض المشاهدين من حولها وضغط أزرار الريموت كنترول والتوجه إلى ملاعب البرازيل التي تحتضن كأس العالم هذا العام.
إطلاق المقارنات:
عموماً يبقى الماراثون الرمضاني والتنافس بين القنوات الفضائية هذه الأيام هو الملمح الأبرز، بينما يستعد المشاهدون وكالعادة لإطلاق المقارنات وعرض منتوج كل قناة على حدة ومن ثم تصنيفه وفقاً لما يناظره من منتوج القنوات الأخرى. وفيما يذهب الكثيرون إلى صعوبة منافسة برنامج (أغاني وأغاني)؛ يؤكد آخرون أن النصري بالشروق لن يكون صيداً سهلاً، وربما سيشكل مفاجأة تقلب الطاولة على كل التوقعات، فيما يفسر البعض صمت بعض القنوات الفضائية و(شحها) في الترويج لبرامجها على أنه الهدوء الذي يسبق العاصفة. عموماً هي الأيام تفصل ما بين كل هذه الأحاديث.

صحيفة السوداني
خ.ي[/JUSTIFY]