عالمية

خبراء : أفريقيا.. جبهة جديدة لـ”الحرب على الإرهاب”


[JUSTIFY]انتشار الجماعات المسلحة المتطرفة في العديد من البلدان الأفريقية، مثل نيجيريا والصومال وكينيا، يزيد التوقعات في أوساط الخبراء بأن أفريقيا ستكون الجبهة التالية لما يسمى بـ”الحرب على الإرهاب”.

وفي حديث لوكالة الأناضول، قال، جاكي سيليير، المدير التنفيذي لمعهد “دراسات الأمن”، وهو مركز أبحاث مستقل مقره بريتوريا: “يوجد تزايد في (أعمال) الإرهاب في كينيا والصومال ونيجيريا ومالي، وهو ما يلفت الانتباه الدولي”.

وخلال السنوات الأخيرة، تزايدت هجمات المتشددين في العديد من البلدان الأفريقية، ولعل أبرزها تلك التي تشنها حركة “شباب المجاهدين” الصومالية، التي تبنت العديد من التفجيرات في الصومال وكينيا، إلى جانب جماعة “بوكو حرام” المسلحة في نيجيريا، التي لا تزال تهدد العديد من دول غرب أفريقيا.

في الوقت نفسه، وعلى الرغم من ضعفه، لا يزال تنظيم القاعدة نشطا في عدة أجزاء من شمال أفريقيا.

وأوضح سيليير أن القدرات الضعيفة لبعض البلدان الأفريقية تجعلها “أرضا خصبة للمتطرفين”، وأن الحكومات الضعيفة هي أكثر العوامل التي تؤثر سلبا على الاستقرار.

ومضى قائلا إن معظم الجماعات المسلحة في أفريقيا تحصل على تمويل محلي من خلال (ارتكاب) جرائم مثل الخطف والإتجار بالمخدرات.

وتابع أن “هناك حديثا عن تورط أجنبي أيضا.. الجماعات الإرهابية لا تحتاج إلى مبالغ كبيرة من المال؛ لأن بعض الناس على استعداد لتفجير أنفسهم (في عمليات انتحارية)، طالما أنهم يعرفون أن هناك من سيرعى أسرهم”.

وأشار إلى أن “الحرب على الإرهاب” تشير إلى حملة عسكرية دولية بدأت في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 على الولايات المتحدة، وذلك بهدف القضاء على التهديد الذي يشكله تنظيم القاعدة، الذي تبنى تلك الهجمات، وغيره من الجماعات المتطرفة.

في المقابل، يعتقد بعض الخبراء أن الفقر وبطالة الشباب تخدم الجماعات المتشددة في تجنيد عناصرها في أفريقيا.

وقال أندروز عطا أسامواه، وهو باحث في قسم منع النزاعات وتحليل المخاطر في معهد “دراسات الأمن”: “إذا لم نعط الشباب الدافع والأمل في الحياة، سيتبعون بسهولة تلك المنظمات التي تمنحهم أشياء للموت في سبيلها”.

وتابع أسامواه، في حديث مع وكالة الأناضول، أن أفريقيا كانت جبهة لـ”الحرب على الإرهاب” لفترة، واستشهد بواقعتي تفجير السفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا عام 1998.

ومضى قائلا إنه “في الماضي كانت القاعدة هي الجماعة الوحيدة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، باستثناء منطقة المغرب العربي، لكن في الوقت الراهن يوجد في أفريقيا جماعات إرهابية نابعة من الداخل”.

غير أن مساعد الأبحاث في المعهد الملكي للشؤون الدولية بالمملكة المتحدة، أحمد سليمان، يعتقد أن “أفريقيا لن تكون هدفا للحرب العالمية على الإرهاب”.

وقال الباحث المتخصص في شؤون القرن الأفريقي في حديث لوكالة الأناضول: “لا أعتقد أن أفريقيا تحولت إلى قارة حيث أضحي الإرهاب أمرا مزعجا للغاية”.

وأضاف سليمان أنه “في العراق، سيطر المسلحون على مدن بأسرها، وأعمال الإرهاب تحدث أيضا في أوروبا والولايات المتحدة”.

وخلال الأسبوعين الماضيين، سيطرت مجموعات سنية، يتصدرها تنظيم “الدولة الإسلامية” على عدة مناطق في محافظات بشمال وغربي العراق.

وبينما يصف رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته، نوري المالكي، تلك المجموعات بـ”الإرهابية”، تقول شخصيات سنية إن ما يحدث “ثورة سنية على ظلم وطائفية حكومة المالكي الشيعية”.

ورأى سليمان أن الإرهاب في أفريقيا يرتبط أكثر بتفاصيل ترتبط بالبلاد، وضرب مثلا بحركة الشباب في الصومال، حيث ظهرت هذه الجماعة جراء صراع طويل وعدم استقرار في البلد الواقع في منطقة القرن الأفريقي.

واعتبر أنه “على الرغم من أن الوضع معقد للغاية في الصومال، إلا أن الحوار السياسي يمثل خطوة مهمة”.

وتزايدت هجمات حركة الشباب المجاهدين ضد كينيا بشكل كبير بعد إرسال نيروبي قوات إلى الصومال في أكتوبر/ تشرين الأول 2011، للمساعدة في إعادة سيطرة الحكومة المركزية في مقديشو على العديد من المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو الحركة.

وبلغة قبائل “الهوسا” المنتشرة في شمالي نيجيريا، تعني “بوكو حرام” “التعليم الغربي حرام”، وهي جماعة نيجيرية مسلحة، تأسست في يناير/ كانون الثاني 2002، على يد محمد يوسف، وتقول إنها تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع ولايات نيجيريا، حتى الجنوبية ذات الأغلبية المسيحية.

وحافظت جماعة “بوكو حرام” على سلمية حملاتها -رغم طابعها المتشدد- ضد ما تصفه بـ”الحكم السيء والفساد”، قبل أن تلجأ عام 2009 إلى العنف، إثر مقتل زعيمها محمد يوسف، أثناء احتجازه لدى الشرطة.
[/JUSTIFY] [FONT=Tahoma] الأناضول
م.ت
[/FONT]