رأي ومقالات

عبدالباقي الظافر: الفريق بكري يبدو انه يتأهب لمنصب اكبر في مقبل الايام وليس هنالك ارفع من منصب الرئيس


في ليلة الانقلاب عام ١٩٨٩ اعد المقدم بكري حسن صالح حافظة من شاي اللبن (المقنن )..تلك الحافظة كانت تحتوي على شاي مخدر من المفترض ان يعطي منها لقائد سلاح المظلات المناوب بالقيادة العامة ما يكفيه لعدم مقاومة الانقلابيين..تلك الحيلة الماكرة لجا لها المقدم بكري حسن صالح خيري حتى لا تراق دماء زملائه وان كانوا من الخصوم..من كان عليه ان يتجرع الشاي كفي بكري وزملائه شرا عندما استأذن مبكرا طالبا الانصراف لبيته وطلب الاتصال به اذا دعى الداعي..عند الفجر كان المقدم بكري يستقبل قائده الجديد القديم عمر البشير عند بوابة القيادة العامة..باشر العميد البشير مهامه كرئيس جديد بين سرية سلاح المظلات الموجودة بالقيادة العامة ثم انتقل لاحقا الى مكتب القائد العام.

ذالك التاريخ يحفظه الرئيس البشير جيدا لذلك كان دائماً يجعل الجنرال خيري في دائرة المقربين ويعهد له بالملفات الحساسة جداً.. إذ تراس المقدم بكري لجنة الأمن في سنوات الإنقاذ الاولى ..كذلك شغل منصب الوزير في عدد من الوزارات..بل يعتبر الشخص الوحيد في الإنقاذ الذي لم يفارق المنصب العام ..ينافسه في ذلك الفريق عبد الرحيم محمد حسين لو لا استراحة محارب قضاها بعيدا عن وزارة الداخلية..علاقة الرئيس بالفريق بكري تعود لسنوات طويلة وقد عمل الرجلان في سلاح المظلات بشمبات وكان النقيب بكري وقتها يتابع بالخرطوم ملفات العقيد عمر حسن الذي مضي لمناطق العمليات.. من تلك الايام نمت علاقة الصداقة والثقة والطاعة بين رجلين يجمع بينهما لاحقا انقلاب معزز بمشروع فكري.

منذ ان أعتلي الفريق بكري منصب النائب الاول بات في نشاط دائم..بل في كثير من الاحيان ويبدو وكانه مسير لنشاط الدولة اليومي..الرئيس مضي في أطول إجازة وترك تصريف الأحوال لنائبه الاول..بل ان الفريق بكري سافر في كل الزيارات الخارجية ممثلا لرئيس الجمهورية ..التغيرات الوزارية الاخيرة في الطاقم الأمني للإنقاذ فيها لمسات الفريق بكري الذي يبدو انه يتأهب لمنصب اكبر في مقبل الايام وليس هنالك ارفع من منصب الرئيس في جمهورية المليون ميل الا ربع.
في تقديري ان الرئيس البشير يفضل ان يخلفه في منصب الرئاسة مدني من خلفية عسكرية..لتك الأسباب أحال الفريق بكري من الخدمة العسكرية..ثم ابتعثه للحركة الاسلامية نائبا لامينها العام حتى قبل ان يدخل الجنرال دار المؤتمر الوطني ثم أخيرا انتقاه نائبا اول لرئيس الجمهورية.. لهذه الاسباب تبدو الأضواء الكثيفة حول الجنرال بكري مقصودة لدوره القادم.

الا ان السؤال المهم هل الوقت مناسب للحديث عن خلافة الرئيس البشير الذي اكد اكثر من مرة نيته للانصراف من القصر الجمهوري.. بالطبع الوقت مناسب جداً ولا يفصلنا عن المؤتمر العام القادم للحزب الحاكم سوى اشهر معدودات ..الكثير من قادة الحزب الحاكم لا يفضلون الخوض في هذا الامر لان الرئيس البشير لم تنتهي بعد حظوظه في دورة جديدة خاصة اذا جاءت محفوفة بوفاق شامل ورغبة من الأطراف السياسية الاخرى..لهذا تبدو خلافة الرئيس امر مسكوت عنه وحتى عندما يحتاج رجل مثل الدكتور الحاج ادم في التعبير عن رؤيته للتغيير يضطر للحديث بدبلوماسية وشمولية حتى لا يتم تفسير حديثه بما لا يرضي الرئيس البشير.
في تقديري ان الرئيس البشير سيمضي الى جلسات المؤتمر العام المفترض انعقاده في اكتوبر المقبل باستراتيجية (بكري أوانا ).. الرئيس سيقدم الفريق بكري ايفاءا لتعهدات التغيير التي ازاحت الشيخ علي عثمان والدكتور نافع علي نافع..اذا ارتفعت أصوات ضد الفريق بكري حسن صالح فسيكون البشير في الانتظار..المهم في كل الأحوال سيفوز من يؤيده الرئيس البشير شخصيا.

عبدالباقي الظافر-صحيفة التيار


تعليق واحد

  1. موبايلك مالو قديم كدا معناته انته ما مواكب بله الغايب قاليك 31.5 سنه