تحقيقات وتقارير

السودان وأريتريا .. لغة حوار جديدة


[ALIGN=JUSTIFY]بدأت اصوات سودانية غير رسمية تنادي بقوة لضرورة الوصول بالعلاقات السودانية الاريترية الى مرحلة ثراء ونضج بعيداً عن تاريخ النزاع الذي صاحب العلاقة بين الدولتين في العقدين الماضيين باستخدام قنوات الاتصال كافة التي تستهدف القاعدة العريضة من شعب البلدين بصورة مباشرة واتجهت الآراء في الندوة التي اقامها مجلس الصداقة العالمية بالتعاون مع المركز العالمي للدراسات الافريقية بمقره امس عن العلاقات السودانية الاريترية الى اهمية تنشيط العلاقات مع اريتريا والسودان مع وضع الشعور بالمسؤولية تجاه شعبي الدولتين في المقام الاول لما اصابهم من وبال جراء توتر العلاقات بينهما.

ويقول السيد احمد عبدالرحمن الامين العام للمجلس: (بالتأكيد المصالح مشتركة لذا لابد من مراعاتها وانا اشيد بدور اريتريا في الصومال وارى انه لابد من الكف عن التدخل في شؤون الدول الاخرى).

ومؤشرات هذه الدعوة لتحسين العلاقات بين البلدين بدأت بنهاية العام 2005م بعيداً، بل تحول البحث عن سبل للارتقاء الثقافي والسياسي والاقتصادي بين البلدين وفق برامج فعالة لدعم التمازج والوصول الى رضاء عام باستخدام قنوات الاتصال كافة عبر الورش والندوات التنويرية، ويقول عيسى احمد عيسى سفير اريتريا الذي شارك بالندوة في السودان (يقع دور كبير على الارادة الشعبية لاعادة المياه للمجرى الصحيح بعد فترات التأزم التي صاحبت الاستقلال بعيدا عن جمعيات الصداقة الاسمية فقط وأضاف: لابد من خدمة مصالح البلدين للحد دون الاطماع التي تستهدف مواقعهم الاستراتيجية، واعول كثيراً على مفعول الورش التفعيليه.. في ايصال رسائل مباشرة للجمهور والمصالح الخاصة وفق برامج آنية وانا اتعهد بتقديم انواع المساعدات كافة لتحقيق هذه الاهداف).

وتنادي الاصوات التي تدعو لتنشيط العلاقات بين البلدين الى الاتجاه للدبلوماسية الشعبية لادارة العلاقات السياسية، واعتبار هذه الاخيرة قادرة على (التأثير على الحكومات لاصدار قرارات ترضي طموحاتهم الاستراتيجية في المنطقة ويمارسها دبلوماسيون غير رسميين لترقية وتطوير العلائق بين الشعوب خاصة وان الحكومات قد تتقاعس عن اداء دور ايجابي نسبة لتقلب سياساتها الخارجية والشكوك في نوايا الدولة الاخرى تجاهها، ويمكن حصرها في منظمات المجتمع المدني وجمعيات الصداقة بين الشعوب، لتمريرها عبر الشعوب الى الحكومات بحيث يصبح واقعاً. ويقول د. فيصل حسن عباس رئيس جمعية الاخوة السودانية الاريترية في ورقته التي قدمها بالندوة (الدبلوماسية الشعبية تستهدف الشعب من ناحية اجتماعية وثقافية بحيث يحدث تغييراً عظيما ان كان بطيئا فهو كان دائما انجع وسيلة للمجتمعات الصهيونية في تمرير اجندتها في كل انحاء العالم). ويرى مشاركون في الندوة انه في المرحلة القادمة يقع على عاتق الارادة القومية ايصال سفينة العلاقات الى بر الامان بعيدا عن اندلاع حرائق الشك والضغوط الخارجيه، الا ان القاعدة الشعبية قد تكون غير مهيأة لاستقبال رسائل ايجابية بصورة تامة مع وجود رواسب وشوائب عالقة.

ومع تاريخ طويل من النزاع تخللته استراحات لالتقاط الانفاس فقد تبدو الصورة غير واضحة لمستقبل العلاقات السودانية الاريترية ولكن هذا لا يمنع التفاؤل بالمستقبل الذي يعول عليه السفير عيسى ومنظمو الندوة برسمه من خلال ندوات قادمة في محاولة لايجاد لغة حوار جديدة بعيدة عن العنف تستهدف اذابة الجليد الذي حاصر اية مبادرة لتمرير جدول العلاقات نحو مصب مصالح مشتركة.

ويبقى في النهاية تساؤلات مشروعة تثور في اذهان المراقبين من شاكلة ما السر وراء تنظيم مركز الدراسات الافريقية الذي يرأسه الأستاذ عبدالله زكريا الموالي لفكر الجماهيرية او منظرها السعي للتقريب بين السودان واريتريا.. لماذا الآن بعد أن بدأت اثيوبيا تنسحب من الصومال؟!
تقرير:سارة شرف الدين : الراي العام [/ALIGN]