نور الدين مدني

مواجهة الواقع لمعالجته


[JUSTIFY]
مواجهة الواقع لمعالجته

* في مثل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها بلادنا، تزداد الحاجة للمصارحة والمكاشفة وتوضيح الحقائق لمحاصرة أسباب التوترات وتداعياتها المؤسفة التي أضرت بالمواطنين والوطن في آن واحد.
* لن نتحدث عن التفاصيل المغيَّبة خلف التصريحات الرسمية المتضاربة، ولكننا نحتاج إلى الصدق ومواجهة الواقع لكي تكون المعالجات مُجدية وقادرة على احتواء الموقف، لأن الحديث عن جهات مجهولة أو أسلوب (الجبهة الثورية) كما لمَّح بذلك وزير الداخلية إبراهيم محمود في برنامج مؤتمر إذاعي، لا يبرر ما حدث في الأيام الماضية.
* ليس هناك خلاف حول أهمية بسط الأمن الذي هو نعمة نحتاجها قبل الدولة، لكن بسط الأمن يستوجب السلام الاجتماعي الذي يحتاج أيضاً لبسط العدالة وتوفير الحاجيات الأساسية للمواطنين.
* لذلك قدم العزيز الحكيم الإطعام على الأمن في سورة قريش بمحكم التنزيل القرآن الكريم عندما قال جلَّ جلاله “فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا البَيْت* الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّن خَوْف”. ـ صدق الله العظيم.
* هذا يعود بنا إلى الجدل السياسي القديم حول ضرورة المعالجة الكلية لقضايا المواطنين، بعد أن فشل الماديون في تحقيق السلام الاجتماعي في غياب الحريات، لأنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، كما فشل اللبراليون في تحقيق الاستقرار الاقتصادي بمعزل عن المعالجات الاجتماعية والإنسانية.
* حتى إجراءات الحزمة الاقتصادية الرامية للإصلاح الاقتصادي سبقت الإصلاح السياسي والأمني، رغم ارتباطهما اللصيق. والأهم بهذه الحزمة التي كان لابد من الصبر عليها لحين إنجاز الإصلاح السياسي والتراضي الوطني ووقف النزاعات والحروب في بعض أنحاء البلاد.
* إن محاولة دفن الرؤوس في رمال التعتيم المتعمَّد، لن يحل لأزمات البلاد قضية، بل سيزيدها تعقيداً، الأمر الذي يهدد بانفراط الأمن الذي نحرص عليه جميعاً، خاصة في ظروف البلاد المتوترة أصلاً.
[/JUSTIFY]

كلام الناس – نور الدين مدني
[email]noradin@msn.com[/email]