عادل الباز

رد الخارجية.. محاولة للفهم


رد الخارجية.. محاولة للفهم
الأستاذ المحترم/ عادل الباز

السيد رئيس تحرير صحيفة « الرأي العام»

المحترم

السلام عليكم ورحمة لله تعالى وبركاته،،،

تعقيباً على ما جاء في عمودكم «فيما أرى »ليوم 12/9/2013م، تحت عنوان: «كرتي أم أمبيكي من نصدق؟»، لعلكم تتفقون معنا بدايةً أنه «ما آفة الأخبار إلا رواتها »فتصريحات السيد ثابو أمبيكي عقب لقائه بالسيد رئيس الجمهورية يوم الخميس الماضي نُقلت في الصحف بطرق مختلفة، حيث أوردت بعضها أن السيد أمبيكي ذكر أنّ السيد رئيس الجمهورية أبلغه بأن الحكومة مستعدة للتفاوض بخصوص المنطقتين، بينما نسبت أخرى له القول باستعداد الحكومة للتفاوض بخصوص المنطقتين، بينما نسبت أخرى له القول باستعداد الحكومة للتفاوض مع قطاع الشمال .. وبما أن السيد وزير الخارجية كان حاضراً للقاء السيد رئيس الجمهورية مع السيد أمبيكي وسمع ما قاله السيد الرئيس لضيفه مُباشرةً، فإنه وعند سؤاله من إحدى الصحفيات عن التفاوض مع قطاع الشمال، صحح لها المعلومة حول ما أبلغه الرئيس البشير للسيد أمبيكي وهو استعداد الحكومة للتفاوض بخصوص المنطقتين ومع أهل المنطقتين.

وليس في ذلك تغولٌ على اختصاصات أي مسؤول آخر أو تناقض مع المواقف المعلنة للحكومة، ويلاحظ بأن عدداً من الصحف نشرت تصريحات السيد الوزير نفسها بطريقة مختلفة عما قاله، علماً بأنّ مناديبها لم يلتقوا السيد الوزير. أرجو أن يمثل ذلك الإجابة التي تنتظرها من وزارة الخارجية.

أرجو التكرم بنشر هذا التعقيب مع أكيد التقدير

أبو بكر الصديق محمد الأمين

مدير إدارة الإعلام والعلاقات العامة

كما قرأتم أعلاه هو رد الخارجية على ما كتبناه في مقالنا (كرتي أم أمبيكي.. من نصدق؟). تعرّضنا في ذلك المقال لتصريحات السيد أمبيكي بعد لقائه مع السيد الرئيس عمر البشير والتي قال فيها إنّ الحكومة ستتفاوض مع قطاع الشمال، الشئ الذي قال السيد وزير الخارجية عكسه تماماً على الرغم من أنّ كرتي وأمبيكى كانا سوياً في غرفة واحدة مع السيد الرئيس. وليس لديّ أدنى سبب لتكذيب رد الخارجية لثقتي في تصريحات السيد كرتي والصديق أبو بكر، وعليّ أن أبحث عن احتمالين آخرين لعلني أستطيع فهم تلك الفزورة:

الاحتمال الأول أن السيد أمبيكي لم يفهم حديث السيد الرئيس في استعداده للتفاوض مع قطاع الشمال وخرج دون أن يتثبت مما قاله الرئيس وأدلى بتلك التصريحات، وهنا كان لزاماً على السيد كرتي الذي كان موجوداً في اللقاء أن يصحح فهم السيد أمبيكي من خلال تصريحاته في برنامج مؤتمر إذاعي. وهذا يعني أنّ الحكومة قد أغلقت الباب تماماً أمام التفاوض مع قطاع الشمال، بمعنى أنها رفضت منطوق القرار (2046) الذي كانت قد قبلته سابقاً وبعلم وموافقة السيد علي كرتي. كل ما أخشاه أن تعود الحكومة مرةً أخرى لتحدثنا عن التفاوض مع قطاع الشمال أو تحاول أن تجد لها مخرجاً بالتفاوض مع عقار والحلو باعتبار أنهما من المنطقتين مع استبعاد السيد ياسر عرمان باعتباره ليس من أبناء المنطقتين. ولكن هب أنّ أبناء المنطقتين قد اختاروا ضمن وفدهم السيد ياسر عرمان، فإذا رفضت الحكومة اختيارهم لياسر فإنها بذلك تتدخل في حرية تكوين الوفد المفاوض للطرف الآخر وهذا ما لا يجوز لها.

الاحتمال الثاني أن السيد وزير الخارجية يحاول أن يكسب نقاطا قبل الجلوس إلى طاولة التفاوض، خاصةً مع قدوم المبعوث الأمريكي الذي لا شك أنه سيناقش مع الحكومة مشكلة التفاوض مع قطاع الشمال. ما يهدف إليه كرتي برفض التفاوض مع قطاع الشمال هو حصر القضية في المنطقتين وهذا عكس الأجندة التي يطرحها قطاع الشمال الذي يدعو للتفاوض حول قضايا السودان أو ما يسميه الحل الشامل وليس حل قضايا المنطقتين، فالمساومة التي يسعى لها كرتي أن يترك قطاع الشمال الحديث عن حل شامل حتى تقبل الحكومة به مفاوضاً عن المنطقتين.

هذان هما الاحتمالان اللذان قدرتهما لحل التناقض بين ما قاله أمبيكى وما صرح به السيد وزير خارجيتنا. أرجو أن يكون التحليل صائباً لنخرج من نفق التصريحات المتضاربة بين أمبيكي وكرتي لنصدقهما معاً.

ولله أعلم،،،

الكاتب : عادل الباز
صحيفة الرأي العام
[EMAIL]elbaaz40@gmail.com[/EMAIL]