عبد اللطيف البوني

وين بقية الحاجات ؟


[JUSTIFY]
وين بقية الحاجات ؟

ثم ماذا بعد ان ركبت الحكومة راسها ورفعت ما اسمته الدعم عن المحروقات ونحن نسميه ضريبة جديدة على المحروقات وهذة قصة اخرى ولكن الذي نحن بصدده هو ان الحكومة قالت ان الاسعار الجديدة للمحروقات ما هي الا خطوة واحدة من خطوات كثيرة سوف تتنفذها بالتزامن مع التسعيرة الجديدة لكي تنقذ الاقتصاد من الحفرة التي ادخلته فيها . لقد قالت الحكومة ان هناك معالجات اقتصادية كبيرة وكثيرة سوف تظهر للشعب وقالت ان مجمل المعالجة الاقتصادية واحدة من ثلاثة معالجات وهي امنية وسياسية
في الناحية الاقتصادية ماذا فعلت الحكومة لتقليل الصرف العام ؟ هل قررت تخفيض كمية البنزين التي تمنحها لعرباتها الركوبة ؟ كتب لي قارئ حصيف من مدينة اقليمية تبعد مئات الكيلومترات من العاصمة قائلا لي انه وقف في وسط المدينة ولعدة ساعات وظل يراقب حركة العربات الخاصة في المدينة فلحظ ان كل العربات المتحركة كانت حكومية او تعمل ببنزين الحكومة !!! . لقد طالبنا من قبل ومازلنا نطالب بان تحصر الحكومة وتشكف كمية المحروقات التي تستعملها كمخصص وظيفة .ماذا قررت الحكومة بشان المهرجانات والكرنفالات والاحتشادات السياسية التي تقوم بها بين الحين والاخر ؟ ماذا قررت الحكومة بشان المؤتمرات الداخلية والخارجية والوفود المسافرة وبدل السفرية . قبل ايام كانت هناك خمسة وفود سودانية في بكين دون ان يكون هناك اي رابط او حتى تنسيق بينها ؟ ماذا فعلت الحكومة للتجنيب وعدم ولاية وزارة المالية على المال العام ؟ ماذا فعلت الحكومة مع الشركات الحكومية التي تعمل بموجب قانون 1925 مما افسد السوق وضيق على الارزاق على المبادرت الخاصة ؟
سياسيا ماهو الاصلاح الذي قامت به الحكومة علما بان الحكومة تعترف بان الازمة سياسية قبل ان تكون اقتصادية ؟ ماذا عن الجهاز السياسي المترهل ؟ ماذا عن الوظائف الدستورية التي تتكاثر بمتوالية هندسية ؟ هل سعت الحكومة لسياسة خارجية جديدة تربط السودان بالرساميل العربية العالمية ؟ الي متى ستظل الحكومة متمسكة بحنبلية عفا عليها الزمن ؟ نعم اصلاح العلاقات الخارجية يتطلب توافق ارادتين وليس كله في يد الحكومة ولكن الحكومة مطلوب منها بعض التنازلات. ماهي هي التنازلات المطلوبة ولماذا لم تشرك الشعب فيها مثلما اشركته لابل فرضت عليه ضرائب المحروقات الجديدة ؟
امنيا ماذا فعلت الحكومة ؟ او ماذا ستفعل ؟ او بالاحرى ماهي سياستها لايقاف نزيف الحرب الاهلية في جنوب كردفان والنيل الازرق ودارفور علما بان هذة الحروبات من اكبر المستنزفات لميزانية البلاد والعباد ؟ نعم السلام يتطلب توافق جميع ارادات المتحاربين ولكن على الحكومة ان تعلن سياستها لتشرك فيها الشعب مثلما فرضت عليه واشركته في الضرائب والاسعار الجديدة ؟ الحكومة تعلم والشعب يعلم ان سياسة الرفع وحدها ستكون نتائجها كارثية اذا لم تتبعها بخطوات اقتصادية وسياسية وامنية اخرى .فالي متى نظل في انتظار المزيد من الكوارث ؟

[/JUSTIFY]

حاطب ليل – أ.د.عبد اللطيف البوني
صحيفة السوداني
[email]aalbony@yahoo.com[/email]