عبد اللطيف البوني

قراءة شيشنة (1 – 3 )


[JUSTIFY]
قراءة شيشنة (1 – 3 )
(1 )
حتى الآن لم يتم التوافق على اسم للاحداث التي جرت في السودان في الاسبوع الاخير من سبتمبر المنصرم فهناك من اسماها انتفاضة وهناك من اسماها ثورة وهناك من اسماها اعمال تخريب وحرق وهناك من اسماها اعمال مندسين ومتربصين . وهناك من اسماها هبة سبتمبر، الحمد لله لم يقل احد انها حركة حرامية أو حاقدين أو مرتزقة ولكن لم يظهر لها اسم محايد فكل الاسماء التي اطلقت حتى الآن تكشف عن موقف سياسي لمطلقها ومع ذلك من المحتوم أن يظهر لها اسم متواضع عليه كما هو الحال مع يوم قرنق 2007 ويوم خليل .2010.

(2 )
من الفقرة (1 ) اعلاه يتضح لنا أن الاحداث مازالت تتداعى وأن الامور لم تستقر بعد ولكنني لحظت أن يوم امس الاحد طبعا المقال هذا كتب يوم الاثنين لحظت أن السودان قد انسحب من واجهة الاخبار العالمية فكل القنوات الاقليمية والدولية التي وقفت عليها لم تظهر صورا من السودان في اخبارها المصورة الرئيسية الامر الذي يجعلنا نقول إن فترة هدنة قد تمر على البلاد والله يعلم متى تنتهي هذا يجعلنا نتجرأ ونحاول أن نقدم قراءة اولية شيشنة كدا يعني للاحداث مع ادراكنا التام لخطورة هذا الامر من ناحية علمية وهو اشبه بالسير على رمال متحركة.

(3 )
زعماء الاحزاب الكبيرة لم يتحمسوا للحراك الشعبي الذي تم في الايام الاخيرة فالسيد الصادق استعصم بموقفه المبدئي من الوضع الراهن والمتمثل في دعوته لرحيل النظام الحالي وتشكيل حكومة قومية تدير البلاد لفترة مؤقتة ثم تقام الانتخابات وقد شبه ما يدعو له بالذي حدث في جنوب افريقيا ساعة انتقال السلطة من البيض للافارقة فالصادق لا يدعو لعزل انما دعا للمصالحة والوفاق وكان يمكن للصادق أن يتخلى عن دعوته هذه بفعل احداث سبتمبر ويدعو انصاره للثورة من اجل اسقاط النظام القائم ولكنه اصر على تجديد النظام . دكتور الترابي وان قال حزبه انه مع الثورة ويدعو لرحيل النظام الا انه الترابي لم يفعل ذلك فقد كان في مقدوره أن يصلي على الشهيد السنهوري في مقابر بري القريبة جدا من بيته ويلهب الثورة كما حدث في اكتوبر كان يمكن للترابي أو الصادق أن يصلوا على الشهيد هزاع في شمبات لكنهما لم يفعلا . السيد محمد عثمان الميرغني اراح الحكومة بخروجه من البلاد الى لندن في بداية الاحداث كما انه لم يستجب لقرار سحب وزرائه من الحكومة ولو فعل بعد الآن لا اظنه سيفعل فلن يؤثر على النظام كما لو فعل مع التهاب الاحداث.

(4 )
اذن ياجماعة الخير يمكننا القول مع قليل من التحفظ أن الزعماء الثلاثة لم يباركوا احداث أو هبة سبتمبر اما لماذا فهنا يمكن فتح الباب للتكهن وللتحليل ؟ فهل كانوا يرون أن الحركة لم تكن ناضجة وكانوا ينتظرون نضجها ؟ هل هناك تفاهمات أو حتى صفقات بينهم وبين الحكومة ؟ هل يظنون بذلك انهم يعبرون عن قواعد احزابهم ؟ هل كانوا يخافون من أن تعم الفوضى البلاد وتتمزق ؟ هل كانوا يرون انهم ليسوا البديل في حالة سقوط النظام ؟ هل خافوا على انفسهم من بطش الحكومة ؟ على العموم يا خبر بفلوس وباكر ببلاش لكن الامر المؤكد أن منطلقات الزعماء الثلاثة ليست موحدة انما متباينة ولكنها لا تخلو من التقاطع.

[/JUSTIFY]

حاطب ليل – أ.د.عبد اللطيف البوني
صحيفة السوداني
[email]aalbony@yahoo.com[/email]


تعليق واحد

  1. [FONT=Arial]- [SIZE=6]أهو براك نجرت الاسم المناسب يا دكتور – احداث سبتمبر – أما بالنسبة للثلاثة الـ كبار فاعتقد ان الساحة لا تسعهم مع الشباب القادم بقوة ،،، وخبر الليلة الـ بفلوس الليلة بكره حتى تلقا السعر ارتفع ،،، تحياتي وفرصة سعيدة جدا اننا نسلم عليك عبر الاثير ،،، [/SIZE][/FONT]