عبد اللطيف البوني

قراءة شيشنة (2 – 3 )


[JUSTIFY]
قراءة شيشنة (2 – 3 )

بالأمس قلنا مع صعوبة إخضاع أحداث سبتمبر 2013 للتحليل الموضوعي نسبة لأن تداعياتها ما زالت تتوالى ومعظم المعلومات عنها لم تتكشف بعد إلا أن هذا لم يمنعنا من المجازفة بتقديم قراءة ثانية لتلك الأحداث. وقد توقفنا بالأمس عند موقف الزعماء الثلاثة الكبار- كبار في السن وفي المقام وقد يكون لهذا أثر في موقفهم – وقلنا إنه كان موقفا سلبيا من الحراك الشعبي الذي حدث وبالتالي صب في مصلحة الحكومة أرادوا ذلك أم أبوا.
نتوقف اليوم عند موقف الخارج من الهبة السبتمبرية ولنبدأ بدول الجوار، فهذه الأحداث أكدت استقرار العلاقة بين حكومتي السودان وجنوب السودان إذ لم يرشح أي شيء يشير إلى أن الجنوب دعم الأحداث كما كان يحدث في السابق لدرجة التصريح بأن الجنوب سوف يقتسم النفط مع السودان في حالة سقوط نظام الخرطوم بل على العكس تواصلت اجتماعات اللجان والأهم أن توتر أبيي قد تراجع بفعل قرار مجلس السلم الإفريقي الرافض للاستفتاء من جانب واحد وأكيد أن لحكومة الجنوب دورا غير معلن في ذلك . لا يمكن القول إن حكومة الجنوب تدعم حكومة السودان الحالية ولكن يمكن القول إنها أصبحت غير مهتمة بمن يحكم السودان وأن ما يحدث فيه شأن داخلي وأنها حريصة على التعامل مع دولة السودان وهناك احتمال قد يبدو بعيدا الآن أن يظهر في المستقبل إسناد حكومي متبادل بين السلطتين.
أما في مصر ولأن إعلامها ما زال تحت تأثير المواجهة مع الإخوان هلل للهبة الشعبية وحكم على نظام الخرطوم بالزوال العاجل وأمطره باللعنات ولكن موقف الحكومة المصرية كان واضحاً بأنها لن تتدخل في شؤون السودان الداخلية وأنها لا توجه الإعلام فمثلما كانت هناك هجمة إعلامية في السودان على التغيير الذي حدث في مصر ومساندة لمرسي والحكومة الحكومة السودانية تبرأت منه ها هي الحكومة المصرية تفعل نفس الشيء . كما نفت الحكومة المصرية نفيا باتا وجود أي علاقة بينها وبين الحركة الثورية وقالت إن مصر مفتوحة لكل السودانيين شريطة عدم تهديد أمن بلادهم من مصر . ساعة كتابة هذه السطور الأمور الرسمية بين البلدين تسير نحو التهدئة وإنهاء التوتر وإذا ما أسند الأمر للدبلوماسية الرسمية في البلدين فإن العلاقة بين البلدين سوف تستقر.
دول الخليج موقفها من أحداث السودان لا يخلو من التباين فقطر ومن خلفها قناة الجزيرة كانت داعمة للحكومة بدون أي ستارة . قناة العربية وقفت مع تطوير الأحداث كما هو الحال في صحيفة الشرق الأوسط وكلاهما محسوب على السعودية ولكن السعودية الرسمية نفت أي تدخل في الشأن السوداني . موقف السودان الرسمي لا يتهم السعودية بأي دعم للداعين لإسقاط النظام لا بل يبدو أن الحكومة استغلت هذا التراشق للاقتراب أكثر من السعودية وعرب الاعتدال نفس الشيء حدث مع إسكاي نيوز ودولة الأمارات وإن كانت دولة الأمارات أقل تأثيرا على الشأن السوداني من السعودية.
دول الجوار الأخرى شرقا إثيوبيا وإرتيريا وغربا ليبيا وتشاد وإفريقيا الوسطى لم يبدر منها ما يشي بأنها تحركت في علاقتها مع السودان مع الحراك الشعبي السبتمبري بل فضلت المراقبة والانتظار مستعصمة بعدم التدخل في الشأن الداخلي السوداني. أما دول العالم الأخرى وعلى رأسها أمريكا فلا قديم يعاد ولا جديد يذكر ولكن البادي للعيان أنها لم تتخذ موقفا ظاهرا من ذلك الحراك السبتمبري، فتلك الدول حمدها في بطنها وتعرف متى وكيف تتدخل وأكيد (قاعدة فوق رأي )

[/JUSTIFY]

حاطب ليل – أ.د.عبد اللطيف البوني
صحيفة السوداني
[email]aalbony@yahoo.com[/email]