فدوى موسى

كوشة


[JUSTIFY]
كوشة

الاخ «علي اتبرا» يهدينا في مقاله المقروءة بهذه الصحيفة قبل عدة ايام تفاصيل ومشاهد لتماهينا مع اللا مسؤولية في التعامل مع النظافة والبيئة من حولنا في مقال اسماه «الكوشة».. ويقع المقال في محله تماماً خاصة واننا مقبلين على عيد الاضحية الذي ترفد منه المنازل الشارع بشيء وشويات من النفايات والبواقي رطبها وجافها وقد اعتدنا ان تكون الرائحة من حولنا في مثل هذه الايام معفونة بكل تفاصيل النفاية من جلد ودم وطفح كروش المجترات المفدى بها ودفق مياهها المأفونة. في انفصال للشخصية بائن حيث تحفل البيوت في داخلها بانظف واحلى الستائر والملايات والروائح وكأنها تتقيأ وتخرج امعاؤها للشارع ليكون تماماً مثل مستودع الفضلات «اجاركم الله» دون حياء في ايضها او في بيولوجية التعامل ببلاهة مع البيئة.. والعالم اليوم يقيس معدلات الرقي من محور البيئة.. وكثيراً ما يحيرني امر تعاطينا معها من منظور اننا بجهد بسيط يمكن ان نكامل الصورة لتخرج في ابهى حليها.. احتفي جداً بجهد جارنا وهو يحمل المكنسة كل فترة لكنس المساحة امام منزله الشيء الذي لو طبقناه جميعاً لاصبح الشارع اجمل وانظف واروع وعلى طريقة اخوانا بتاعين الشعارات نقول تعالوا نقود حملة نظافة ايام العيد شعارها «اي زول ينظف قدام بيتو» وبعد العيد نطورها لبرنامج مستدام ما دامت المحليات تكتفي برفع النفايات دون الخوض في تفاصيل الكنس والتنظيف والحوجة للنظافة الموسمية لا تعني ان يكون الاصل مرتبطاً بزمن معين فقط المظهر والاناقة والنظافة التي تبدو فيها كل البيوت السودانية فاخرها وبسيطها تنبيء عن ان العبقرية الاسرية قادرة على تحقيق الفرق وتسيطر التميز.. فلماذا لا تكون «الشغلانة» دائمة وغير مرتبطة بموسمية العيد التي تحتم التخلص من الاوساخ «المدكنة» احياناً.. كثيراً ما تلحظ البون بين نظافة الايام العادية ونظافة المواسم والمناسبات.. المهم سادتي نحن في مسيس حاجة لتأطير ثقافة جديدة حول جعل البيئة حولنا انظف مما هي عليه.. حيث اننا لا نبالي بدرجة ما بذلك وقد دللت من قبل بمشهد اعتاد عليه الشباب واصحاب الكيف والمزاج الذين يخضعون لمزاجية «نظرية ست الشاي» التي تجعل من حدود «بنابرها» انظف مكان بركل الاوساخ الى الدائرة المحيطة حولها فيكون مجلسها العامر محاط بالاوساخ احاطة السوار بالمعصم تماماً كما في الشوارع مع البيوت.. وهي نظرية لا تنتهجها «ست الشاي» وحدهن بل حتى السياسيين يعوزهم فيها النظرية للكلية للاطار المتكامل فالكل في بلادنا يعمل في حدوده الشخصية فقط ولا ينظر للامور بصورة اوسع تكاملية.. ذات العطب البيئي نجده في السياسة في الاقتصاد في الاجتماعيات.. اذن قاعدة المفهوم تحتاج للتوسع والتمدد لتكون اكبر واشمل من موضوع نظافة خاصة.. نحتاج لنظافة عامة نكنس فيها الاوساخ والادران والانحرافات ونتحلل وربما نغتسل سبع احداهن بالتراب لنخرج من حالة الولوغ والتأثر بلعق الفهم المغلوط.. اقرب مثال على ان «سستمنا ضارب» انك اذا مارست بعض الدعم «القرمشي» او تناولت التسالي والفول قد تتعب جداً في ايجاد طريقة مناسبة للتخلص من «القشر» فربما عمدت للتخلص من ذلك بطريقة اثمة في حق البيئة من حولك.. لان نشر سلات الاوساخ محدود جداً.

اخر الكلام:-

ان كانت محلياتنا في امر اصحاح البيئة محصورة الجهد في رفع اكياس النفايات فقط فلتقدم برنامج طوعي لحث الشباب على المساعدة على الامر ولو من باب «من جهز مساعد بئة كأنما انقذ البيئة».. «اها يا بيئة كل سنة وانتوا بخير عميم» جزيل حبي واحترامي لكم وانتم تجعلون من المستحيل ممكناً في ظل الضغوط الحالية.

[/JUSTIFY]
[LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]