إنتو ما مسلمين؟

ترجل والي المسلمين من ناقته المدغلبة (خمسة شنكل) ودخل إلى خيمة الحكم الوثيرة ونده على حاجبه
– يا علقمة .. يا علقمة
– نعم مولاي
– أبحث لي عن عشرة أشخاص من أفراد الرعية المعدمين ؟
– كل الرعية معدمة يا مولاي
– قم بإختيار أكثرهم فقراً وبؤساً
– إنهم كثر يا مولاي
– بقول ليك ايه .. بلاش لماضة وأمشي جيب أسماء أي عشرة مواطنين
يخرج علقمة بينما يمسك الوالي بهاتفه الجوال :
– مسؤول الزكاة؟
– نعم يا مولاي .. أريدك الآن في خيمتي لإجتماع عاجل
– حاضر يا مولاي
يدخل الحاجب وهو ممسك برقعة من الجلد يسلمها للوالي :
– هذه يا مولاي إسماء عشرة أفراد من الرعية المعدمين تماماً
– وماذا تعني بتماماً هذه
– يعني يا مولاي ما عندهم أبوالنوم
يخرج الحاجب ثم يعود :
– يا مولاي مسؤول الزكاة يستأذنك في الدخول
– إإذن له
يدخل مسؤول الزكاة وهو يرتدي حلة من الحرير الأبيض ويمسك بيده على عصاة من الأبنوس
فيطلب منه الوالي أن يجلس
– أريدك أن تذهب معي في (مشاوير) لتفقد بعض أفراد الرعية المعدمين ؟
– ومالو يا مولاي .. جدأ
– مالو مين وبتاع أيه .. حضر ليك عشرة ظروف وخت في كل ظرف ألف درهم !!
– من أين أقوم بتحضير هذه الأموال يا مولاي فالديوان على الحديدة !
– (في إستغراش) : على الحديدة؟ أين تذهب هذه الأموال التي تتم جبايتها
– يا مولاي لقد تبرعنا لقناة الضحي بخمسين ألف (دولار) .. وإشترينا لينا كم ناقة (برادو) وهناك العديد من (الإختلاسات) والباقي (البفضل) بشيلوهو العاملين عليها !
– تصرف .. تصرف يجب أن أقوم بتنفيذ هذا البرنامج (الراعي والرعية)
– حاااضر يا مولاي سوف أقوم بالتصرف وأحضر لك المبلغ المطلوب .. هل تأمر بشئ يا مولاي؟
– نعم لا تنسي أن تخبر جميع الصحف ووكالات الأنباء والقنوات الفضائية لمرافقتنا وتسجيل هذه الحدث ..
مجموعة من النياق البيضاء (المظللة ) تدخل إلى أحد الأحياء الطرفية وتتوقف أمام أحد الخيام البالية
بينما عددا من كاميرات التصوير توثق للحدث :
– (الحاجب يطرق باب الخيمة) : يا أهل الدار !
– (صوت ضعيف من الداخل) : من الطارق
– هذا برنامج (الراعي والرعية) .. مولاي والي المسلمين على الباب
– تفضلوا تفضلو .. يا مرحبا يا مرحبا !!
والي المسلمين (والرهط) المرافق له يدخلون إلى (الخيمة) البالية التي لا يوجد بها غير بساط بال و(قدر) قديم يغلي على النار
– (الوالي يهمس لحاجبه) : أقول ليك (معدم) تجيب ليا زول (شادي ليهو حاجة في النار)؟
– صاحب الدار يرحب (بالوفد) وينده على زوجته وأطفاله فيدخلون في ثياب رثة مهترئة وأجساد نحيلة ضامرة ..
– (الوالي يسأله) : كم لديك من النساء ؟
– برضو ده سؤال يا مولاي ؟
– معذرة أقصد من الأطفال
– هؤلاء الذين أمامك
– وهل يذهبون إلى (المدارس) ؟
– مدارس مين يا مولاي وهل لنا طاقة بتكلفتها !
– إذن فهم يعملون !
– كانوا يعملون ..
– ماذا تقصد ؟
– لقد تبرع فاعل خير لكل منهم (بدرداقة) ليعملون عليها في سوق (عكاظ) لكن قامت السلطات بنصادرتهم ثم إيجارها لهم !
– (الوالي يخاطب المصورين) : الحته دي بعدين أعملوا ليها مونتاج !
– (مسؤول الزكاة) وهو يقدم (الظرف) لصاحب الدار وسط اضواء الكاميرات :
– هذه مساعدة من مولاي (الوالي) تعينكم على مواجهة الحياة نرجو أن تتقبلوها منه
– من ناحية بنتقبلا بنتقبلا لكن بكرة ما تكشفوا حالنا وتجيبونا في تلفزيون (يثرب) وكل صحف (الجزيرة) .. إنتو ما مسلمين ؟
– (الجميع) : بلي
– طيب وكت مسلمين ما سمعتو إنو الصدقة دي بيدوها بالدس حتي إنو من يعطيها لا تعلم يساره ما أعطت يمينه ؟ (مواصلا) والله لأحب لنا ان نعيش على (كمونية السمك) التي تغلي في ذلك (القدر) على أن نصبح (فرجة) لكل الناس !!