تحقيقات وتقارير

مقاطعة امريكية ثقافية: اتحاد الكتاب مندهش.. الكونغرس يمنع ندوة عن الطيب صالح يشتبه أنها ممولة من الحكومة.. هل وصلت المقاطعة الأمريكية الحقل الثقافي!؟


[JUSTIFY]بالطبع، لم يكن الأديب الراحل الطيب صالح يتوقع أن يكون هو أو أدبه وجهاً من وجوه الصراعات السياسية الدولية، لكن عدة ملابسات هي التي جعلت من الندوة المقامة بشأن مشروعه الأدبي في واشنطون رمزاً لتفاقم الأزمة السياسية بين الحكومة السودانية والولايات المتحدة الأمريكية.

فقد ألغى الكونغرس الأمريكي ندوة عن أدب الروائي الطيب صالح، نسق لها مركز علي مهدي الثقافي وكان يفترض أن تستضيفها مكتبة الكونغرس في الرابع من أغسطس الجاري. وقد تم الإلغاء بسبب مئات الرسائل التي وصلت إلى الكونغرس من منظمات مجتمع مدني أمريكية، ترى أن الحكومة السودانية هي التي تنظم هذه الندوة بغرض استثمارها في فك العزلة الناجمة عن العقوبات الأمريكية المفروضة على السودان، واحتجت المنظمات على استضافة الكونغرس لفاعلية من شأنها فتح عملية التطبيع مع المواطنين الأمريكيين. وتأتي ندوة الطيب صالح الثقافية الملغاه عقب الأزمة التي حدثت في الخرطوم، وشغلت الرأي العام العالمي، وكان طرفها السيدة أبرار الهادي التي برأها القضاء السوداني من تهمة الردة، وسافرت مؤخراً إلى روما.

ونفى مدير المركز المنسق للندوة الفنان علي مهدي نوري وجود أية صلة للحكومة السودانية بالندوة، وقال لـ(اليوم التالي) إن مركزه مسجل كمركز أهلي وفقاً لقانون العام 1996، ولا صلة له بالجهات الرسمية، وتابع أن الندوة تأتي ضمن أنشطة مركز علي مهدي الثقافي التي درج على تقديمها في عدة دول عربية وأوربية، وأشار مهدي إلى أن مقترح الندوة كان يشتمل على عرض مسرحي وعزف موسيقى من فرقة أوتار النيل، وغناء يشارك فيه الفنان عبد الكريم الكابلي، إلى جانب محاضرات يقدمها باحثون سودانيون وأمريكيون ومصريون ويابانيون ومعرض لكتب الطي صالح وتلك التي تناولت ادبه وانتاجه الفكري. وأشاد مهدي بتعاون مكتبة الكونغرس والسفارة الأمريكية في الخرطوم، كما أشاد مهدي بالأساتذة المشاركون من مختلف أرجاء العالم، وقال إنه سيتابع الأمر ويعقد مؤتمراً صحفياً الأسبوع المقبل.

ومنذ عدة سنوات تجد الحكومة مشقة بالغة في تحسين علاقتها مع واشنطون. ومنعت السلطات الأمريكية زيارة لمساعد رئيس الجمهورية السابق الدكتور نافع علي نافع في العام الماضي. لكن هذه هي المرة الأولى التي يشمل فيها الحظر نشاطا ثقافيا سودانيا.

وقال وزير الخارجية علي كرتي الأسبوع قبل الماضي إنه “لن يكون باليسير على أية قيادة سياسية بالبيت الأبيض أن تتجاوز مجموعات من الناشطين الأمريكيين الذين جعلوا سبيلهم للحياة استمرارية أزمة في السودان ومع السودان”.

وطبقاً لتقارير إعلامية فإن السفارة الأمريكية بالخرطوم سبق وأن أعلنت أن النشاطات الثقافية لا تشملها العقوبات. وتدير الحكومة الأمريكية عدة مراكز ثقافية في الخرطوم، تقوم فيها بتدريس اللغة الإنجليزية للسودانيين الراغبين في ذلك، وتعكس عبرها أوجه الثقافة الأمريكية المختلفة عبر الأفلام والمناشط. ولا يتوقع الأمين العام لاتحاد الكتاب السودانيين عثمان شنقر أن تلجأ الحكومة السودانية لإغلاق المراكز الثقافية الأمريكية رداً على إلغاء ندوة الطيب صالح.

ويشير محللون سياسيون إلى أن الحكومة سعت عبر عدة وسائل لفتح الطريق أمام الرأي العام الأمريكي، مثل الاتفاق مع مكاتب علاقات عامة واستكتاب كتاب لمقالات وتعليقات ترويجية واستخدام الإعلام الإمريكي من صحف محلية ومجلات وقنوات فضائية لكتابة تقارير إيجابية عن السودان، علاوة على استخدام الجامعات والمعاهد ومراكز البحوث لبث صورة إيجابية عن الحكومة السودانية.

وبالنسبة للأمين العام لاتحاد الكتاب السودانيين، عثمان شنقر، فإن إلغاء ندوة ثقافية أمر مدهش للمثقفين السودانيين، وخارج بنود الحظر التي تشرف عليها الخارجية الأمريكية مباشرة. وقال شنقر وهو يتحدث لـ(اليوم التالي) إن اتحاد الكتاب يستنكر هذا الأمر، ويطالب الإدارة الأمريكية بأن تفصل بين ماهو سياسي وما هو ثقافي شعبي.

وإن كان مصطفى سعيد “بطل رواية موسم الهجرة إلى الشمال” قد سجن في لندن لاعتبارات مجتمعية، فإن الحديث عنه كان ممنوعاً في الكونغرس الأمريكي لاعتبارات ربما كانت سياسية هذه المرة.
[/JUSTIFY]

اليوم التالي


تعليق واحد

  1. والله كتر خير الكونغرس بقا عنده أدب أحسن منكم!!!!!
    وينو الأدب؟؟؟؟
    والله بالجد نحنا فارغين وقمة أدبنا موسم الهجرة إلى الأدب!!!!
    مرة كنت بتناقش مع زميل عمل في عن أشهر كتاب للطيب صالح موسم الهجرة إلى الشمال وتنازل الكاتب عن الحياء السوداني فإذا به يقول لي أسكت معانا بنات
    ضحكت وقلت ليهو كويس إنك خجلت ليهو
    للأسف في السودان من يستحقُ أن يحِق بِحقه لا يحِقُ له غيرهُ أن يكون بحقَهِ حَقُ علينا جميعااااااا
    عبد الله الطيب المجذوب أدب وأديب السودان وكل العرب

  2. الامريكان عندهم حق لو كانت حكومتنا وراء الفعالية الثقافية هذه لانها ستكون مصيبة كبيرة اذا تسربت ثقافة التحلل مثلا لامريكا خصوصا ان امريكا فيها كيزان مسيحيين من النوع ابو كديس ناس جورج بوش ورهطه

  3. يا القاعدين تقللوا من شأن الطيب صاح وتصفوه بخدش الحياء
    الغاء الندوة جاء بعد جهود جبارة قام بها الدبلوماسي المعارض المخضرم نور الدين منان
    وهناك بوستات فتحت في سودانيزاونلاين بهذا الخصوص