أم وضاح

الوطن يسع الجميع


[JUSTIFY]
الوطن يسع الجميع

ليس جديداً ولا غريباً أن ينتمي الفنان إلى ايدولوجية سياسية معينة ويعلن عن ذلك دونما حرج أو تخوف من قبول واستيعاب الآخر لذلك وما أظن أن انتماء الفنان الكبير محمد عثمان وردي إلى فكر معين قد صنع حاجزاً بينه واعجاب وحب الشعب السوداني الكبير له وإن كانت مواقف وردي السياسية تنطلق من الانحياز للشعب ضد الانظمة الديكتاتورية من وجهة نظرة فإن لهذه الأنظمة ايضاً مؤيدوها وعرابوها الذين لم يقلل موقف وردي السياسي من اعجابهم بفنه وفصلوا الفن عن السياسة بما يشبه فصل الدين عن السياسة.. أقول هذه المقدمة التي لابد منها في محاولة لايصال فكرتي التي انبنت على استغراب وتعجب للهجمة الشرسة التي وجدها الفنان جمال فرفور في فترة الاحتجاجات الاخيرة ونحن مجتمع تثيره الإشاعة وتهيج فيه رغبات الحديث أكثر من الحقيقة التي تضيع في عاصفة هذه الشائعة.. والشائعة التي لا أعلم مدى صحتها بأن فرفور خرج مناهضاً للاحتجاجات الأخيرة ومدافعاً عن الحكومة انبنت على أساس أن فرفور ينتمي لجهاز الأمن والمخابرات الوطني وأنا شخصياً لا أدري ما هي «السُبه» في أن ينتمي فرفور لهذا الجهاز خاضة وانها جاءت من باب الحراك الاجتماعي للجهاز وسط أطياف المجتمع وفرفور لم يخفيها يعني الرجل «لا يتحسس ولا يتجسس» والا ما كان أعلنها!! بعدين جهاز المخابرات هذا يرعى فريقاً رياضياً كاملاً فهل هذا الفريق بادارته ولاعبيه وجماهيره «سنزقهم» في الخانة التي اراد البعض ان يضع فيها فرفور ويذبحه من الوريد للوريد!! بالمناسبة لماذا يستهدف الشخص أياَ كان موقعه وموقفه إن كان مؤيداً للنظام ويوضع في خانة «الزيرو» وبالمقابل من يجلس على كنبة المعارضة هو في خانة «الهيرو» حتى لو كنا جربنا ممارسته السياسية وفشله الاقتصادي وضعف مواقفه الخارجية أو بالمختصر المفيد «كيسو فاضي» لكن نخون الأول ونمجد الثاني وذاك رأي وموقف وهذا رأي وموقف وبمقابل موقف فرفور الذي قيل إنه مؤيد للحكومة كان موقف طه سليمان الذي قال لي شهود عيان إنه كان في ميدان الرابطة شمبات متظاهراً ومحتجاً ورافضاً ومتضامناً مع المحتجين وهو ايضاً موقف لا ينبغي أن نحسبه ضده أو عليه ويظل فناناً للجميع بدلالة أنه وفرفور جمعتهما خشبة مسرح واحد ثاني أيام العيد وذات الايادي التي صفقت مستقبلة صعود فرفور صفقت لطه وذات الآذان التي استمعت للأول استمعت للثاني دونما استصحاب لمواقف سياسية أو انتماءات ايدلوجية.

الدايرة اقوله واخلص له إن الشعب السوداني ومنذ خليل فرح وحتى الآن ينظر للفنان من خلال حنجرته وأعماله وليس من خلال مواقفه السياسية أو الحزبية وأخطر ما يهدد المجتمع بحاله هو محاولات التخويف لشخص من اجل تهميشه أو القضاء عليه بادعاءات خرقاء تستفز من شاكلة ما اطلقه بعض «السذج» أن فرفور جاء حفل النيل الازرق بصحبة «بودي قارد» وهو محض افتراء لان هؤلاء كانوا يتبعون للصالة ويحفظون النظام ولعليّ أحمد الله اننا لا زلنا ورغم البلاوي الكثيرة في وطن لم يصل مرحلة أن نقذف فرفور بالبيض لانه مع الحكومة أو تقذف الحكومة بطه في الجب لانه وقف مع المحتجين.

٭ كلمة عزيزة

الآن لا حديث للمواطن الا عن التغيير الوزاري الجديد وأن كانت لي من نصيحة فإما ان يكون هذا التغيير جذري وجدي وحقيقي والا فلا داعي له لأن ضرب البوماستك في حيطة الجالوص سرعان ما يكشف الشقوق والخرابيش!!

٭ كلمة أعز

اتفق تماماً مع الاخ الصديق الاستاذ عاصم البلال الطيب الذي قال إن العيد بقى مسيخ واصبحنا نشتري الملايات ولا يزورنا أحد ونشتري الحلوى ولا يأكلها أحد حتى رسائل المعايدة الهاتفية يبدو انها دخلت السوق الأسود والله بالغت يا أبو فارس!!

[/JUSTIFY]

عز الكلام – آخر لحظة
[EMAIL]omwaddah15@yahoo.com[/EMAIL]