اسحق احمد فضل الله

“سودان.. قوت.. تالنت”


[JUSTIFY]
“سودان.. قوت.. تالنت”

* 1917 .. الثورة الشيوعية.. و1989 الشيوعية تنتهي والغرب يكتب.. نقطة في آخر السطر.
* 1917 .. سايكس بيكو.. مشروع تقسيم العالم الإسلامي.. 2013 الغرب يُكمل المشروع هذا الآن ويكتب.. نقطة في آخر السطر.
(2)
*.. والقوس الإسرائيلي يمتد من وسط آسيا إلى أفريقيا الآن عبر السودان وحتى مالي.
*.. وما حدث ليلة وفاة محمود عبد العزيز.. وما كاد يتكرر في أسبوع الحرائق يُصبح هو اللحن المصاحب للقصيدة.
(3)
*.. و(أحدهم) أبرع مهاجم في تاريخ المنتخب القومي في الستينيات.
*.. وصحيفةٌ أمس الأول تحمل صورةً لشيخٍ ذاهل في جلبابٍ بقي على ظهره عاماً.. والشيخ المذهول يمشي تحت شعرٍ ملبد نسي الماء.
*.. والشيخ المذهول هو (المهاجم هذا).
*.. وأهل الرياضة من يحمل القلم منهم يكتب عن السودان لعله يبدأ من هناك.
*.. والمحجوب لمَّا كان رئيساً للوزراء = أيام المهاجم الرائع ذاتها = لمَّا كان يُقدِّم خطاب استقالة حكومته كان يعتذر عن أن خطابه قصير..
: لأنني أريد أن أفسح الكرسي هذا سريعاً لهذا الشاب المُتعجِّل.
*.. والشاب المُتعجِّل كان هو الصادق المهدي.
*.. ومن يكتب حديث السياسة في السودان ويُورد المشهد هذا يُورد بيتين قالهما المحجوب وهو يُغادر المنصة.
* (أنا يا شعب ما طويت على اللؤم جراحي
ولا جرحت اعتقادي
وكفى المرء فخراً أن يُعادى
في ميادين مجده ويُعادي)
*.. والمحجوب المثقف السياسي الضخم كان مثل مثقفين آخرين يجهل أن مشروع سايكس بيكو لابتلاع العالم الإسلامي يقطع شوطاً بعيداً.. وساسته يُقاتلون بعضهم برمح عنتر وأشعاره.
*.. والمحجوب الذي يقضي أيامه الأخيرة في لندن لعله عرف قبل مشهدٍ حزينٍ هناك يختم نزاعاً آخر.
* المحجوب في لندن وفي عُزلته القاتلة يُدهشه أن طارقاً يطرق بابه ويفتح الباب للطارق بعيونٍ منتفخة و(روب) يكشف عن ساقين نحيلتين يغطيهما الشعر.
*.. والمحجوب ينظر في دهشةٍ ثانية إلى وجه الزائر.
* الزائر كان أحد من تلقَّى من المحجوب إهانةً قاسية لمَّا كان وزيراً للخارجية.
*.. والرجلان كلٌّ منهما ينظر إلى الآخر وكلٌّ منهما يهتز بعنف وهو يبكي.
(4)
*.. ومن يكتب من الرياضيين يزحم كتابه بالمحينة وجقدول وبرعي وحسن عطية (وكسرة يا أبو علي) وطه حمدتو والأشول وطارق وشواطين وشاويش وقاسم وشوقي الأسد و.. و..
*.. ومن يكتب عن الفنون يكتب عن ألف اسم.
*.. ومن يكتب عن السياسة وأهلها يزحم كتابه بالأسماء ما بين حسن عوض الله وأزهري وحتى لوممبا وتشومبي.. وحتى كنياتا وزباتا وحتى أبو مدين وحتى.. وحتى..
*.. وكلهم يعبر بفروعٍ وجذور مشروع 1917 الغربي من هنا والشرقي من هناك دون أن يشعر به.
* لكن كلهم ينتهي إلى شيءٍ واحدٍ وهو.. الصراع الاقتصادي والتخبط للخروج من أوحاله.
(5)
*.. وغريبٌ أن بعض الكتابات هذه تُصبح في ذاتها نوعاً من التخبط حين تكتفي بالتشخيص الطبي الذي يُصدر وصفاتٍ (روشتات) طبية تصف أدويةً لا تنتجها الصيدليات.
*.. والوصفة الوحيدة التي تصلح الآن.. والكتابات الوحيدة التي تصلح الآن هي أن يكتب الناس سطرين عن (ما حدث) وأن يكتبوا ألف سطر عن (ما سوف يحدث).
*.. وبعض ما سوف يحدث هو أن إسرائيل التي تُكمل مشروعها في آسيا تمتد بقوسها الآن إلى أفريقيا عبر شرق أفريقيا إلى غربها.. مع تمهُّلٍ كاملٍ في السودان.
(6)
*.. والجنرال (دان ياتوم) ضابط المخابرات الإسرائيلي الذي يصنع مشروع فصل الأكراد عن العراق.. والعميد (ليفي) وصاحبته الشقراء.. والتي لا نعرف اسمها.. وكلاهما في اليمن.. كلاهما يمتد مع دان ياتوم إلى السودان وإلى مشروعٍ ضخمٍ يُنفَّذ الآن.
* مشروع المثلث.. الذي هو دولةٌ تقوم على مثلث (الكفرة أوزو دارفور).
*.. وما يُمزِّق ليبيا الآن هو المشروع هذا.
*.. وما يُمزِّق دارفور هو المشروع هذا.
*.. والأنياب التي تُمزِّق هي أنياب الجهل الرائع الذي يتمتع به الشباب السوداني الآن ولعل أحدهم يكتب كتاباً عن الشباب في الستينيات وثقافة الشباب يومئذٍ.
* ثم لعله يكتب كتاباً عن ثقافة الشعوب اليوم..
* ثم لعله يصعد إلى برج الاتصالات الذي يُدير الإنترنت ثم يقفز من هناك..
* سودان الستينيات والعالم في الستينيات من لا يعرفه لا يعرف عالم اليوم.
*.. ومن لا ينظر من فوق الحائط الآن إلى عالم (2050) لن يعرف عالم اليوم.
*.. ومن يُدير السودان عام (2020) هو شباب اليوم الذي لا يعرف من العالم إلا أغنيات (أراب.. قوت.. تالنت).
* مطلوب من يكتب كتاباً عن هذا كله لأصحاب المذكرة.

[/JUSTIFY]

ولو بعد حين – صحيفة اليوم التالي