منوعات

كان العيد جلابية وتوب والآن «شيرت وتي شيرت»


[JUSTIFY]{ الرمزيات كثيراً ما تعطيك ايقاع التغيير.
{ كان العيد فيما مضى عند الاطفال جلابية دبلان جديدة ذات جيوب عميقة، كان غالباً ما تمتلئ يوم العيد بالحلوى والخبيز والعيدية «كاش» عملة فضية فئة «القرش والشلن والريال»، وعندما يسير الصبي منتشياً بين اصحابه وجيرانه وأقرانه، كانت الجلابية تحدث إيقاعاً يطرب له الصبي والجديد شديد، وهو بذلك فرح وسعيد.
{ تقريباً كان ما يقدل به الصبي والصبية يغلب عليه «السودانيوية» الخالصة صنعة وإنتاجاً ومذاقاً ونكهة.
{ اليوم غلب على طابع المبلوسات الصبيانية والشبابية رجالية ونسائية، طابع الفرنجة فتعددت اشكال البناطلين ومسمياتها والاقمصة ومطبوعاتها ولغاتها انجليزية وصينية بل وصور مشاهير العالم في عوالم الفن والرياضة حتى انك تجد انهم 100% اجانب هذا غير لغة «الشفاة» التي تفرنجت.
أما الاطفال فان المسدسات الصغيرة اصبحت غير «مشبعة» لطموح التأثير.. فهم يتوشحون أخطر لعب الاسلحة الرشاشة مثل التي يشاهدونها في الفضائيات تزهق ا لارواح.. بل ان العيد اصبح مفرقعات ودوي وصخب!!
{ أما في مجالات الفسحة والنزهة فقديماً كان الناس يتباهون بالحياة الطبيعية حتى انهم ليزورون حدائق الحيوان فيستأنسون بالاسد ويداعبون الفيل قبل ان يقتله «الونش»! ويشاهدون النعامة دون ان تدس رأسها في الرمال، ويحدثهم ملك الطيور الطاؤوس مباركاً لهم العيد في فقرة استعراضية زاهية ويقول لهم الثعلب صحيح انه مكار وداهية ولكن الانسان غلبه بهذا القفص المحكم، وينظر إليهم حمار الوحش وهم يتأملونه قائلاً:«أنا الفنان»!
أما التمساح فانه في ذلك الزمان لا يشاهدونه إلا في حدائق الحيوان ويقول لهم«غداً ساغادر حدائقكم ولكن توقعوا مثلي من البشر في مكاتبكم»!! والقرنتي ووحيد القرن الذي كان رمزاً للسودان وصقر الجديان يرفل في عزه ووكل ما من شأنه أن يطبع في قلوب الناس الفرح ويقول لهم: يا عيد تعود يا عيد بالخير علينا سعيد.
{ واليوم العيد صالات افراح وما ادراك وما هي وحبيبي مفلس.. وكلها تقول: جات «المحروسة تفرح ما لقتلهاش مطرح»، فاحداث غزة والعالم العربي بعد الربيع نزعت قشطة الفرح وتركت لنا لبناً لونه أبيض فقط.
وكل سنة وانتو طيبين.
[/JUSTIFY]

الانتباهة
ي.ع