عالمية

الجيش الباكستاني يجبر طالبان على التراجع واوباما يرحب


وادي بونر (باكستان) (رويترز) – خاض الجيش الباكستاني معارك عبر الممرات الجبلية يوم الخميس في ثالث ايام القتال من اجل طرد مقاتلي طالبان من وادي بونر الاستراتيجي بعد ان رحب الرئيس الامريكي باراك اوباما بهذا التصميم الجديد.

وكان المتشددون لا يزالون يسيطرون على اجزاء من وادي بونر الذي يبعد 100 كيلومترا فقط شمال غربي العاصمة اسلام اباد مع ان الجنود قاموا بتأمين مدينة داجار الرئيسية يوم الاربعاء بعد ان اسقطتهم طائرات هليكوبتر خلف خطوط العدو.

وقال الرئيس الامريكي باراك أوباما في مؤتمر صحفي في واشنطن ان الجيش الباكستاني بدأ يدرك ان التشدد الداخلي لا الهند هو الذي يشكل أكبر تهديد لاستقرار باكستان بالرغم من الحروب الثلاثة التي خاضها الخصمان القديمان.

وقال أوباما “على الجانب العسكري بدأنا نرى بعض الاعتراف في الايام القليلة الماضية بأن الفكرة المسيطرة عن الهند كخطر قاتل على باكستان أسيء توجيهها وان الخطر الاعظم عليهم الان يجيء من الداخل.”

وأضاف “وبدأنا نرى الجيش الباكستاني يتعامل بجدية أكبر مع التهديد المسلح من المتطرفين المتشددين.”

واثار تقدم طالبان الزاحف من معقلها في وادي سوات قلق الكثير من الباكستانيين كما اثار المخاوف في واشنطن بشأن استقرار حليفها النووي.

وقال اوباما انه واثق من ان الترسانة النووية الباكستانية آمنة.

واستعانت القوات الباكستانية يوم الخميس بطائرات هليكوبتر حربية وبقطع المدفعية في استهداف مخابيء المتشددين في بونر وشوهدت المئات من العائلات وهي تتدفق خارجة من الوادي وعرباتهم محملة بكل ما يمكن حمله من امتعة وممتلكات بما في ذلك الماشية.

وقالت امرأة مسنة ووجهها ورأسها غير مكشوفين وهي تجلس في الجزء الخلفي من شاحنة صغيرة “نحن نغادر لكننا لا نعرف الى اين. هناك قصف مدفعي لقريتي طوال الليل.”

وقال المتحدث باسم الجيش الميجر جنرال أطهر عباس ان قوات الامن سيطرت على ممرين اثنين على الاقل يوم الخميس لكن عليهم ان يتحركوا بشكل اكثر حرصا بسبب القنابل المزروعة على جانب الطريق.

ووجه تحذيرا الى طالبان في سوات لعدم تنفيذهم الجانب الخاص بهم من الصفقة بعد ان قبلت الحكومة مطالبهم باقامة المحاكم الشرعية عبر انحاء منطقة مالاكاند في الاقليم الحدودي الشمالي الغربي الذي يشمل سوات وبونر وعدة مناطق اخرى.

وقال عباس في مؤتمر صحفي في روالبندي المدينة العسكرية المجاورة لاسلام اباد “الارهاب الذي يروع الناس في المنطقة مستمر بلا انقطاع وهذا ما نعتبره انتهاكا جسيما لاتفاق السلام.”

وقال عباس ان المتشددين رفضوا التخلي عن السلاح وقاموا بخطف افراد من قوات الامن وقتلوا افرادا من الشرطة ومن المدنيين.

ودعا مسؤولون امريكيون باكستان الى متابعة هجومهم الذي بدأ هذا الاسبوع في دير وبونر بدلا من ترك العدو يعيد تجميع صفوفه وتصاعدت التكهنات بانه فور ان يقوم الجيش بتأمين منقطة بونر سيحول اهتمامه الى طالبان في سوات.

ولم يقدم عباس اية ارقام جديدة لضحايا القتال في بونر ودير السفلي حيث بدات عملية يوم الاحد الماضي فيما عدا ان اكثر من 120 من المتشددين قتلوا حتى الاربعاء.

وقبل الهجوم العسكري في بونر كان لدى الدول الغربية الحليفة التي تحتاج الى دعم باكستان لهزيمة تنظيم القاعدة واعادة الاستقرار الى افغانستان مخاوف من أن تكون الحكومة تميل بشكل مفرط لاسترضاء المتشددين.

وقال أوباما في مؤتمر صحفي في واشنطن يوم الاربعاء “أشعر بقلق بالغ تجاه الوضع في باكستان ليس لاني أعتقد أنهم سيهزمون وأن طالبان ستسيطر على باكستان.

“أنا قلق بدرجة أكبر لان الحكومة المدنية هناك حاليا هشة جدا وليس لديها القدرة فيما يبدو على تقديم خدمات أساسية مثل المدارس والرعاية الصحية وسيادة القانون ونظام قضائي يعمل لصالح غالبية الشعب.”

واكدت اعمال العنف العرقية في مدينة كراتشي مدى انعدام الاستقرار المتزايد في باكستان حيث صدرت الاوامر لقوات الامن باطلاق النار على من يروه من اجل اعادة الامن والنظام.

وقتل 27 شخصا على الاقل في اشتباكات وقعت الاربعاء وكثير منهم من البشتون مما يكشف عن نوع اخر من التوتر بين الاشخاص في الشمال الغربي وبين غيرهم القادمين من انحاء اخرى من البلاد.

ومن المقرر أن يجري أوباما محادثات مع الرئيس الباكستاني اصف علي زرداري والرئيس الافغاني حامد كرزاي في السادس والسابع من مايو ايار.

وقال نواب أمريكيون انهم يعتزمون الاسراع في تقديم أكثر من 400 مليون دولار من المساعدات الى باكستان لمساعدتها في عمليات مكافحة التمرد. كما أن الولايات المتحدة ستمنح اسلام اباد 1.4 مليار دولار من المساعدات الاقتصادية.