رأي ومقالات

زكريا حامد : معجم التأقلم مع الأسعار وقفة الخضار..!!


لا يمكننا إطلاق المواءمة بين الحد الأدنى “للأجور” عندنا والحد الأعلى لأسعار السلع والخدمات، ولو اجتمع الأنس والجن على تحقيق ذلك لما استطاعوا إليه سبيلاً..!!!.

والمعضلة تبدو شديدة الوضوح عندما يبلغ سعر جوال “البصل” الى أربعمئة جنيه وحد الأجور الأدنى عند البعض أقل من ذلك بخمسين جنيهاً..!!!.
إن بقاء محدودي ومتوسطي الدخل على قيد الحياة رغم كل المحن والإحن والابتلاءات. وتجاوز الأسعار مرحلة الغليان يحتم على الجهات المختصة دراسة تلك الحالات لا بسؤالهم بالصيغة الإجرامية “من أين لك هذا؟!” بل بنهج الاستعطاف والشفقة “كيف فعلت هذا..؟!” ..!!!.

وقناعتي أن الأحوال عندنا أسوء من مصر ومع ذلك فإن الكاتب الساخر “أحمد رجب” اقترح إلغاء قانون الثراء الحرام وأن تتم مسألة الوزراء المختلسين والسارقين، بل العكس من ذلك يخضع الوزراء الشرفاء لاستجواب للإجابة على الكيفية التي صبروا بها كل ذلك الوقت دون اللجوء إلى السرقة وحافظوا على شرفهم وكرامتهم..!!!.

المصيبة أن مرتبات البعض لا تكاد تكفي حتى لإعادة شحن وملء “المهلكات” الثلاث شهرياً وهي بالطبع “الأنبوبة والموبايل والعداد” ومع ذلك فإن حياتهم مستمرة بشكل أو بآخر بأسلوب “طاقية هذا على رأس ذاك”..!!!.

الأدهى أن نظامنا الاقتصادي بلا ضوابط أو كوابح ويسير فقط “بالبركة” ولا علاقة له بالنظريات والقوانين بدليل أن أسعار الأسمنت ترتفع بغتة فوق الثلاثين بالمئة بين ضحية وعشاها، فيما تسجل أسعار الزيوت أرقاماً ونسباً أعلى من ذلك ثم تنخفض أسعار الأولى وتبقى الثانية على ماهي عليها لشهور..!!!.

العجب أن أسعار “الزيوت” تنخفض بمجرد ارتفاع أسعار اللحوم بأنواعها والخضر والفواكه حيث لا حاجة للناس بالزيت في تلك الحالة إلا بمقدار ما ينعش “العدس” أو يجمل وجه “الدكوة”..!!!.

جاء في الطرفة أن “جعلياً” سأل شايقياً هل تدخن؟… وعندما أجابه بأنه يدخن خمس علب يومياً بمبلغ “15” جنيهاً سكت برهة وقال له: “إذن تصرف “450” جنيهاً في الشهر وفي خمس سنوات.. وفي عشرة.. المهم المفروض كان يكون عندك “برادو” لغاية هسع.. فسألة “الشايقي” هل أنت تدخن وعندما قال له لا مطلقاً، زجرة متسائلاً: “نان وين البرادو أل ليلتك…؟!!”

زكريا حامد – صحيفة الاخبار السودانية


تعليق واحد

  1. الدكوة ليست بحاجه لزيت كي يجملها ففيها من الزيت ما يكفي، لعلك قصدت سلطة الدكوة عزيزي زكريا .

  2. حلوة يا ابو الزيك ،يا ريت يا ناس النيلين تواظبوا علي نشر هذا العمود الساخر والطريف للاستاذ زكريا يومياً، كرهنا الكتابات السياسية الجامدة والمعسمة.

  3. الأخ والزميل زكرياحامد معروف بخفة ظله وتواضعه وصراحته وهذا ينعكس على كتاباته التي تأتي خفيفة الظل وتخفف ولو قليلا من جو الكآبة التي تجلبها لنا الأخبار والأحوال السياسية والغريب أن كل من مسك قلما ظن أنه يدرك خفايا وخبايا السياسية، ألا قاتل الله السياسية، ولطف بالشعب السوادني المكافح والتحية والتقدير لكي أخي زكريا حامد ومزيدا من مثل هذه الكتابات التي تدخل البهجة والسرور في نفوسنا خاصة نحن معشر المغتربين.

  4. نرجو عدم ذكر اسم القبائل حتى تدوم المحبة والترابط وسد ابواب الشر