منوعات

تشابك العلاقات وإرهاق العمل: الأطباء.. مفترون أم مفترى عليهم فحص صحفي


[JUSTIFY]للإنسانية ألف معنى ومعنى، وفي زماننا هذا، زمان القسوة الطاحنة، لكن دوما هنالك بعض القلوب الرحيمة التي ما زالت تنبض بالإنسانية، وقلوب الأطباء ما زالت تنبض وتبعث الأمل في نفوس الكثيرين من ذوي الرجاءات، وتضيئ بنور الخير وتبدد ظلمات ظلام الشر، وتلك هي الحياة.

الطبيب، ومنذ لحظة تخرجه، يفترض أن يضع حياته رهناً لحيوات الآخرين، وأن زمنه صار ممتلك لأرواح غيره يمتلكها الألم, يحاول إنقاذها بكل الطرق الممكنة.

في هذه المساحة نحاول الاحتفاء بالطبيب، كونه يعمل على إنقاذ أرواحنا، وكونه ظل يتعرض في الآونة الأخيرة إلى انتقادات حادة، لا تراعي ظروفه ومناخات عمله القاسية، ولا تراعي كونه بشراً مثلنا يخطئ ويصيب ويصاب بالملل والضجر أحياناً.

مساحة نتحدث عبرها عبرها بعض الأطباء، نسألهم كيف يستطيعون الموازنة بين عملهم وحياتهم الخاصة؟ وماهي أصعب المواقف التي مرت عليهم خلال عملهم؟ وتفاضيل أخرى تجدونها على متن هذا التقرير:

المريض المتسلط

قالت الدكتورة (هيام يوسف الحاج) من مستشفى الشرطة: بالنسبة لي فالنشاط الاجتماعي غالبا يكون نهاية الأسبوع أو أيام الإجازات. وأضافت: حياة الطبيب الخاصة دائما ما ترتبط ببيئه العمل، وأصدقاؤه هم في الغالب من زملاء وزميلات المهنة، ونادراً ما يكونون خارج هذا النطاق. واستطردت قائلة: من أصعب المواقف حينما تتعامل مع مريض ذي سلطة فهو دائماً يتوقع أن القوانين لا تسري عليه، كما تسري على بقية المرضى، حتى أصغر الحقوق كانتظار الدور، أما أسوأ مايمكن أن يحدث للطبيب، هو أن يعمل في بيئة سيئة، كانقطاع المياه أو الكهرباء أثناء العمل، أو انعدام أو نقص المواد المستخدمة للعلاج، ما يحتم عليه العمل بالموجود حتى لو كان غير صحي .

علاقات ما بعد الاستشفاء

من جهتها، قالت الدكتورة (مايسة) إنها تضع خلفها كل هموم العمل بمجرد الوصول إلى المنزل، فتأخذ قسطا وافياً من النوم والراحة، ما يساعدها على استمرار الحياة العملية وزيادة التركيز بالشكل المطلوب، والكفاءة في أداء واجباتها اليومية. أما عن أصعب المواقف التي توضع فيها الطبيبة، هي علاقتها بالمريض، فكثير من المرضى يصرون على التواصل من أطبائهم بعد شفائهم عبر المكالمات الهاتفية، أو الرسائل أو غيرها. واستطردت قائلة: من أصعب معوقات البيئة الطبية هي الضائقة الاقتصادية والتكلفة الباهظة للعلاج، ما يجعل المريض يتخلى عن العلاج نسبة لظروفه المالية وتدني صحته، وزيارة الطبيب، عندما تتأخر حالته ما يعرضه في بعض الأحيان لفقدان حياته .

متاعب مهنية

وفي السياق، اعتبر الدكتور (أحمد سلامة) أنه من الصعب جداً الموازنة بين العمل كطبيب والحياة الخاصة، ودائما ما نكون ملامين من الناحية الاجتماعية خاصة مع الأهل والأقارب، فهنالك بعض المناسبات من الصعب بل من المستحيل حضورها لتضاربها مع دوام العمل، وكثيراً ما نعرض لسوء الفهم بسبب طبيعة عملنا.

وبحسب دكتور (سلامة)، فإن أصعب المواقف هو إعلان خبر وفاة مريض إلى أهله، أما مهنياً فإن أكبر صعوبات المهنة هي معادلة امتحان الزمالة البريطانية في المجلس الطبي، حتى يتمكن الطبيب من مزاولة عمله في التخصص الذي يرغب فيه.

إلى ذلك، أقرَّ الدكتور (ناجي عثمان حسن) بأن مهنة الطب تفرض على الشخص وضع المهنة في مقدمة أولوياته، لأن الطبيب ليس ملكاً لنفسه، بل هو ملك لمرضاه. وأضاف: أما حياتي الخاصة فهي ملك لي، وأمارس فيها ما أشاء. واستطرد (ناجي): أصعب المواقف التي مررت بها خلال ممارستي المهنة كانت أثناء المظاهرات السابقة، إذ كان بين الفينة والأخرى يؤتى إلينا بشخصين أو أكثر يحتاجون إسعافات عاجلة، وكنا لا نستطيع الراحة إلا ساعة كل ثلاثة أيام، وشكا (ناجي) من عدم توفر الامدادات والعناية الصحية وعدم تجاوب المرافقين وقلة احترامهم للعاملين بالمستشفى.

اليوم التالي
خ.ي[/JUSTIFY]