عالمية

انقلب السحر.. «داعش» يكفّر بعضه بعضاً .. والبغدادي يَعتْقِلُ رجاله لـ«المناصحة»


«انقلب السحر على الساحر»، إذ إن «داعش» صار بعضه يكفّر بعضاً، من خلال أسماء معرّفات تابعين لشرعيين سابقين في التنظيم كانوا يقفون معه ضد «جبهة النصرة» و«القاعدة»، وحركات «جهادية» أخرى. وخلال حملة مكثفة شنتها معرفات على موقع «تويتر» تابعة لـ«أبي عمر الكويتي» («شرعي» سابق في «داعش» ومبايع لـ«خلافة» البغدادي) انتشر تكفير «داعشيين» انشقوا وأطلقوا على تنظيم «داعش» مسمى «دولة الجهمية الكافرين» بدلاً من «الدولة الإسلامية».

ويعزى انتشار تكفير «داعشيين» لدولتهم إلى أنه رفض تكفير زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري، إثر امتناع الأخير عن تكفير الشيعة، الأمر الذي جعل «الكويتي» يسرب تكفيره للظواهري، مطالباً عبر المنضمين إلى نظريته الجديدة بتكفير الظواهري، ثم مضطراً بعد ذلك إلى تكفير من لم يكفِّر الظواهري! وفقاً لما تفرضه النتائج الطردية لنظرية «التكفير بالإعذار بالجهل»، ولنظرية «تكفير من لم يكفّر المشركين»! هذا الأمر المفجع لقادته ومنظريه، حمل تنظيم «الدولة الإسلامية» إلى استحداث نظام أشبه بـ«المناصحة» يقوم بمراسلة الشرعيين الذين بدأوا يكفرونه، ويلجأ أحياناً إلى توقيفهم وعزلهم من مهمات الفتوى، وأحياناً إلى سجنهم و«مناصحتهم» في السجن، مع التحذير التام لأتباعه المخلصين من الانزلاق إلى آرائهم وقناعاتهم، ليشرب التنظيم من الكأس نفسها التي أسقت الجماعاتُ المتطرفة كؤوسها لشتى الدول والحكومات.

وفي ما يخص الشرعي أبوعمر الكويتي، فقد أصدر التنظيم تعميماً منشوراً في «تويتر» جاء فيه: «السلام عليكم تعميم: نود إبلاغكم أن أبا عمر الكويتي جندي في «الدولة»، وليس قيادياً ولا أميراً ولا شرعياً فيها، ولا حتى واعظاً، وأن منهجه لا يمثل «الدولة الإسلامية»، وليس كل ما يصدر عنه يمثلها، علماً بأنه ممنوع من الكتابة في «الإنترنت»، ومن الكلام في المسائل التي يخوض فيها على حسابه منذ زمن. وأن ما يكتبه اجتهادات ومخالفات لم يؤذن له بها.. والله الموفق».

بيد أن ذلك لم يكفّ المعرفات التابعة للكويتي عن نشر البيانات التي تكفر دولة «داعش»، التي جاء في أحدها (وهو حساب باسم «مصلحة التوحيد»): «مناصرة الإخوة المأسورين في دولة الجهمية الكافرين (أي معتقلي من كفرَّوا «داعش»)»، واصفاً «الدولة» بأنها «تختطف المؤمنين من منازلهم وتزج بهم في السجون لأجل تكفيرهم المؤمنين»، متوصلاً إلى أن ذلك أدى إلى فقدان «الأمن والأمان الذي حلم به كل موحد في ظل دولة البغدادي».

وبما أن موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أصبح مَنشَراً لغسل خلافات «الداعشيين» في ما بينهم، أدرك بعض أعضاء التنظيم خطورة هذا الأمن على سمعة دولتهم، فأخذوا يطمئنون المنشقين منهم بأن المعتقلين لن يتم التنكيل بهم وإنما سيتم درس ما أشكل عليهم، محذرين من أنّ بعض أعداء التنظيم يتناقلون في ما بينهم وجود اصطدام في «الدولة» بين حزبي «الحازمي» و«البنعلي» اللذين يعدان من «المنظرين الشرعيين» داخل التنظيم.