عالمية

ما هي الأسباب خلف تطرف شباب مسلمين في أوروبا؟


[JUSTIFY]كانت عملية قتل الصحفي الأمريكي جيمس فولي وصورها صدمة لكل العالم، ورغم أن هوية القاتل الملثم غير معروفة فإن الكثيرين يرجحون أنه من بريطانيا بسبب لكنته. من الأمور الملفتة للانتباه هو احتمال وجود عدد كبير من البريطانيين الذين انضموا لما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية، إذ تشير البيانات إلى أن حوالي 500 بريطاني انضموا للتنظيم في سوريا والعراق. ومن الواضح أن البريطانيين يشكلون العدد الأكبر من بين الأوروبيين في صفوف التنظيم، وهو أمر يدعو إلى التساؤل عن الأسباب التي تدفع بالشباب البريطانيين لهذا التوجه؟

من الصعب الوقوف على العناصر المشتركة بين هؤلاء الشباب، ثم إنه من الواضح أن تلعب أمور مثل التعليم أو الموطن الأصلي أو مستوى المعيشة، دورا في ذلك، كما يرى ماثيو فرانسيس، المشارك في دراسة عن التطرف بجامعة لانكاستر، حيث يلاحظ في حوار مع DW أن الأشخاص البريطانيين المنضمين لتنظيم الدولة الإسلامية “ينحدرون من مختلف أنحاء بريطانيا، وأن عددا منهم حصل على تعليم جيد ودرس في الجامعة. أحدهم ينحدر من كارديف وكان يحلم بالوصول إلى منصب رئيس الوزراء البريطاني”.

ويوضح فرانسيس أن مسألة تجنيد عناصر أجنبية تقوم على فكرة إعطاء الناس الشعور بأنهم جزء من مجموعة متنوعة متعرضة للخطر ، مثلا انطلاقا من فكرة “الغرب ضد المسلمين” ، كما يتضح ذلك من خلال عملية ذبح الصحفي الأمريكي فولي.
Irak islamischer Staat Kämpfer Januar 2014

تجنيد عناصر أجنبية في جماعات متطرفة يقوم على استغلال أمور عديدة منها الاحباط،، حسب للخبراء

الأسباب والمسببات

ترصد إرين ماريا سالتمان، الباحثة المتخصصة في مؤسسة كويليام ، فكرة التعميم فيما يتعلق ببحث الأسباب خلف التطرف لدى الشباب وتقول في دراسة بشأن ميولات المشاركة في الجهاد:” الشباب المسلم من الجيل الثاني والثالث للمهاجرين هم المستهدفون في الغالب، لكن هناك أيضا حالات يكون أبطالها من الأشخاص الذين تحولوا للإسلام”.

وتوضح الباحثة أن الأشخاص الذين يتم تجنيدهم لهذه التنظيمات، لديهم عادة شعور الإحساس بالتميز في عالم يبدو لهم فيه تحقيق الثروة من المستحيلات، ومثل هذا الشعور بفقدان الأمل هو ما تستغله الجماعات المتطرفة لتحقيق أهدافها من خلال إقناع هؤلاء الشباب بالانضمام لجماعات قوية، ترتبط صورتها بمغامرة القيام بتغيير العالم.

كثيرا ما تتم عملية تجنيد الشباب لهذه الجماعات في الجامعات أو السجون، وتعتمد بشكل كبير على فكرة الانتشار ونقلها بين الأشخاص عبر الإنترنت.

الشبكات الاجتماعية

[/B][/COLOR] هناك جماعات متطرفة سرية في بريطانيا عززت من نشاطاتها على خلفية ما يحدث في سوريا، كما يلاحظ روس فرينت من معهد الحوار الاستراتيجي في لندن والذي يعتقد أن البحث عن الهوية ليس هو السبب الوحيد والأهم خلف توجه هؤلاء الشباب للجماعات المتطرفة، بل إن شبكات التواصل الاجتماعي تلعب أيضا دورا كبيرا في ذلك وتتيح للشباب التواصل المباشر مع مقاتلين في موقع الأحداث وهو ما لم يحدث سابقا، وفقا للخبير.

من جهته يرى أنتوني جليس، مسؤول الدراسات الأمنية والمعلوماتية بجامعة باكينغهام، أن المشكلة تكمن في منطلقات الجذور الثقافية، إذ أن السياسة الغربية التعددية تمنح القيادات الدينية المتوجهة سياسيا، الغطاء الضروري للتواصل مع الشباب ويستدرك قائلا:”إنهم يستغلون اعترافنا المطلق بحرية الرأي والتعبير من أجل تجنيد الأشخاص”.
James Foley Journalist Reporter

كيف التعامل مع الشباب المستقطبين؟

من جهتها تخطط الحكومة البريطانية لعدة إجراءات بشأن التعامل مع المشتبه فيهم من هؤلاء الشباب، ومنها سحب جوازات السفر. ومع الإشارة إلى الإشكاليات المرتبطة بذلك، اعتبررئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن الإنسان في بلد الحريات بريء إلى أن يثبت العكس.

ونظرا لصعوبة رصد كل العناصر المساهمة في انضمام بعض الشباب لجماعات متطرفة، يدعو الخبير فرانسيس إلى التركيز بالخصوص على الطرق المنتهجة في تجنيد هؤلاء، حيث يمكن من خلالها عرقلة تطورات مسارها.

في الوقت نفسه تطالب الخبيرة سالتمان بضرورة تحرك الأغلبية الصامتة التي يتعين عليها أن توضح خطأ ما يتبناه تنظيم الدولة الإسلامية للتأكيد على أن ذلك لا أساس له من الصحة في الإسلام. وأضافت سالتمان:”نحن بحاجة لأصوات قوية من قبل ناشطين وشخصيات من المجتمع ومن القيادات الدينية”.
[/JUSTIFY][/SIZE] [FONT=Tahoma] DW
م.ت
[/FONT]