مصطفى أبو العزائم

«التجاني» .. وأدب الخلاف..


[JUSTIFY]
«التجاني» .. وأدب الخلاف..

أتابع ـ شأن الكثيرين ـ الإذاعة السودانية وبرامجها وسهراتها متى ما توفر الوقت لذلك، وتقترن متابعتي لأي برنامج بأسلوب مقدمه في الحوار، وأسلوب الضيف وطريقة عرضه لما عنده من أفكار وما لديه من مخزون وتجارب علمية وعملية.

تابعت أمس إعادة لحلقة من برنامج «منازل القمر» الذي تعّده الأستاذة روضة الحاج، وكان ضيفها البروفيسور التجاني حسن الأمين، وهو رجل معروف، وأكاديمي مميز عمل في عدد من الجامعات، وتولى إدارة جامعة الجزيرة لأربع سنوات قفز خلالها بعدد كلياتها من خمس إلى ثلاثة عشر كلية، وفتح أبواب القبول امام طلاب الطب ليرتفع عددهم من خمسين إلى إربعمائة طالب وطالبة، وترك أثراً عظيماً لا زال حتى يومنا هذا.. هناك في جامعة الجزيرة، وفي مئات الخريجين الذين تسنموا المواقع القيادية في عدد من المؤسسات بعد تخرجهم.

للرجل كسبه في مجال الدعوة، وهو «إسلامي» قديم التحق بالجبهة الاسلامية القومية، وكان من قلة تحمل درجة الأستاذية فيها، وهو مجيد للغتين غير العربية هما الأنجليزية والفرنسية، وقد تعلم الفرنسية ـ حسبما قرأت في حوار سابق معه ـ عندما رفضت إدارة جامعة «أدنبرة» التي إبتعث لها لنيل درجة الدكتوراة، أن تقبل منه دراسة اللغة العربية إلى جانب الأنجليزية فأختار الفرنسية بعد ذلك الرفض المحبط لأن اللجنة كتبت بالقلم الأحمر «NONE SENSE» أمام اللغة العربية، أي «كلام فارغ».

الحلقة كانت نموذجاً للإمتاع والمؤانسة، كما لم تخل من العبر والدروس، رغم أن السيّدة الفضلى الأستاذة روضة الحاج لم تقف كثيراً مع البروفيسور التجاني، عند أبواب جامعة الخرطوم عندما كان عميداً للطلاب إثر فشل حركة «1976م» التي عرفت بإسم حركة «المرتزقة» تارة وبإسم «الغزو الليبي» تارة أخرى.

الذي استوقفني في الحلقة الإذاعية الممتعتة، ما ذكره البروفيسور التجاني عندما سرد تفاصيل تعيينه مديراً لجامعة الجزيرة ثم تعيينه من هناك والياً لولاية شمال دارفور، وكيف أنه حاول أن يرسي أمر الدين ويثبت به أركان الحكم، الأمر الذي أزعج البعض في «الخرطوم» فبعثوا إليه قائلين: «نحنا عيناك والي ما ولي».

والأهم من ذلك مراراته الشخصية التي لم تفقده رشده عندما اكتشف إن قراراً صدر بإعفائه من منصبه، لكن دون إعلان، قبل أن يكمل العامين بأسابيع قليلة، ليعرف لاحقاً إن هذا الفصل قبل اكمال فترة العامين سيفقده إمتيازات كثيرة مرتبطة بالمنصب.

ولأن الرجل كبير، والكبير يظل دائماً كبيراً، قال إنه لا يريد أن يتحدث عن ذلك الأمر، ولا أن يكشف طهو «إخوانه» ولا يريد أن يهاجم لأن عدوهم هو عدوه، ولن يمكنه ابداً من ذلك.

الآن كم من خارج على النظام أو الحزب أو التنظيم، يلوك مساوئ النظام الذي كان جزءاً منه، ويهاجم إخوان الأمس، ويهدم التنظيم الذي أسهم مع غيره في بنائه، لا لسبب سوى أنه وجد نفسه بعيداً عن مركز اتخاذ القرار، أو أن طموحه كان دائماً أكبر من إمكانياته وقدراته الشخصية.

هذا الموقف نهديه لزيد وعمرو.. وبشر وسعيد.. وغيرهم وغيرهم.
[/JUSTIFY]

بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]


تعليق واحد

  1. [CENTER]أدب الخلاف[/CENTER]

    قبل سنوات وكنت في مهمة عمل بمدني حضرت ندوة المتحدث فيها د. التيجاني

    وقام واحد من الحضور ليناقش المتحدث في شيء ما فرد عليه ردا لا يليق أبدا بإسلامي
    كما تحدث في حق الشيخ ابن باز”رحمه الله” بطريقةغير لائقة ، ووصفه وصفا أحسب أن الملكين كتباه في صحيفة هذا الدكتور