حوارات ولقاءات

محافظ البنك المركزي: الافريكان كوكس ذات طبيعة إقليمية و بالتالي لا تتناول أي موضوعات تخص دولة بعينها، إلا أنها تعتبر مهمة بالنسبة للسودان


يستضيف السودان للمرة الثانية علي التوالي اجتماعات وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية الأفارقة الذين يمثلون بلادهم في مجلس البنك وصندوق النقد الدوليين بصفته رئيسا للمجموعة. وتعتبر الاجتماعات ذات أهمية سياسية واقتصادية للسودان في محيطه الإقليمي والعالمي .

وكالة السودان للأنباء التقت السيد محافظ بنك السودان المركزي السيد عبد الرحمن حسن عبد الرحمن للتعرف علي أهمية استضافة السودان لاجتماعات الكتلة الإفريقية فالي مضابط الحوار :
س:السيد محافظ بنك السودان حدثنا عن أهمية استضافة السودان لاجتماعات الكوكس ؟
ج: رغم أن اجتماعات الافريكان كوكس ذات طبيعة إقليمية و بالتالي لا تتناول أي موضوعات تخص دولة بعينها، إلا أنها تعتبر مهمة بالنسبة للسودان في إثبات وجوده في المحافل الدولية واستخدام حقه في المشاركة كما هي فرصة لعكس صورة مشرقة عن البلاد إذ أن الإفادة التي أدلي بها المشاركون في العام الماضي من الذين يزورون السودان لأول مرة أنهم فوجئوا بالوضع الحقيقي علي الأرض مقارنةً بالصورة التي كانوا يتلقونها عبر وسائط الإعلام الخارجية.
أما بالنسبة للأهمية فهي أولا تأتي من الموقع الجغرافي المميز الذي يحتله السودان بين دول القارة و يؤهله ليكون معبراً اقتصادياً هاماً لعدد من دول الجوار التي ليست لديها منافذ بحرية كما يؤهله ليكون حلقة وصل بين إفريقيا والعالم العربي.
ثانيا : تأتي أهمية الاجتماعات أيضا من طبيعة الموضوعات التي تتم مناقشتها وهي ذات طبيعة إقليمية تهدف إلي تحقيق التنمية الاقتصادية في إفريقيا وتسريع وتيرتها وذلك عبر الشراكة مع اكبر مؤسستين اقتصاديتين في العالم وهما البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
س: إلى أي مدى يمكن أن يسهم المؤتمر في إبراز قضية السودان في مجال ديونه الخارجية ومعالجتها؟
ج : تعتبر هذه الاجتماعات فرصة جيدة للسودان لدفع قضيه اقتصادية مهمة عبر المنافذ الإقليمية وتكوين مجموعة ضغط تعمل علي حث المجتمع الدولي علي تسريع إيجاد حل لديون السودان بمساندة ودعم الدول الإفريقية الأخرى التي هي في وضع مشابه للسودان من حيث فرص الاستفادة من مبادرات إعفاء الديون للدول النامية التي استفادت منها كل الدول الإفريقية ماعدا دولتي السودان والصومال .
س:كم تبلغ عضوية المجموعة وكم عدد المشاركين في الدورة الحالية ؟
ج:عضوية الكوكس تغطي كل القارة الإفريقية (54 دولة)، وهذه الاجتماعات هي من الأهمية بمكان إذ أن التمثيل فيها عادةً يكون علي مستوي عالٍ جداً يشمل وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية. وتشير آخر تقارير السكرتارية إلي انه قد سجل عبر الموقع الالكتروني 92 شخصا منهم 18 محافظين أومحافظين مناوبين. ويتوقع أن يرتفع العدد الكلي إلي 300 مشارك أو يزيد من خارج السودان.
س: ما هي أهم المحاور التي يتناولها الاجتماع ؟
يبدأ الاجتماع بجلسة افتتاحية يشرفها السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية بكري حسن صالح وعدد من الوزراء وأعضاء البرلمان ورجالات السلك الدبلوماسي وتبدأ بعدها مباشرة حوارات عالية المستوي يشارك فيها فنيون وخبراء ، بجانب مناقشة عدد من الأوراق منها ورقة عن آفاق الاقتصاد في إفريقيا Regional outlook يقدمها خبير من صندوق النقد الدولي ويعقبها نقاش. وتشير الورقة إلي موقع إفريقيا المتنامي في دعم النمو الاقتصادي العالمي في ظل أزمات مالية واقتصادية أصابت مستويات النمو الاقتصادي في كثير من دول العالم المتقدم.
وتناقش الجلسة الثانية ورقة عن دور مؤسستي برايتون وودز في تمويل التنمية والنمو الاحتوائي inclusive growth يقدمها خبير من مجموعة (G24) كما سيتم استعراض تقريرين هامين جداً من مجموعتي عمل عن الطاقة والزراعة .
كما يقدم السيد مختار ديوب نائب رئيس البنك الدولي لإفريقيا ورقة إستراتيجية مجموعة البنك الدولي في إفريقيا ويستعرض الاجتماع كذلك ورقة أخري عن التجارة والتصنيع في إفريقيا والتصنيع يعتبر مجالاً رحباً ينبغي أن ترتاده إفريقيا بقوة بما لديها من موارد طبيعية.

وعلي نطاق أوسع، فهنالك ورقة للتشاور حول أطروحة البنك الدولي عن الضمانات الوقائية للمحافظة علي البيئة والمجتمع environmental and social safeguards في المشروعات التي يمولها البنك وهي تعني كل الدول الأعضاء في البنك الدولي و لا تعني إفريقيا فحسب.
وتلخص المداولات إلي مناقشة مذكرة المحافظين وإعلان الخرطوم الثاني الذي سيصدر في ختام الفعاليات.