د/ عادل الصادق المكي

نان.. ماك.. كضاب!


[JUSTIFY]
نان.. ماك.. كضاب!

إبراهيم فوزي.. كان أحد ضباط الحكم التركي في السودان.. وأحد المقربين من غردون.. وأحد أسرى المهدية الذي قضى ردحاً من الزمن تحت الأسر.. مؤلف كتاب (السودان بين يدي غردون وكتشنر).. كتشنر هو القائد الإنجليزي الذي استولى على السودان بعد معارك أشهرها موقعة كرري التي كانت إيذانا بنهاية الحكم الوطني.. بقيادة الخليفة عبد الله التعايشي.. إبراهيم فوزي.. في هذا الكتاب سرح ومرح.. في فترة حكم المهدية.. وما خلى للمهدي ولا للخليفة ولا لأمراء المهدية صفحة يرقدو عليها.. ودا شي طبيعي ومتوقع من أسير حرب.. قطعا ما نرجى منو شُكُر.. حتى القبائل.. شتما شتيمة السواد والرماد.. وبعض القبائل كان يوصفها بالقبائل الحقيرة.. وركز على شتيمة القبائل الجعلية.. ووصفهم بأوصاف.. كعبة وشينة.. أقلها قال ما عندهم شغل ولا مشغلة قاعدين سااااكت.. وونستهم كلها أنهم جدهم العباس ومتكلين على قرابة العباس دي ومخلين شغلهم.. وقال انو الرباطاب كانو جيعانين وحكى انو مرة واحد منهم بياكل في بليلة “لوبيا عفن” بالدس في الليل..وقعت منو حبة.. قعد يكورك لحدى ما الناس اتلمو وقعدو يكوسو معاهو.. في حبة (القورسيّل) الوقعت منو.. حبة قورسيّل ضايعة تقوّم وتقعّد قبيلة بي حالا؟ مش كدا وبس، قال فيهم ناس غِمرو حزناً على القورسلياية الودرانة دي.. “اريت ربي يبهتك كان بهتنا”.. وبرضو قال الرباطاب ديل كانو بيركبو عشرين واحد فوق حمار.. (شفتو كضب الراجل دا؟).. حمار يشيل عشرين نفر في ضهرو.. واحد في التلاتة:- يا اما حمير الرباطاب كانت شاسية طويل تمانية طن؟.. أو الرباطاب كان الواحد فيهم قدر الضب؟.. أو إبراهيم فوزي كضاب؟!!!!.. وذكر ابراهيم فوزي.. انو عند حصار الخرطوم استعمل غردون السلاح البايولوجي.. وكان من فيروس الجدري.. قال كان بيفرغ (الجلة) الدانة بتاعة المدفع من محتواها.. ويملاها موية ملوثة بفيروس الجدري.. ويرميها من المدفع فوق المحاصرين، والمحاصرين يجيبوها ويلقو فيها موية ويكبرو ويهللو ويقولو “سيدي قلبها موية” ويقصدو بي سيدي (المهدي).. ويقعدو يتمسحو ويتبركو بالموية.. ويتملو جدري لي اضنيهم..وكل يوم كانو بيموتو خمسين نفر منهم.. ولم يذكر لنا ابراهيم فوزي من اين اتى غردون بفيروس الجدري؟.. وحكى عن أحد امراء المهدية انو صلى بيهم الضهر تمانية ركعات..ولما قالو ليهو اسجد سجود السهو.. قال ما بسجد.. أسجد في الفنجرة؟.. الأربع ركعات الزايدة دي فنجرة مني ساكت.. وحكى ايضا انو في مرا جات اشتكت للمحكمة انو في واحد عسكري من الجهادية شرب اللبن حقها وفات.. المحكمة جابت العسكري.. القاضي قال للمرا “بنفتح بطن الزول دا.. ان ما لقينا في بطنو اللبن.. الله قال بي قولك” فتحو بطن العسكري وما لقو اللبن قال ليها “امشي الله مرقك.. وشيلو الزول دا امشو ادفنوهو”! أنا ما عارف أهل الشان ما بيردو على كتب زي دي ليه؟.. والسيف والنار.. وكتاب عشر سنوات من الأسر في معسكر المهدي.. أما أنا مافي شي مزعلني قدر كواسة حبة (القورسيل) وركوبنا عشرين فوق حمار واحد!!

[/JUSTIFY]

الباب البجيب الريح- صحيفة اليوم التالي