محمود الدنعو

في فلسطين من أجل إيران


[JUSTIFY]
في فلسطين من أجل إيران

أكد الرئيس الفرنسي فرانسو هولاند اعتراف بلاده بحق فلسطين كدولة مستقلة ذات حدود معترف بها، ولو اكتفى الرئيس الفرنسي في زيارته التاريخية أمس إلى رام الله بهذه الكلمات لكانت الزيارة تستحق بحق نعت التاريخية، ولكنه – أي الرئيس الفرنسي – بعد أن وضع إكليل من الزهور على ضريح الزعيم الراحل ياسر عرفات شدد على ضرورة صيانة أمن إسرائيل، زيارة هولاند لفلسطين وإسرائيل استقلبتها ضجة إعلامية كبرى حول برنامج الزيارة وخصوصا إلقاء خطاب أمام الكنيست، ولكن طغى الملف النووي الإيراني على زيارة هولاند وكانت الموضوع الإيراني حاضرا خلال اجتماعات هولاند بالمسؤولين الإسرائليين بل إن هولاند فور وصوله مطار تل أبيب أرسل تطمينات للجانب الإسرائيلي عندما أكد التزام بلاده بعدم رفع العقوبات عن إيران حتى حصولها على الضمانات اللازمة كافة، وبعد المباحثات مع الإسرائليين حدد هولاند أربعة شروط تجعل فرنسا راضية على اتفاق نووي.
وهي، الشرط الأول: وضع كامل المنشآت النووية الإيرانية تحت رقابة دولية منذ الآن. الشرط الثاني: تعليق التخصيب (اليورانيوم) بنسبة 20 في المئة. الشرط الثالث: خفض المخزون الموجود حالياً. وأخيراً وقف بناء مفاعل أراك. هذه هي النقاط التي نعتبرها اساسية كضمان للتوصل إلى اتفاق.
الموضوع الإيراني كان الطاغي على جولة هولاند في المنطقة التي اختتمها أمس في رام الله بمراسم استقبال رسمية من الرئيس محمود عباس المتطلع لدور يمكن أن تلعبه فرنسا في عملية السلام بالشرق الأوسط التي تشهد عثرات كثيرة بسبب النشاط الاستيطاني لإسرائيل التي لم يحثها هولاند على وقف الاستيطان.
زيارة هولاند إلى فلسطين كان المأمول أن تدعم جهود العودة إلى طاولة التفاوض بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، ولكنها جاءت – أي الزيارة – من أجل إيران وحتى في الملف الإيراني بدت فرنسا تعزف على لحن إسرائيل في خروج عن الخط الأمريكي الرامي إلى إرجاء استخدام سلاح العقوبات أو التلويح به ضد إيران حتى تكلل المفاوضات في جنيف بين طهران ومجموعة الخمسة زائد واحد التي تستأنف غدا حتى تكلل باتفاق تراه واشنطون بات وشيكا حول برنامج إيران النووي.
خيب هولاند التوقعات بأن يضغط على الجانب الإسرائيلي خصوصا في موضوع الاستيطان لفسح المجال واسعا أمام المفاوضات المتعثرة الآن إن لم نقل المجمدة رغم أن الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز أشار في مؤتمره الصحفي المشترك مع هولاند إلى إنه «لا نستطيع ويجب ألا نؤخر السلام. لقد حان الوقت لإجراءات تاريخية لتطبيق الحل الذي نتفق عليه جميعاً”
ولكن تبدو تلك الإجراءات بعيدة المنال في ظل تعنت الجانب الإسرائيلي المتسبب الرئيس في استقالة وفد التفاوض الفلسطيني في المفاوضات الراهنة.

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي