عمر الشريف

سيدى الرئيس اى أزمة لم نذوق طعمها ؟؟


سيدى الرئيس اى أزمة لم نذوق طعمها ؟؟
السودان فى السابق كان من الدول المشهود لها بالاستقرار والتنمية والاقتصاد مقارنة بالدول الافريقية من فترة الاستقلال حتى عام 1985م ما عدا حرب الجنوب التى كانت محصوره فى مناطق معينه . المواطن السودانى كان رمزا لتسامح والكرم والشهامة والشجاعة ويحترمه العالم من ملبسه وجوازه قبل أن يتعامل معه و كانت المؤتمرات العربية والافريقية واحيانا العالمية تعقد داخل وطننا لما نمتاز به من حكمة ومكانة وكان الجنية السودانى اعلى من الدولار الذى اصبح اليوم عملة العالم وانتاج السودان من المحاصيل الزراعية وخاصه القطن والصمغ والسمسم والكركدى أكثر الانتاج يصدر لدول العالم أما ثروته الحيوانية كانت تجوب المطارات والموانىء العالمية حتى تزوقتها اكثر البطون فى انحاء المعمورة . اذا ماذا اصابنا لنرجع للخلف ونصبح اكثر الدول فقرا وقلة فى التنمية وانتاجا ومجاعة وتدنى فى اقتصادنا وعملتنا.
كنا لا نعرف الاغتراب او الهجرة للخارج الا للتعليم او التجارة لكن اليوم اصبحت الهجرة هى طريق نجاتنا وحياتنا ولم تنحصر على شخص معين بل اصبح التاجر والعامل والمهندس والدكتور والوزير والجندى فى نفس الخط والمستوى يبحثون عن الافضل وإن قلا ما يستر حالهم واسرهم .
سيدى الرئيس اى أزمة لم تمر بنا او نتذوق طعمها لقد مرت بنا أزمة المياه والنيل يجرى عبر اراضينا والمياة الجوفية اقرب لنا من غيرنا وامطارنا بغزارة بفضل الله . أذا لماذا الازمة ولماذا المعاناة ؟؟ الجوع اصبح مفروض علينا رغم ما وهبه الله لنا من ارض وماء وايدى عاملة واصبح الخبز بالصفوف وتقف بالساعات لتجد نصف ما تحتاج . السكر هو سلعتنا الرئيسية وفاكهتنا الرسمية ولدينا من المساحات المزروعة والمصانع ما يكفينا لكن تظل الازمة ؟ الازمات التى صعب علينا حصرها وأثقلنا التعامل معها ليس جبنا ولا ضعفا فينا ولكن ضعفنا فى بنيتنا التى اصبحت لا تتحملها وتكالبها علينا فى فترة وجيزة .
هل درستم اسباب تلك الازمات . لا يمكن ان تكون صدفة ولا مدبرة من غيرنا ولكن بفعل فاعل مننا وفينا ولنعدد تلك الازمات ونفكر ونبحث لنجد السبب واحد . فهل وجدنا طريقة لتفادى تكرار تلك الازمات ومعالجة اسبابها . لدينا أزمة حكم وسياسة وأزمة اقتصادية ومجاعة وعطش انسانى ونباتى وحيوانى ولدينا أزمة ضمير واخلاق وأزمة عدالة وفساد وأزمة استقرار وأمن وأزمة صحة وتعليم وأزمة صدق وأزمة وطنية وأزمة تواضع وأزمة عداء وحروب وأزمة كهرباء وأزمة مواصلات وأزمة دواء وأزمة دكاتره واساتذه وأزمة مقاطعة خارجية وأزمة عملة صعبة والكثير من الازمات التى نعيشها ويعيشها اهلنا داخل وخارج الوطن حتى شارفت ان تكون هناك أزمة مواطن ليس من قلتنا لكن من الاحباط الذى اصابنا . لدينا ثقة بأن تلك الازمات لا يمكن ان تكون عابره ولا مدبرة من غيرنا وأنما بصنع حكامنا وأيدينا وضمائرنا . فكيف الخلاص منها وكيف ينعم المواطن بالاستقرار والأمن والرخاء والنماء ليرفع شعار نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع . مازلنا نحلم بأكل الايسكريم وركوب اللاندكروزر بعد أن أكل بعضنا البيتزا والهوت دوغ كما ذكرتم . هل نظل فى تلك الازمات التى تسببت فى أزمة القلوب والنفوس وأزمة الدواء الذى كان يخففها عنا . أم نحلها بتشكيل حكومة وطنية مخلصة لتستغل تلك الخيرات من اراضى ومياة وثروة حيوانية ومعدنية والرجال المخلصين والعاملين والكفاءات الوطنية وتحل تلك الازمات قبل ان تقضى على ما تبقى مننا .