تحقيقات وتقارير

فنادق الخرطوم .. صفقات تطيح بأسماء الشهرة


الهلتون ..المريديان.. الفندق الكبير .. أسماء بمجرد ذكرها ينتابك إحساس الخرطوم بالليل أو الخرطوم زمان..لاسيما أنها كانت تشكل لوحة زاهية الجمال بمعمارها البديع وتصميمها المتميز ..حتى وإن لم تعش في ذاك الزمان فأسماؤها تكفي للعيش في زمن السياحة والسواح من الأجانب ..تلك الفنادق عرفها السودانيون بأسمائها العالمية وأخرى محلية ..لها صيت ذائع وسط المواطنين والأجانب. ولكن واقع الحال قد يغيرها من حين إلى آخر فيصبح اسم الشهرة في مهب الريح بفعل صفقة بيع تنهي ذكريات جميلة .. ليحلق الاسم الجديد في سماوات (البزنس) ودنيا المال والأعمال.
ضخ الدماء بالسوق الأفرنجي
كانت تلك الفنادق يتم حجز أماكن فيها قبل شهور لاسيما موسم الشتاء في السودان الذي يمثل ربيعاً بالنسبة للأوروبيين الذين كانوا يفدون إلى عاصمة البلاد ليستمتعوا بالمناظر الخلابة وغروب الشمس في مقرن النيلين. وكانت أيضاً مناظر السواح في لحظة تسوقهم بالسوق الأفرنجي الذي اشتهر وقتها بمحلات التجار الشوام واليهود والهنود والإغريق، الذين يعرضون الأقمشة الفاخرة والتحف النادرة من مصنوعات العاج والأبنوس وريش النعام والسجاد التي اشتهرت بها مصانع السودان مصدر فخر. وكل هذه الأشياء تدعونا للالتفات إلى صناعة السياحة في السودان والتي نطمع أن تعود مرة أخرى مثل ما كانت في سيتينيات وسبعينيات القرن الماضي.
وإحساس العاصمة الخرطوم نفسها بالتراجع من ناحية سياحية أفقدها عدداً مقدراً من الفنادق الفاخرة من ناحية اسم الشهرة العالمي، رغم أنها لا زالت في مواقعها بمسميات أخرى ولازالت تلك الجدران تحتفظ بذكريات لبعض نزلائها المشاهير من رموز الحركة الغنائية أمثال الفنانة الراحلة كوكب الشرق وصباح وعبد الحليم حافظ، هذا إلى جانب الزعماء عبد الناصر والموسيقي العالمي ارم استرم والموسيقي جيمي كليف.
ولكن تغيرت أسماء الفنادق بالخرطوم من
المرديان ..ريجنسي
الهلتون..كورال
الفندق الكبير..القراند هولودي فيلا
برج الفاتح ..كورنثيا ..هل هذا التغيير في الأسماء سيكون له أثر بليغ في توافد الرواد إليها.
واقع معاش
ربما هذا التساؤل لا ينطبق على فندق كورنثيا أو الفاتح سابقاً لأنه يعد الآن رائد الفندقة في السودان، حيث تعقد فيه أهم اجتماعات الشركات، اللقاءات والمؤتمرات والفعاليات الأخرى نسبة لتصميمه المعماري الساحر بأسلوب عصري مميز، والنظر من أعلى نوافذه الزجاجية الفردية الطراز حيث الإطلالة الأنيقة بمناظرها المدهشة التي تنعكس صورها على أمواج النيل الأبيض والأزرق. ولتكتمل لوحته الجمالية بإلقاء نظرة مخضرة وبديعة على جزيرة توتي. وربما نجاح هذا البرج يعود إلى حداثة تأسيسه في السودان، بينما فندق الهلتون والمريديان والفندق الكبير، تاهت بوصلة التعرف عليه حيث بقية المكان وتاهت الأسماء مابين القديم والحديث.

تقرير – سعدية إلياس-المجهر السياسي


تعليق واحد

  1. هذا الفندق قام مكان حديقة حيوانات الخرطوم التي كانت قبلة لكل من يأتي العاصمة للعمل أو الزيارة وكان الطُلاب وتلاميذ المدارس الابتدائية يتعرفون على الحيوانات، ولكن (جُنيَ) على حديقة الحيوانات وهي ، وزوّارها من التلاميذ ماجنوا على أحد، أعيدوا لنا حديقة حيواناتنا فإن منظرها أبهى وأجمل من هذه البيضة المقيتة مهما قِيل عنها ونُفخ فيها فهي بيضة ليس إلا. وكمان تلفزيونات السودان إتخذتها منظراً وشِعاراً تتباهى به بينما منظر مسجد النيلين أجمل وأحق أن نتباهى به وهو(إبتكار)عقلية سودانية صميمة وأُنشئ بأموال وأيدي سودانية خالصةلا تمِت للخارج بأي صِلة.بالمناسبة أين ذهبت جيوانات حديقة الحيوان (المرحومة).ومن كان السبب في هذه النهاية الحزينة لمزار سياحي سوداني خالص.