رأي ومقالات

تهاني عوض: الجوع العاطفي والتصحر الوجداني طريقان وعران خطران للخيانة العاطفية


العلاقة الزوجية هي رباط مقدس ، وبناء اجتماعي يقوم على الوفاء والاخلاص والمودة والاهتمام والاحترام بين الزوجين . وطالما يجد كل (طرف) في هذه (العلاقة المقدسة) اشباع لحاجاته عند الطرف (الاخر) فستستمر هذه العلاقة ، وسيسعد (الشريكان) وسيعم الدفء والود والاحترام بينهما لكن في حال فشل (أي طرف) في اشباع احتياجات الطرف (الاخر) الجسدية والعاطفية والوجدانية فسيضطر (أحدهما) لاشباع هذه (الحاجة) بأي شكل وبأي وسيلة خارج (إطار) هذا (الرباط المقدس) ..

مما يعتبر (خيانة) للحياة الزوجية..وللاسف في ظل انتشار الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي أصبح (طرفا) الحياة الزوجية يبحثون عن اشباع (لجوعهم) العاطفي من خلال العلاقات الاسفيرية (العابرة) ..وهذه السلوك (السيئ) لا يمارسه الرجل فقط أو الأنثى فقط ..بل كلا الطرفان يمارسانه (في الخفاء) فالرجل أو المرأة قد تبرر هذا (التصرف) بأنه (تسلية) أو تقضية وقت أو تجديد دماء القلب أو فراغ أو قلة اهتمام من الشريك (الآخر) ..

ولذلك نجد كثيرا من الرجال (المتزوجين) ، وكذلك (النساء) المتزوجات يقضون الساعات الطويلة في الدردشة مع (اشخاص) افتراضيين وغرباء لا يعرفونهم ..يتحدثون في كل شئ (في السياسة /الحب/ الرياضة/ الجنس/الاقتصاد/ التعليم/ الدين/ داعش/ الحرب/السلام) ، وقد يذهبون إلى أبعد من ذلك في تلك الدردشة (الاسفيرية) التي يتيحها الانترنت (صورة وصوت) ..!!!

كم هو مؤلم جدًا أن (تخون) حتى إن كان ذلك خارجا عن إرادتك.. حتى حينما يستحق (الآخر) الخيانة لفرط (قبح ما،) أو (نقص ما) ..! كم هو مؤلم أن تخون حتى حينما (تسرق) من نفسك لتجدها أمام (انجراف) حقيقي لمشاعرك.. تبقى (الخيانة) ذلك (الرمح) الذي يُدمي (قلبك) حتى إن كانت بوجهها (المُبَرّر)، ويبقى الذي يقابل (خيانتك) في قائمة ا(لمساكين) أو عند السطر الأكثر حباً في الوقت الذي أنت فيه تخون ..

إن الخيانة تُغيّر كل الأشياء بينكما، تُفسد الصدق الذي عتقته في ارتباطكما وسعيت أن يكون موجوداً وكبير.. فكيف سيكون طعم تلك الخيانة؟ وبأي شكل ستغير فيك وفي شريكك؟.. تُغيّرنا (خيانة الآخر) كثيراً.. حينما تكتشفها تشعر بطعم (النار) بقلبك تحرقه ويمر (أمامك) شريط طويل لارتباطك به. كيف كان شكل (النبع) بينكما وكيف كان (الحب) عندها.. كيف كنتما لحظة الصدق؟!.. وكيف صدمك اكتشاف الخيانة لتحطم بداخلك جميع الأيام التي عشتها.. أن تكتشف بأن شريكك خانك يعني ذلك أن يتم تجريدك من كل شيء حتى تقاسيم روحك..!

والأسوء أن (احدهما) يخون (شريكه الآخر) وهو لا يجد في (فعله القبيح) جريمة أو (احساس بالذنب) ولربما يعتبره (حاجة عادية) وما فيها (حاجة) ..وهل في (دردشة انترنت) أو حتى لقاء وجها لوجه (كتل ليهو زول) .. وكل الحكاية تسلية وقتل فراغ وتغيير وبس ما اكتر!! وهكذا ينظر (كل طرف) للمسألة !!! كيف ترضى أنت (كزوج) أن تكون لك علاقة عاطفية اسفيرية أو واقعية وانت (متزوج)؟! كيف (ترضين) أنتي (كزوجة) أن تكون لكي علاقات عاطفية مع شخص آخر غير زوجك وهو (حيٌّ) يرزق وأنتي (ميتة) لا ترزقين !!! ومهما كانت المبررات والتفسيرات فالخيانة جريمة بشعة ..والذي يدمن عليها حتماً يوما ما سيندم حيث لا ينفع الندم..و (على نفسها جنت براقش)!! فإياكم والخيانة..إياكم والخيانة ..إياكم والخيانة ..
(عُفّوا تَعُفُّ نِساؤُكُم في المَحرَمِ……………وَتَجَنَّبوا ما لا يَليقُ بِمُسلِمِ.)

تهاني عوض