إسحق أحمد فضل الله : الخرطوم من يعد الحرب فيها الآن هم ــ المواطنون ــ وليس الحكومة

[JUSTIFY]وكل أحد يجري الآن لاهثاً.
> وعقار يطلق هجومه العسكري فجر الخامس من نوفمبر القادم بعد أن أكمل استعداده.
> ومشار يطلق هجومه أمس ويدخل ربكونا.. لفصل أعالي النيل.
> ومجلس الأمن يعد لاحتلال الجنوب كله.
> والمجلس هذا يجعل سلفا كير بين إعادة مشار لرئاسة الوزراء وبين إخضاع الجنوب للقوات الأممية.
> وسلفا كير يقدم لمشار رئاسة وزراء«طبعة كينية» السلطة فيها لرئيس الدولة ومشار يطلب رئاسة وزراء طبعة إثيوبية.. حيث السلطة لرئيس الوزراء.
> وعرمان في زيمبابوي ــ خيط في نسيج يمتد الآن داخل وخارج السودان.
> «الخيط الآخر تنسجه فرنسا وهي تقود تشاد إلى مشنقة غريبة».
> و… و…
> لكن الخرطوم من يعد الحرب فيها الآن هم ــ المواطنون ــ وليس الحكومة.
> ومجموعات من المواطنين «لا يشعر بعضها بوجود بعض» تطلق الآن أغرب حرب أهلية.
«2»
> وكل شيء يقترب من نهاية ما.. بصورة ما.
> حرب الجنوب.. وحرب عقار.. وحرب عرمان و…
> والشعور بأن نهاية الطريق تقترب يجعل كل أحد.. يجري.
> سلفا كير يدعو مجموعة الثمانية «مستشاريه».. وبعد الجمع والطرح لمعرفة ما يجري.. مالونق يذهب إلى الحمام.
> ويسقط.. شلل.
> مالونق كان هو من يقود الدعوة لحرب إبادة.. النوير.
> والرجل يشعر أن شيئاًِ خطيراً يقترب.
> والحديث عن مشار في اللقاء السري كان يذهب إلى عقار وجنوب النيل.. وإلى الثورية وعرمان.
> وإلى شيء يعده قطاع الشمال في منطقة كادوقلي.. الآن.
> وكأنّ بعضهم ينكر صلته بما يجري.. الحديث يذهب إلى أن الأسلحة التي يحشدها عقار كانت تأتي عن طريق المنظمات.
> وجري.. وجري.
«3»
> لكن من يجري الآن هو مجموعات في الشمال.
> المجموعات تجد أن الغليان كله.. والخراب كله.. ينطلق من وتر مشدود واحد هو القبلية.
> وشعور قوي عام 1992 ــ شعور بأن زعماء القبائل هم حروف الكلمة.
> وعلي عثمان كان يجمع كل «العمد» في لقاء مشهور.
> الآن إعادة النظر في الحكم المحلي تجد أن صراع الولاة يوقظ ــ ويستخدم ــ أسوأ ما في القبلية.
> لكن الجانب الآخر للرؤية ذاتها يجد أن الزعامات القبلية ما زالت.. زعامات.. وأنها مفتاح التعامل القادم.
«4»
> الأسبوع الماضي وما قبله مجموعات من المواطنين.. من النيل الأزرق.. كانت تجوس المكاتب والبيوت.. تحدث الناس عن أن الأمر.. قريب.
> والشهر الماضي نحدث هنا.. ندعو اللواء الهادي بشرى.. واللواء يحيى.. وفلان وفلان لقيادة «مجموعة الحديث».. الحديث مع قيادات التمرد.
> القيادات الأهلية التي تبحث عن السلام.. وهي شيء يختلف عن قيادات سياسية تحترف القتل.
> وفي البيوت بعد المغرب تتردد أسماء مثل.. أسد حمزة.. عبد الله حرز الله.. صابر طه.. هاشم أورطة.. النويري.. عادل سعد.. عباس بلل.. أبو شوتال.. مامون حماد.. عبد الله إبراهيم عباس.. حسن أبو راس.. استيفن.. حسن آدم الحسن.. بكري عبد الباسط.. هاشم الضو.. محمد يونس.. سليمان العبد.. رانيا جاويش.. صديق المنسي.. عوض بشرى.. محمود شعبان.. جوزيف نوا.. أحمد العمدة.. حمد أبو قاية.. و… و…
> أسماء .. أسماء.
> الأسماء هذه.. من العدو والصديق.. ما يجمع بينها هو أنها قيادات حقيقية.. وأن كلاً منهم يعرف الآخرين.. ويعرفونه.
> وكلهم جرب الحرب.. وعرف أن من يصنع الحرب يربض الآن بعيداً عنها.
> وكلهم يعرف أن الآخرين لا يريدون الحرب.
> ويعرف أن ما يجعل الحرب تمضي هو أنه «لا أحد يثق في أحد».
> وهكذا تصبح ثقة المجموعة هذه.. «كل منهم يثق بالآخرين».. هي العملة الوحيدة التي تشتري الآن السلام.
> بعدها.. عقار إن هو رفض إيقاف الموت.. عندها يلتفت ليجد أن زعيم الأدوك قد ذهب بأهله.. وأن زعيم الوطاويط قد ذهب بأهله.. وأن زعيم الأنقسنا قد ذهب بأهله.
> وعقار عندها يبقى وحيداً.
> حرب «أهلية» جديدة تنطلق الآن.. في الجنوب الشرقي.
> ومدهش أن حرباً أخرى مثلها.. يقودها مواطنون من الغرب.. تنطلق الآن للحديث مع زعماء قبائل الغرب بالأسلوب ذاته.
> وما يدهش هو أنه لا أحد من الجهتين يشعر بوجود الآخر.

إسحق احمد فضل الله
صحيفة الإنتباهة
ت.أ

[/JUSTIFY]
Exit mobile version