المُستلحنيــــن..!
تقول الطرفة ان رجلاً كان دوماً يقصد منزلاً لبيع الخمور، ويجلس بداخله دون ان يحتسي كوباً واحداً من الخمر، وظل على ذلك الحال لفترة طويلة من الزمان قبل ان تتجرأ ذات يوم صاحبة المنزل وتسأله بغلظة عن سبب زيارته اليومية لمنزلها دون تناول كأس واحدة، ليجيبها بشئ من السخرية: (هوي ياولية..انا مابسكر…لكن بحب اتنسكر ساااااكت)، ولعل حال ذلك (المتنسكر) يشابه الى حد كبير حال بعض (الملحنين) في الساحة الفنية، والذين ظلوا وطوال سنوات ماضية يصنعون لانفسهم امجاداً مزيفة، حتى اذا ماسألهم احدهم عن اعمالهم الراسخة في الوجدان اجابوا بصوت واحد: (هوي نحنا ماملحنين…نحن مستلحنين سااااكت)..!
و(المستلحنين) مؤخراً تزايدت اعدادهم بصورة تدعو للدهشة وللخوف معاً، الدهشة في (قوة العين) التى تجعل احدهم يجاهر وعلى الملأ بأنه (ملحن ملوي هدومو)، مع العلم بأنه وبقليل من التركيز سيجد نفسه خارج نطاق (السترة الابداعية) وسيحتاج لوقت طويل لمداراة (عوراته) اللحنية، اما الخوف فيتركز في الاضمحلال الكبير للنماذج اللحنية السودانية القديمة والتى استطاعت في فترة وجيزة من فرض (صولاتها) تاريخياً، قبل ان يظهر جيل (المستلحنين) والذين يحاولون في كل صباح هدم تلك المعابد اللحنية التاريخية والتأسيس لتجارب فطيرة لحنية جديدة همها الاول ان (تطرب الاقدام) قبل المشاعر، وتلك هي الكارثة في اوج مصيبتها..!
قبيل سنوات تجلت تجارب لحنية في السودان تمكنت من حصد العلامة الكاملة للابداع بداية بألحان الموسيقار الراحل بدر الدين عجاج، وتجارب عبقرية اخرى مثل تجربة ود الحاوي وبشير عباس وغيرهم، مروراً بالتجارب اللحنية المميزة لعدد كبير من الفنانين في مقدمتهم ابراهيم الكاشف وعثمان حسين ومحمد وردي والموسيقار محمد الامين وقائمة طويلة جداً في سلسلة ابداع غريب يكفي التأمل في دسامته اللحنية وفي وسامته الاخراجية للاقتناع التام، والاكتفاء بالتصفيق على مر السنوات.
[/JUSTIFY]
الشربكا يحلها – احمد دندش
صحيفة الأهرام اليوم
ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان
هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة