سياسية

دولار من أجل التغيير: دعوات شبابية تفتل على جديلة مرشح مستقل يربك الحسابات الانتخابية المقبلة.. فمن يصنع المفاجأة


[JUSTIFY](دولار كل شهر من أجل التغيير) بهذه العبارة المباغتة كان الكاتب الصحفي المهاجر محمد الفكي يعيد تفكيك الأنساق القديمة، ضاخاً في رئة الأجيال التي تقف إلى جانبه أوكسجينا معنويا بأن لا شيء يستعصي على الإرادة الجماعية، كانت سيرة الانتخابات حاضرة بالطبع، وبالضرورة خيارات المقاطعة والمشاركة، ود الفكي فتح مغاليق التفكير على سيناريوهات المشاركة الفاعلة، ومثله الكثيرون باتوا يقلبون خيار الدفع بمرشح مستقل في مواجهة مرشح المؤتمر الوطني، دعوات شبابية تفتل على جديلة مرشح مستقل يربك الحسابات في الانتخابات المقبلة، فمن يصنع المفاجأة؟

حملة موزاية

انداحت الفكرة في الأسافير وانتقلت إلى الموائد السياسية المفتوحة، داخل المؤتمر الوطني والذي تعرض قبيل أيام إلى عملية تجميل وشد أطراف وساور بعض عضويته قلق بائن جراء الفكرة، حتى أن البعض اقترح الدفع بالبشير كمرشح قومي، تسند ظهر حملته تيارات من اليمين واليسار، مسوغات تلك الحملة النامية تتمثل في أن البشير هو الضامن للحوار الوطني والاستقرار.

من أبرز الأصوات التي تنادت إلى إلباس لبوس القومية على البشير عضو المؤتمر الوطني البروفيسور مصطفى نواري. نواري طرح فكرته من داخل المؤتمر العام ونشط في الترويج لها في منابر الإسلاميين. صوت آخر تلقف الفكرة ومضى بها خطوات هو الأمير أبو القاسم بركة رئيس المؤتمر الوطني بولاية غرب دارفور، بركة طالب القوى السياسية بدعم البشير في حملته الانتخابية والالتفاف حوله، لأجل المصلحة العامة، وقال إن البشير هو ابن المؤسسة العسكرية قبل أن يكون رئيس المؤتمر الوطني.

إعادة إنتاج السيناريو

خلال الانتخابات الماضية جرت محاولة شبيهة بذلك، أكثر من 25 حزبا ومنظمة تهادت لمبايعة المواطن عمر حسن قبيل ساعات من إطلاق صافرة السباق على أن تتولى هي الحملة الانتخابية للبشير ليتفرغ المؤتمر الوطني للعمل في مستويات أخرى، مضت المشاهد عابرة طيلة تلك الأسابيع الأبريلية وتكونت الهيئة القومية لترشيح البشير بمسماها الذي أثار لغطا كبيرا في الشارع السياسي، وكان على رأس مقودها المشير سوار الذهب.

دعوة الصاوي

الصحفي المهاجر عارف الصاوي افترع حملة موزاية، عارف من تحت سماء نيروبي الماطرة أدار حوارا افتراضياً لأكثر من يوم مع مرشح مستقل، كان هو المرشح عينه، وقد توصل بعيد جهد جهيد واستفهامات عاصفة إلى أن الأفق مسدود تماماً في وجهة دعاة إسقاط النظام بالشكل التقليدي، عارف قفز إلى المطالبة بتحسين شروط الانتخابات وخوضها في مواجهة مرشح الوطني، وهى ما أسماها عارف بنقطة اليقين التي توصل إليها في موضوع السودان، المنازلة هي آخر العلاج تستبقها حملة جادة للتوعية بالانتخابات والاعتراف بها كوسيلة ضرورية لتداول السلطة.

حد يزود؟

عارف وود الفكي يربط بينهما جسر من الرؤى المتماهية، وإن كانت دعوتهما تتوخى الحذر، وتلعب على عنصر الزمن الذي من الممكن أن يضاعفه الحوار الوطني بتأجيل الانتخابات، حينها تثور ثورة إصلاحية ترمى بثقلها على المؤسسات الدستورية، عارف صقع رفاقه بعبارة لها ما بعدها: “أنا بقول الانتخابات، حد يزود؟” بالطبع كانت كل الدعوات المخالفة والمجربة خجولة في مواجهة دعوة الصاوي.

ما تيسر لود الفكي الكادر الاتحادي الشهير والذي عرفته المنابر الجامعية هو تمرد شبابي على الأبوية السياسية، محمد طالب بفتح حساب جار يغذيه المغتربون بدولار كل شهر، سماه (دولار المقاومة)، حصاد المحفظة الوطنية بحسب تقديرات الرجل تترواح ما بين 10 ملايين دولار وأكثر في الشهر، هذا لو بدأ التفاعل مع الحملة منذ اليوم وحتى شهر أبريل بغرض دعم الحراك الشبابي (دعما غير مشروط).. هي ليست حملة خارجية وإنما من الممكن أن تنطلق في20 مدينة سودانية تزامنا مع بداية الدعاية الانتخابية، ما لا جدال عليه أن المال هو عصب العملية الانتخابية، وبذلك فلا غرو أن التفاعل الشعبي سينتهي إلى تعديل النتيجة وترجيح كفة مرشح الأغلبية الصامتة، ود الفكي يعزز مقترحه لينهض بشكل عملي وفي باله أن الأمر ممكن ومعقول، سيما وأن القوى السياسية لم تأخذ في عين الاعتبار مثل هذه المبادرات، وقد ظلت طوال الحقب المحتقبة تسعى لعقد صفقات ثنائية وتسويات خاسرة، وهي بذلك لا تعبر عن آراء منسوبيها بقدر ما تعبر عن مصالح قيادتها، فالترابي فكرته موجودة في رأسه “هو”، وكذلك اَل الميرغني، واَل المهدي، بحسب طرح ود الفكي، والذي أعلنها ناصعة: “أي واحد يحل جزلانو ويدفع مابين 1 دولار إلى 10 دولارات فقط كل شهر، ودعونا نرى النتيجة”؟

مخاوف وشكوك

قطار حملة ود الفكي خطفته عاصفة إحباط لكن سرعان ما استعاد توازنه في القضيب، من الردود المتشككة بعض من الأسئلة التي أثارها القيادي الإتحادي صلاح الباشا، صلاح تساءل عن كيفية هزيمة نظام متماسك ومرتب ويمتلك آليات العمل وضخامة العضوية ولجانها ولمدة ربع قرن من الزمان بهذه السهولة؟ وتولى الباشا الرد بنفسه: بالطبع لا يمكن، وأبدى عدة ملاحظات من بينها أن هذه الآلية التي ينشدها محمد الفكي تحتاج نظاما إداريا وماليا صارما مع تفرغ كوادر نشطة وفاعلة توفر لها آليات العمل، وتعمل للتغيير في انتخابات العام 2020 م وليس لانتخابات بعد خمسه شهور.. لكن عارف الصاوي لا يبتغي الفوز وحده حسب إفادته (لليوم التالي) وإنما يرمي إلى هدف أعظم يتمثل في خلق حالة من الحيوية والانتعاش السياسي يمنح القوى الصامتة ثقة في نفسها، وهو بذلك يراهن على إحداث مفاجأة تتولى إفساد حملة الوطني وقطع الطريق عليه، والاستفادة القصوى من مناخ الحريات الذي يصاحب العمليات الانتخابية بالضرورة حيث تفتح الأجهزة الإعلامية الرسمية أبوابها وتشرع كاميراتها للمرشحين، فتربك الحسابات وتخاطب الشعب من الداخل وتقول ما تريد قوله بشجاعة. هذه خلاصة الدعوة الصاوية بالطبع بخلاف إمكانية الفوز، لأن الانتخابات في النهاية مباراة تحتمل الفوز والخسارة.

الأغلبية الصامتة

مرشح الأغلبية الصامتة أحد ثمار تأملات الاستاذ حسين خوجلي، حسين راقته الفكرة منذ سنوات وطفق يضخ في عروقها من أشواقه المكبوتة، حتى انتهى إلى ما أسماه بحزب السودانيين الكبير، حزب يموله المساكين من عرق كدحهم، بينما عارف يضع نصب عينه تجربة نفير والأموال الضخمة التي جمعتها لصالح المتضررين، نفير أخرى تبتغي صلاح الأحوال الاقتصادية والسياسية هو حلم الصاوي العزيز.

أحلام أخرى نسجت خرقتها في فراغات المشهد السياسي، فطالما أن المفوضية القومية للانتخابات قرعت جرس البداية، فمن المتوقع أن تطل العديد من الأسماء، ساسة ومشاهير، ونجوم مجتمع، جميعهم تتقاطع أمنياتهم للظفر بموقع دستوري، حسابات التنافس والتكهن بها توشك أن تحرك مجاميع الطامحين، وإن كان التوافق على مرشح مستقل يمنح العملية حيوية وإثارة، هو السيناريو المفقود حتى الآن، فما الذي تخفيه الأيام المقبلة من مفاجآت للناس وللمؤتمر الوطني نفسه؟

اليوم التالي
خ.ي[/JUSTIFY]


تعليق واحد

  1. [[SIZE=6]B]مافي زول فاضي يقراء ليك الف سطر في زمن التغريدات !![/B][/SIZE]