ثقافة وفنون

أبوعركى البخيت.. حينما يصبح المبدع لسان حال مجتمعه


[JUSTIFY]نداءات عديدة أرسلها ناشطون على موقع «الفيسبوك» عبر تجمعات وصفحات حملت اسمه ووصل تعداد بعضها الى (19) ألف حالة إعجاب مما يمثل حالة نادرة من الالتصاق بالمغني الذي تجاوز حالة المبدع الى الملهم يدلل على المكانة السامية لعركي في قلوب مستمعيه الذين يبادلونه حباً بحب مما حدا بهم لإرسال نداءاتهم عبر الأسافير بعودة صوت أبوعركي البخيت ليغازل أرواحهم ووجدانهم عبر الأجهزة الرسمية.
يمازج عركى في ذكاء بين الفكرة في قمة نصوعها ونضوجها وبين العاطفة في أوج توهجها، كما يؤمن أنه صاحب رسالة ابداعية وفي ذات الوقت حامل قضية سياسية بإعتبار أن المبدع هو صوت الشعب والمعبّر عن توقه للحرية وأشواقه للعدل والاصلاح الاجتماعي، لذلك جاءت حالة احتجابه الطوعي عن المشاركة في المهرجانات التي ترعاها الدولة انطلاقاً من موقفه المؤدلج المعارض للنظام واندغامه مع قضايا وهموم مجتمعه، إذ وظف عركي حنجرته التي تكتظ بالطرب لتكون معبراً للنضال وساحة حرة تتبنى طرح قضايا المسحوقين والغلابة، لا من أجل الامتاع والطرب.
وعركي المولود في العام 1948م أطل للمرة الأولى عبر الأجهزة الاعلامية في العام 1962م بعد أن قدمه الاعلامي الشهير عمر عثمان في برنامج مع الأقاليم وهو لم يكمل عامه الرابع عشر بعد، وبعد أن حضر الى العاصمة لاقى صعوبات وعراقيل في طريق احترافه للفن.
وعركي يمثل بجلاء المطرب المهموم بتقديم الغناء المعافى الخالي من شوائب الابتذال والارتماء كما يمثّل الانسان في قمة نبله، إذ ظل على الدوام قلبه (حوش حنان) وبيته ملاذاً لزملائه المطربين ممن أدارت لهم الدنيا ظهرها وتناوشتهم آلام الوحدة وخذلان زملاء الوسط الفني، كما ظل يشكل حضوراً في كل سرادق العزاء وغرف التمريض ويتميز بصفات يندر وجودها في الوسط. مما حدا ببعض معجبيه أن يطلقوا عليه لقب (الخال) لما تمثله مفردة الخال في الوجدان الشعبي من (محنّة وطيبة وحب)، كما أن الخال (الشامة) هي وسم الحسن التي تزين الوجوه يبقى لسان حالهم كلمات أغنيته واحشني التي يرددونها معه على ايقاع سلم الغياب:
واحشني يا الخليت ملامحك في حياتيواحشني يا الرسيت مراسيك جوة ذاتيإلا باكر لما ترجع أنا بحكي ليك عن الحصلوعن بعد المسافة وقربهاولمن يفارق زول عيون غاليات عليهو كتير خلاص وبحبهاوالله أحكام يا قدروالله أحكام يا مسافة ويا سفر
لكن يبقى القول ان المكانة التي وجدها أبوعركي جاءت لأنه من غمار الناس وقادم من قلب الطبقة الكادحة يجئ غنائه معطوناً بعرق الغلابة والشغيلة ومغموساً في نبع أحلامهم وأشواقهم.

صحيفة حكايات
خ.ي[/JUSTIFY]