تحقيقات وتقارير

حزبا الأمة والاتحادي… التاريخ يعيد نفسه


[JUSTIFY]بعد أن رفضت الحكومة السودانية بشدة اعلان باريس متمسكة بالحوار الوطني الذي اطلقه الرئيس البشير في يناير الماضي، بدأ زعيم حزب الامة القومي الصادق المهدي في عدة جولات شملت دولة الامارات العربية واثيوبيا وجنوب افريقيا لاطلاع مسؤولي تلك الدول على تفاصيل اعلان باريس.
والمتابع لجولات المهدي الاخيرة يجد انها لم تقف عند تلك الدول فقط، بل تخطت جولاته إلى عاصمة الضباب لندن، حيث زار المهدي زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل محمد عثمان الميرغني، وانخرط الزعيمان في اجتماع مغلق حول القضايا السياسية، وحاول المهدي اقناع الميرغني بمقاطعة الانتخابات العامة المقرر اجراؤها في ابريل المقبل، والتي اعلن حزب الامة مبكرا ًمقاطعتها في حال قيامها في ظل الحكومة الحالية، مبيناً ان الانتخابات وسيلة للتغيير، وقال: لن نبارك انتخابات هدفها البقاء على النظام، ودعا جميع احزاب المعارضة لمقاطعتها.

لقاء السيدين الأول
المراقب للقاءات التي تمت بين زعيمي حزبي الامة القومي والاتحادي، يجد ان اول اجتماع كان بينهما عندما اجتمع السيد علي الميرغني مرشد الختمية والسيد عبد الرحمن المهدي امام الانصار وراعي حزب الامة عام 1956م، واصبح ذلك اللقاء التاريخي الذي عرف بلقاء السيدين، وائتلف حزابهما واخذت جماهيرهما تهتف «الختمية والانصار صفا ًواحد لن ينهار»، وحدث هذا بعد فرقة طويلة وفتور في العلاقات وجفوة تاريخية تمتد جذورها للمهدية التي ناهضتها الختمية في الشرق، وشكل الحزبان حكومة ائتلافية، ووصف بعض المراقبين هذا اللقاء بأنه من اكبر الكوارث التي حلت بالسودان.

اللقاء الثاني
ائتلف حزبا الامة والاتحادي الديمقراطي، حيث كان السيد احمد الميرغني هو رئيس مجلس رأس الدولة والسيد الصادق المهدي هو رئيس الوزراء، ويمثل السيد محمد عثمان الميرغني زعيم حزب كامل وعلى صلة مباشرة بمرؤوسيه، وبذلك يمكن القول ان حزب الامة والحزب الاتحادي قد اشتركا في حكم السودان في تلك المرحلة بالانتخاب وتقاسما رئاسة الدولة والحكومة وتجمعهما قطبية ثنائية.

اللقاء الثالث
بعد تعيين نجل السيد رئيس حزب الامة مساعداً ًلرئيس الجمهورية وتعيين نجل السيد زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل مساعداً ايضاً، فأن القصر الجمهوري أصبح يجمع بين ابني السيدين. والمتابع لتاريخ الحزبين يجد ان الاختلاف بينهما له تاريخ امتد إلى عدة حقب، وكان اول اختلاف بينهما ابان عهد الاستعمار الانجيلزي، حيث رأى الحزب الاتحادي ان يتم الاتحاد مع جمهورية مصر العربية بدلا من استقلال السودان، ورأى حزب الامة وقتها ان يتم الاستقلال الكامل للسودان، وحدثت بعدها تقاطعات وتباينات متعددة طيلة الحقب ابرزها في عام 1987م ابان الديمقراطية الثالثة. وبالرغم من حصولهما على أعلى الأصوات في الانتخابات، الا ان تحالفهما لم يستمر كثيراً، فأطاح حزب الامة بالاتحاري وائتلف في حكومة مع الجبهة الاسلامية القومية ليشكل حكومة ويتجه الاتحادي من مقاعد الحكم إلى المعارضة. اذن ان التاريخ بين الحزبين مليء بالاختلافات الكبيرة وآخرها الاختلاف الذي ظهر بينهما أخيراً، حيث رفض الميرغني طلب المهدي بمقاطعة الانتخابات القادمة، ومن هنا يبرز السؤال لماذا فشل الصادق المهدي في إقناع الميرغني بعدم المشاركة في الانتخابات القادمة؟ولماذا يقف الحزبان في خطين متوازيين؟
ويقول المحلل السياسي د. اسامة زين العابدين إن الاتحادي الديمقراطي بزعامة محمد عثمان الميرغني يرى حتمية المشاركة لعدة أسباب ابرزها تحقيق نظام ديمقراطي وفقاً لتعهدات الحكومة واتساقاً مع الحوار الوطني، مبيناً أن الميرغني يرى ان المشاركة تحقق التغيير اكثر من الجلوس على مقاعد «المتفرجين» المعارضة. ووصف زين العابدين موقف المهدي بالمتناقض، مبيناً انه يرى ان الحوار الوطني خطوة ايجابية مطلوبة ويتفق كذلك على التغيير من خلال المشاركة، الا ان انقسام «الكيكة» وتحديد نصيب حزب الامة من الحكم بوضعية الامام نفسه اصبحت حجر عثرة امام المشاركة، لذلك فإن الاتحادي والأمة لا يتفقان، بالرغم من ان آخر اطروحات للحزبين كانت تتناول شعاراً مشتركاً فيه اقامة دولة اسلامية. واضاف قائلاً ان السيد محمد عثمان الميرغني لا يثق في نده التقليدي حزب الأمة، ويعتقد الاتحاديون ان الانصار يريدون بناء انفسهم على حساب قواعد الختمية للوصول إلى مكاسب سياسية من خلال التحالف المؤقت، لذلك الميرغني يرفض ان يكون مرحلة تكتيكية ينفذ المهدي من خلالها اجندته.
ومن خلال المعطيات يتضح أن من يحكم السودان هو الاشكال الرئيس بين الاحزاب وليس أطروحات وبرنامج تشكيل الدولة.

آمال الفحل
صحيفة الإنتباهة
ت.أ[/JUSTIFY]


تعليق واحد

  1. يا سادتي اريد الاطمئنان علي سيدي جعفر الصادق محمد عثمان مساعد السيد الرءيس وهل في اخبار عنه ؟ وما هي اخر نشاطاته من اجل الوطن والمواطن وهل هناك أمل ليترشح لرئاسته الجمهورية لو دخل حزبه الانتخابات ؟ حفظه الله ذخرا للوطن