رأي ومقالات

د. ناهد قرناص: (وقت كنت رتينة ..كنت ما بتجينا .بس لما بقيت فانوس .بقيت تكوس)


المستشار شخصيا!!! في معية فتح الرحمن كمان!!!! ..خير اللهم اجعله خير …حدث لا يتكرر كثيرا ..على الأقل بالنسبة لي ..كان الاثنان يتحدثان امام دكان ادم الذي انهمك في عمل الطعمية دون ان يلقي لهما بالا..لكن طبعا قرون سعدية النكدية الاستشعارية كانت متاهبة وعلى اتم استعداد لالتقاط (الشمار). توقفت لشراء الرصيد مما اعطاني مساحة من الوقت كافية لسماع الحديث بين الاثنين …. فتح الرحمن (لكن يا سعادتك الموضوع دا أصلا كان حامل بذور فشله من البداية )..المستشار (اتخيل انا كنت بقول ليهم كل الحاجات دي ..يا جماعة بالطريقة دي الامر لن يستقيم ..لكن تقول شنو لا حياة لمن تنادي).. لم أفهم ماهو الموضوع الفاشل اصلا ولكن تنطبق المواصفات على كثير من المواضيع هذه الأيام . كنت قد سمعت بضع شائعات (تحت تحت) تقول ان المستشار قد اقيل من منصبه وهذا ما جعل زوجته تغيب لخميسين متتالين عن جلسة القهوة..وهاهو بحديثه هذا يؤكد لي صحة الشائعات ..فكلهم عندما تتم اقالتهم (طبعا لم يوجد الى الان من استقال من منصبه). يصبحون فجاة مصلحين ويعرفون المصلحة العامة ..وكلهم عندما يترجلون عن مناصبهم يقولون انهم كانوا من الناصحين ولكن لم يستمع احد لنصائحهم …ان كان الكل كذلك ..اذن من هو المخطئ ؟؟؟ ولماذا نسير الى الوراء بمعدل أسرع من سرعة عجلة الجاذبية؟؟؟ تذكرت قصة جحا المشهورة عندما دخل الى فصل طلابه ووجدهم جميعا يبكون بصوت عال ..سألهم ماذا حدث؟ اجابوه بأن مصحف الصف مفقود ..فقد سرقه احدهم..فقال قولته المشهورة (الكل يبكي !! فمن سرق المصحف؟؟)..الكل يبكي يا سعادة المستشار ..فمن هو المسؤول عما يحدث ؟؟. في بلادنا وبعد ان يترجل أي شخص عن منصبه سواء كان منصبا سياسيا ..أو تنفيذيا او حتى خدمة مدنية (زي حلاتنا )… يتسيد الموقف ..الفعل المبني للمجهول وتنسب كل الاحداث الى ضمير مستتر تقديره هو..ثم نتعاطى عقار (خلاص حتنسى وانا انسى ونتقاسم قرار البين أنا واياك) فلا شئ يدعى المراجعة اثناء الخدمة ولا نعرف المحاسبة بعدها وعفا الله عما سلف واذكروا محاسن (المقالين منكم ) . ابتعت رصيدي وتحركت الى الامام ..هناك عند نهاية الشارع كان عم حسن يملا أزياره بالماء ويجهز المكان لحلقة أرباب المعاشات الصباحية .. القيت عليه تحيتي وسالته (شنو يا عم حسن ..ليه ما مشارك في ركن النقاش هناك عند ادم )..رد علي بلهجة بلدياتنا عندما يتحدثون العربية (الراجل دا كان السلام في تلتلة ..دلوقت عايز يفتح مجال ونسة ..كل يوم يقول حصل ايه يا حسن ..وقريت الجرايد يا حسن ..انا بس مش عايز نقوله .وكت كنت رتينة ..كنت ما بتجينا .بس لما بقيت فانوس .بقيت تكوس)..غالبت الضحك من المثل وكيفية مطابقته لواقع أؤلئك الذين يضعون انفسهم فوق الجميع فاذا بالدنيا الدوارة تخذلهم وتكيل لهم من الصاع ثلاثة..قلت له (يا عم حسن ما تستهين بالزول دا ..بكرة بعد بكرة ..تلقاهو اتعين في منصب كبير ..ويرجع تاني يرفع عليك القزاز ويظللوا)…هز رأسه وقال (ماهو علشان كدا انا ما اديتلوش وش …انا عارف انها ايام وتعدي ويرجع تاني يتكلم في اللي اسمه ايه دا ..ويهز رأسه من بعيد كدا )..يقصد التحدث بالموبايل وقد كانت هذه سمة المستشار المميزة ..وبالفعل كان لا يكلف نفسه النطق بالتحية ويكتفى بهز الرأس من بعيد مع ابتسامة صفراء وربما رفع يده بالسلام وهذه غير متاحة الا لمن يلقون بالتحية له من داخل (البرادو) أو (التوكسان) ,,اما الراجلون مثلي ومرتكبي الركشات فلا بواكي لهم .

د. ناهد قرناص


تعليق واحد

  1. تذكرت موضوعك وانا في مطار الخرطوم اليوم عندما سمعت الموظفة تنادي بان الحقائب علي السير رقم سلاسة حقيقة ضحكت وحزنت يبدو انه لا احد يقرا

  2. كتير الزيهم يا دكتوره وصدق عم حسن لما كان رتينه ما كان بجينا ولما بقى فانوس بقى يكوس والله مثل عجيب سبحان الله ومن تواضع لله رفعه تواضعوا يا مسؤولين فالدنيا فرندقس دردقي بشيش .