تحقيقات وتقارير

المؤتمر الوطني .. كيف سيُكمل مكتبه القيادي ..؟!


[JUSTIFY]حظيت انتخابات المكتب القيادي للمؤتمر الوطني باهتمام كبير في الأيام الفائتة ومازالت صداها ماثلة في الساحة السياسية من باب أن الوطني هو الحزب الحاكم والممسك بمقاليد الأمور بالبلاد، وقد شهد التسابق للظفر بمقعد ضمن الثلاثين مقعداً.. التي تستكمل لاحقاً بخمسة عشر أخرى.. تنافساً صريحاً بين قيادات الحزب بدليل تقدم مائة وسبعة قيادي للترشح، مما يعني أهمية المكتب القيادي، والذي هو قمة هرم الحزب.. القيادات التي نالت ثقة شورى الحزب ضمت أطيافاً لم يسبق لها الفوز الصريح، وكثيراً ماكانت تأتي عبر الإستكمال، وربما جاءت هذه الخطوة بعد مخاطبة الأمين العام للحركة الإسلامية الزبير أحمد الحسن، الذي دعا لتحقيق أكبر توافق وبإتاحة الفرصة للجميع ليرشحوا من شاءوا لذلك رفض-أي الزبير- مقترح والي شمال كردفان باستثناء قيادات من الانتخابات، وتقديمها مباشرة للمكتب القيادي كان منهم بكري حسن صالح، نافع علي نافع، وعلي عثمان محمد طه.

وبالتالي فإن الاستكمال (الخمسة عشر مقعداً) يتطلب أن يحدث ذات التوازن بل بقدر أكبر من الذي كان يتم في السابق، والتحدي الأبرز سيكون في اختيار ممثل أو إثنين عن الفريق الإقتصادي المعروف بالحزب، وللمفارقة لم يفز منه أحد ضمن الثلاثين، وربما تجاوز القيادات لاقتصاديي الحزب ينبئ عن حالة عدم رضا عن الاقتصاديين وسياساتهم، ما يتطلب الإستعانة بوجوه جديدة- على الحزب- وليس المشهد العام، بحيث لم يسبق لهم نيل عضوية المكتب القيادي، وهنا من الممكن أن نسمي الوزير معتز موسى كوجه اقتصادي وشبابي في ذات الوقت، وهو نائب أمين أمانة العاملين والفئات والوزير السابق والحالي علي محمود، بدر الدين محمود.

وقد يكمل الحزب المقاعد وفق محاصصة جهوية ولكن بشكل مستتر، فسيكون هناك حضور للنيل الأزرق (الوزير أحمد كرمنو حال لم يعين والياً)، للبحر الأحمر ويبرز اسم الوزير أوشيك وربما حسب الله صالح حال لم يتم نيله ثقة الرئيس بترشيحه والياً على الثغر، ومن النيل الأبيض السموأل خلف الله، خاصة وأن موقعه كمدير للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وأميناً لأمانة الثقافة لن تجعله بعيداً من قائمة الكبار، ويبرز أيضاً وزير الدولة بالإتصالات الصادق فضل الله، وقد يكون ضمن المرشحين المحتملين لأمانة الطلاب بجانب الأمين الحالي مأمون حسن الذي بذل جهداً غير منكور وهشام التجاني.. بينما من غرب كردفان سيكون الحزب في اختبار حقيقي لاختيار أحد ثلاثة، وهم نائب رئيس البرلمان عيسى بشري الذي كان عضواً بالمكتب القيادي السابق، وأمين العلاقات الخارجية بالحزب الدرديري محمد أحمد، والوزيران صلاح ونسي، وعبيد الله محمد عبيد الله، وتبقي حظوظ ونسي هي الأوفر، خاصة وأنه مؤهل جداً لتولي منصب حزبي كبير بعد آخر تجربتين ناجحتين في أمانتي الطلاب ثم العاملين والفئات.

بينما يتوقع استكمال المكتب القيادي بأحد قياديي جبال النوبة الوزير الطيب حسن بدوي، أو نائب أمين أمانة المنظمات عفاف تاور.. أما التنافس سيكون في استكمال حصة المرأة، ومن أبرز الأسماء وزيرة الرعاية مشاعر الدولب، البرلمانية مروة جكنون (الشخصية الفاعلة في اللجنة الفنية بالحزب)، رئيسة اتحاد المرأة د. اقبال جعفر بجانب أسماء لامعة من الولايات مثل تهاني تور الدبة (سنار)، والتي تترأس لجنة برلمانية، بينما ولاية كبيرة مثل الخرطوم حجز منها الوالي عبد الرحمن الخضر فقط مقعداً في المكتب القيادي المنتخب، وخسر نائبه كامل مصطفى الانتخابات المؤهلة لدخول المكتب القيادي، وهذا خلل بائن يفضح مستوى العمل السياسي بالولاية الكبيرة ويعود بالأذهان للتداعيات التي صاحبت انتخابات منصب الوالي، وبالقطع لا يعتبر فوز الأمين دفع الله ضمن حصة الخرطوم، وهو الذي تم تصعيده تقديراً له رغم أن الرجل سعى للمنافسة على منصب والي الجزيرة.. ومن الممكن تصعيد صديق علي الشيخ أو جودة الله عثمان. أما صراع المعاليا والرزيقات سيقود الى تصعيد أحد قيادات الأولى.

أما أمانات الحزب والتي تبلغ نحو (82) أمانة فمن المتوقع أن يحدث فيها تغيير هائل بدءاً بأمانة الاتصال التنظيمي التي فشل من كان على رأسها- حامد صديق- في بلوغ المكتب القيادي بل أن الحديث الذي دار في الحزب أن الرجل صعد بشق الأنفس للشورى القومية، ومن الأسماء المحتملة صلاح ونسي، الأمين دفع الله، بينما ستتجه الأنظار الى أمانة الشباب، ومن أبرز الأسماء المتوقعة أمين المنظمات الحالي عمار باشري أبرز القيادات الشابة، المدير التنفيذي لمكتب نائب الرئيس نائب أمين الطلاب السابق الفاتح الحسن، نائب أمين الشباب الحالي عصام محمد عبد الله والمسؤول بوحدة تنفيذ السدود محمد الأمين.. بينما أمانة المرأة هي الأخرى من الأمانات الفاعلة التي يعول عليها الحزب ومن الأسماء- الأمينة الحالية إنتصار ابو ناجمة، مسؤول دائرة العلاقات الخارجية بالأمانة سامية محمد عثمان، وزينب أحمد الطيب.. أما أمانة الإعلام فإن الإتجاه السائد هو توحيد الأمانتين في الحركة الإسلامية والحزب، مما يعزز من فرصة الأمين بالحركة د. مها الشيخ على حساب ياسر يوسف، والذي نال ثقة المكتب القيادي كوجه شاب، مما يؤكد أن ياسر سيظل موجوداً في المسرح السياسي.

اسامة عبد الماجد
صحيفة آخر لحظة
ت.أ[/JUSTIFY]