تحقيقات وتقارير

هل تمارس أجندة خفيَّة في إقليم دارفور ؟..المنظمات الانسانية الوجه الاخر “3”


[JUSTIFY]قد يبدو الأمر هنا غامضاً بعض الشيء.. ربما على شاكلة روايات اجآثا كريستي أو كتابات ارسين لوبين حال تناول منظمات دولية تعمل في المجال الإنساني.. محللون دوليون أطلقوا عليها (أقنعة الجاسوسية).. تفاصيلها شبه اليومية باتت تتسلل غصباً إلى حياتنا وأنشطتها الفائقة المتعلقة بملفات إنسانية باتت مسار شكوك العديد من المراقبين. هل لها أجندة أخرى وأدوار مشبوهة وهل لها علاقة بأجهزة مخابرات عالمية، كيف تورط مؤسسوها في أعمال استخباراتية كبيرة؟ من يمولها وهل بالفعل تحاملت الخرطوم في اتهاماتها لتلك المنظمات الدولية.. هل خرجت عن دورها في الإقليم ونفذت أجندة أخرى؟ ربما كان لزاماً علينا هنا الإبحار في قراءة هادئة وعميقة للملف.. الذي يتعلق بالإنسان والخير والسلام.. ماذا خلف ستاره ولماذا يتكالب النظام العالمي بقيادة أمريكا ويدفع بمئات وآلاف المنظمات المتخصصة في الحقل الإنساني إلى مناطق نزاعات محددة ويمولها بمليارات الدولارات، بينما تتقاضى عن مناطق أخرى أكثر نكبة.. كيف تحولت فجأة أمام ناظرينا إلى منظمات مهيكلة وآلات شرسة في الدعاية والتمويل وفي كل شيء.. مثلما تساءل العديد من المحللين.. كيف أصبحت فوق المساءلة رغم الشبهات الواضحة التي تحيط بها وتغرق في خضمها؟ أسئلة ملحة يتوجب البحث لها عن إجابات شافية.

وهنا تحتم علينا المهنية إعادة السؤال مرة أخرى، هل تبدو الخرطوم أكثر تحاملاً وتجني على تلك المنظمات العاملة في مجال الغوث الإنساني؟، لا بد من التنويه هنا إلى أن كل المنظمات الكبرى في هذا المجال فشلت حسب محللين دوليين، في التغطية على ظروف وطبيعة نشأتها من رحم الأجهزة السرية شاءت ذلك أم كرهت. ورغم كلّ الجهد الذي بذلته ولا تزال فإن وشائج الترابط مع أجهزة المخابرات، غير قابلة للنفي أو التفنيد لمجرد تصديها لهذه المهمة «النبيلة والسامية» في مجال المساعدات الإنسانية. إلى ذلك أشارت دراسة أعدها مركز دراسات الشرق الاوسط وافريقيا الى ان بعض هذه المنظمات تم تصميمها من اجل العمل في السودان بهدف استكمال العلاقة بين السياسة الخارجية للدول الغربية تجاه السودان بالاضافة الى سد الفراغات في سياساتها الخارجية تجاه السودان وخلق الزرائع المنطقية بواسطة الشرعية.

اتجار بالبشر
وحسب جهات رسمية فإن تلك المنظمات خالفت بصورة صارخة قوانين العمل الإنساني الدولية والاقليمية بالاضافة الى لوائح العمل الإنساني الوطنية، وتعد العملية التي نظمتها ونفذتها المنظمة الفرنسية (آش دي زوي) مثال لذلك، ورغم ان المنظمة غير مسجلة في السودان الا انها نفذت خلال العام 2007 عملية اختطاف (103) من اطفال دارفور تراوحت اعمارهم بين العام والعشرة أعوام، عبر تشاد الى فرنسا في عملية تهريب تعد النادرة والاوسع في مجال خروقات العمل الإنساني. ويرى محللون أن عملية (آرش دي زوي) عززت شكوك الخرطوم تجاه المنظمات الدولية العاملة لديها وتجاه اهداف ونوايا تلك المنظمات مثل ممارستها انشطة تتعلق بأجندة ذات أبعاد سياسية ما دفع الخرطوم الى اتخاذ حزمة قرارات وتدابير للحيلولة دون وقوع مثل تلك الخروقات الكبيرة التي قوبلت بصمت إقليمي ودولي بالغ. على ستويين الدولي والاقليمي. والملفت هنا ذلك البيان الذي أصدرته الإدارة الأمريكية في ديسمبر من العام 2006 بعنوان (مبادئ مرشدة بشأن المنظمات غير الحكومية). وخلاصة البيان أنه يجب ألا تعرف الحكومات الوطنية عمل هذه المنظمات سواء أن كان تلقي الدعم المالي الخارجي أو إصدار البيانات والتقارير، وعدم التدخل في عملها أو علاقاتها مع نظيراتها في الخارج. وحال انتهاك هذه التوصيات يجب على الدول التي توصف بالديمقراطية أن تهب للدفاع عن هذه المنظمات غير الحكومية!. وربما لن نحتاج هنا الى تفنيد الامر والبحث فيه فهو من منظور منظمات حقوقية دولية واقليمية يقع تحت دائرة الاتجار بالبشر. ونجد ان اللوائح تشير إلى أن على المنظمات الطوعية الخضوع للقانون حال مخالفتها لوائح العمل الإنساني والطوعي للبلد الذي تعمل فيه بغض النظر عن جنسية العاملين فيها إلا ان ظروفاً حالت دون حدوث ذلك من بينها التدخلات الديبلوماسية من قبل سفارات وهيئات معنية بالاضافة الى اتساع رقعة البلاد.

الوكالة اليهودية الأمريكية في دارفور
عندما جاء إلى السودان ظل يسأل داخل معسكر (كلمة) عن مجموعات عبد الواحد. شككت الوثائق التي تم ضبطها بحوزته في هويته، يدعى (ماثيو ديفيد اميري) وهو موظف كبير يعمل بالوكالة اليهودية الامريكية العالمية، حقائق وأرقام عن تلك الوكالة المؤسسة منذ1985 وجدت ضمن المستندات التي تم ضبطها بحوزته، الاَّ انه جاء متخفياً باسم (منظمة لجنة الإنقاذ الدولية). بلغت ميزانيتها للعام 2007 نحو 29.6 مليون دولار على مستوى العالم. وقد اعترف ماثيو اليهودي الجنوب كوري الجنسية والامريكي بالمواطنة والجواز حينما تم ضبطه ومواجهته بالوثيقة المرفق والتي قدم فيها محاضرة في مركز (دترويت) بالولايات المتحدة عن الابادة الجماعية والتطهير العرقي في دارفور حسب ما نشر في موقع الوكاله. وبعد مواجهته بالوثائق إنهار وافاد انه لايتبع لمنظمة لجنة الانقاذ الدولية بل يتبع للوكالة اليهودية الأمريكية العالمية وسبق ان زارالسودان مرتين تحت ستار منظمة (لجنة الانقاذ الدولية) كما اعترف ان منظمته تمول مجموعة من المنظمات بأكثر من مليون دولار في مجال الصحة، الاَّ أن الوثيقه التي ضبطت معه تثبت عكس ذلك تماماً اذ ان التمويل فاق ذلك. وبين الوثائق التي ضبطت معه وثيقة تشير لعمل الوكالة اليهودية في دارفور ومواقعها على الانترنت، ووثيقة أخرى تشير إلى كيفية الاستجابة لمعالجة الابادة الجماعية عبر مناهج تدرس للاطفال في المدارس اليهودية. أما مجالات التمويل فقد شملت الصحة والصحة الإنجابية، تدريب القابلات للكشف عن الاغتصاب، التدريب العام عن الانشطة السكانية، المناصرة، الخدمات الاجتماعية، الحماية وحقوق الإنسان، البحوث والتقارير
(لجنة الإنقاذ الدولية) من المنظات التي تتولى تمويلها الوكالة اليهودية وحسب إفادة المنظمة فإن ميزانيتها للعام 2007 بلغت 238 مليون دولار وان ماتلقته هو 199000 دولار وهو أمر غير واضح. كذلك اعترفت المنظمة بتمويل الوكالة اليهودية لها في الفترة من 2 أغسطس 2006 الى 3 اغسطس 2007 في زالنجي واستمر من 1نوفمبر 2007 إلى 3 أكتوبر 2008.
أما المنظمة الثالثة الممولة من قبل الوكالة اليهودية هي (الإغاثة الدولية) وهي منظمة أمريكية مسجلة فقط للعمل بطوارئ دارفور، وتم تمويلها في مجال الصحة بمبلغ 100.000 دولار أمريكي في الفترة فبراير 2007 لمدة عام انتهى في 28 فبراير 2008 و اعترفت المنظمة أن ميزانيتها السنوية تفوق الـ 200 مليون دولار.

تقرير: إنعام عـامر
صحيفة الإنتباهة
ت.أ[/JUSTIFY]


تعليق واحد

  1. أكيد تمارس أنشطة أخري “تجسسية ” وهم يحاولون جاهدون فصل دارفور وماإعلان باريس وأن العاصمة الفاشر إلا دليل على ذلك “القوات المسلحة وقوات الدعم السريع يجب أن تكون قريبة من الفاشر ومتمركزة حولها وعينها مفتحة