عالمية

لماذا اختار السيسي “امرأة” مستشاراً للأمن القومي


[JUSTIFY]لم يكن قرار الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بتعيين وزيرة التعاون الدولي السابقة فايزة أبو النجا مستشارة له للأمن القومي مفاجأة لمن يتابعون هذه السيدة ونشاطاتها وعلاقاتها الدولية الواسعة ومعركتها ضد أميركا، ولم يكن مفاجئاً كذلك لمن يعملون بالقرب من السيسي ويدركون طريقة تفكيره واختياره للقيادات بجانبه، ودورهم في الخطط التي يرسمها للنهوض بمصر ومواجهة التحديات التي تعترضها وعلى رأسها الإرهاب.

أبوالنجا أول من يعين في هذا المنصب منذ 41 عاماً، وهي السيدة الأولى التي تتولى منصب مستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي، حيث شغل ذات المنصب من قبل اللواء محمد حافظ إسماعيل عامي 1972، 1973 في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات.

دلالات الاختيار كثيرة وأسبابها متنوعة وحيثياتها تؤكد أن مصر مقبلة على عدة قرارات مهمة ومعارك صعبة ومواجهات دولية، تتطلب كوادر من نوع خاص تستطيع إدارة ملفات الدولة في هذه الظروف الدقيقة .

فايزة أبوالنجا، كما يقول الخبير والباحث الاستراتيجي عمرو عمار لـ “العربية.نت” إنها السيدة التي تمتلك كل خيوط وملفات التمويل الأجنبي للمنظمات الحقوقية، وهي التي كشفت التدخل الغربي في شؤون مصر وواجهته بحسم.

ويضيف الخبير الاستراتيجي أن أبو النجا هي أول من فجر قضية الأميركيين الذين ألقي القبض عليهم عام 2012 خلال حكم المجلس العسكري، وقدمتهم للمحاكمة حيث قضت محكمة جنايات القاهرة بالسجن بحق 43 متهماً، بينهم 19 أميركياً، تراوحت بين سنة و5 سنوات، مع وقف التنفيذ لـ38 متهماً وأتت الأحكام على خلفية إدانة المتهمين جميعاً بتلقي تمويلات أجنبية، بلغت قيمتها 60 مليون دولار عن طريق 68 منظمة حقوقية وجمعية أهلية.

ويقول عمار إن أبوالنجا سيكون لها دور بارز في انتصار مصر في حروب الجيل الرابع، وهذا هو الوصف العلمي لمخططات التمويل الأجنبي، وكان أول من أطلقه هو البروفيسور الأميركي “ماكس مايوراينغ” في معهد الأمن القومي الإسرائيلي حيث عرفها بأنها حرب إفشال الدول.

ويؤكد عمار أن هذه المنظمات التي جاءت أبوالنجا لتواجهها وتغلق كل طريق يؤدي لتمويلها ساهمت في تدريب أعضاء حركة 6 أبريل في منتجع باليتش في صربيا، ضمن برنامج أعد خصيصاً لجيل جديد من نشطاء العالم الثالث، ليتمكنوا – حسب البرنامج – من خلق جيل جديد لدعاة الديمقراطية.

يذكر أن فايزة أبو النجا خريجة كلية التجارة جامعة القاهرة دفعة 1973، وشاركت مع السفير نبيل العربي في فريق الدفاع عن طابا، أثناء قضية التحكيم الدولي والتي انتهت بعودة طابا لمصر عام 1989.

تدرجت في المناصب الدبلوماسية المختلفة، ووصلت إلى مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف عام 1999 حتى 2001، ومندوب مصر الدائم لدى منظمة التجارة العالمية.

شهد عام 2001، بداية دخولها للجهاز التنفيذي للدولة، فتم تعينيها بمنصب وزير الدولة للشؤون الخارجية المسؤولة عن التعاون الدولي، ومن ثم تم تعيينها وزيرة للتعاون الدولي في عام 2004.

العربية.نت
ي.ع [/JUSTIFY]