تحقيقات وتقارير

تشعب قضية مستشفى الخرطوم لا ينبئ باقتراب حلها و في هذه الأثناء يظل المرضى في انتظار إنهاء الصراع


[JUSTIFY]صار مستشفى الخرطوم التعليمي بؤرة للصراع منذ أن قررت وزارة الصحة بولاية الخرطوم إزالة ونقل قسم النساء والتوليد لمستشفى إبراهيم مالك في بدايات العام 2013م وحتى الآن، وخلال الأسبوع الماضي تصاعدت حدة الخلافات بين العاملين بالمستشفى والوزارة في أعقاب تعطيل الأخيرة لحوافز وبدلات العاملين، ما دفع بهم لتنظيم وقفات احتجاجية واعتصامات، أدت إلى صدامات مع عناصر من الشرطة الأسبوع الماضي عندما منعت الشرطة المحتجين من الخروج للشارع والتعبير عن رفضهم لسياسات الوزارة الرامية، حسب الهيئة الفرعية للعاملين، إلى تجفيف مستشفى الخرطوم.

سياسات وزارة الصحة بولاية الخرطوم المعلنة تشير إلى أن ما تم بمستشفى الخرطوم لا يتعدى تحويله إلى مستشفى مرجعي بالإضافة إلى نقل عدد من الأقسام إلى مستشفيات طرفية أخرى بهدف نشر خدمات الرعاية الصحية في جميع أطراف الولاية، هذه السياسة مباركة من رئيس الجمهورية رئيس مجلس تنسيق الخدمات الصحية القومي، حيث أعلن في حديث سابق موافقة رئاسة الجمهورية على ما يقوم به مأمون حميدة وزير الصحة بولاية الخرطوم، وهذه المباركة دفعت والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر إلى توجيه تحذير شديد اللهجة لنقابة العاملين بمستشفى الخرطوم مساء أمس الأول (الأربعاء) بقوله إن الحكومة هي التي تضع السياسات والقرارات وليس العاملين، وإن وزارة الصحة لديها برنامج واضح غير خاضع للظروف والمزايدات، وإن الولاية ماضية في تنفيذ سياساتها التي وافق عليها رئيس الجمهورية رئيس مجلس التنسيق الصحي الأعلى، وزاد بقوله: “سنمضي في تنفيذ السياسات رضي من رضي وأبى من أبى وبيننا والنقابة القانون”.. وأضاف الخضر: “نحن لا نحتاج إلى مستشفى ضخم مثل الخرطوم في وسط البلد نحن لا نحتاج إلى (4) آلاف موظف في مستشفى الخرطوم بوضعه القديم”.

في الاتجاه الآخر من الصراع يقف العاملون بالمستشفى تحت مظلة النقابة العامة لعمال المهن الصحية واتحاد عمال ولاية الخرطوم، مطالبين بحقوق العاملين، وحسب دكتور سر الختم الأمين رئيس النقابة في حديث له الأسبوع الماضي، فإن النقابة تقف في خندق واحد مع العاملين حتى استرداد جميع حقوقهم وعضد قوله بأن: “النقابة مع حقوق العاملين حتى استردادها”.

وكان اتحاد عمال ولاية الخرطوم قد بذل العديد من المحاولات مع وزارة الصحة لإثنائها عن قراراتها ودفع مستحقات العاملين نتج عنها دفع الأخيرة لمرتبات العاملين، وما تزال المحاولات مستمرة لدفع الحوافز والبدلات.

إلا أن العاملين بالمستشفى لم تثنهم كل محاولات النقابة العامة واتحاد العمال عن مواصلة احتجاجهم على عدم صرف استحقاقاتهم، حيث نفذوا أمس (الخميس) إضرابا جزئيا عن العمل في أربعة أقسام هي (مجمع الجراحة الجديد، مجمع عمليات الشهيد السماني، عمليات العظام وقسم الأشعة التشخيصية) استمر لأربع ساعات منذ الثامنة صباحاً وحتى الثانية عشرة ظهراً، تعطل خلالها العمل في تلك الأقسام ما أثر على أداء العمليات التي كان من المقرر إجراؤها والبالغة (24) عملية تم إجراء عدد كبير منها حسب داود عمارة الناطق الرسمي باسم الهيئة النقابية.

وكان (بيان) صادر عن الهيئة الفرعية أشار أمس الأول إلى الإضراب والذي نفذ بنسبة (100%)، ولفت (البيان) إلى أن الاحتجاجات تأتي على خلفية تعطيل الحوافز والبدلات بجانب توقيف السلطات لعدد من أعضاء النقابة ثلاثة أيام على التوالي لمشاركتهم في الوقفات الاحتجاجية المطالبة بحقوق العاملين، التي وصفها البيان بالأصلية والمكتسبة, وقالت الهيئة إنها ستستمر في الاعتصام عن العمل تدريجياً وتصاعديا اعتبارا من يوم أمس (الخميس) إلى أن تستجيب الوزارة لمطالبهم، ورهنت الهيئة إيقاف عملية التصعيد بإطلاق سراح المحتجزين وصرف استحقاقات العاملين كاملة، ولفتت إلى تصعد الإضراب ليشمل لتشمل أقسام (الموجات فوق الصوتية، المعامل وبنك الدم) حال عدم صرف استحاقات العاملين خلال يوم أمس (الخميس).. وقال داود عمارة الناطق الرسمي باسم الهيئة إنهم سيصعدون خطواتهم حال عدم الاستجابة لمطالبهم، ولفت في تصريحات صحفية إلى استمرار العمل في أقسام (الحوادث بقسميه الباردة والساخنة بالإضافة إلى العنابر والمعامل وبنك الدم والعنايه المكثفة)، ووصفت الهيئة الفرعية ممارسات وزارة الصحة وأجهزتها بـ(القمعية لا تستطيع تخويف العاملين ولن تثنيهم عن المطالبة بالحقوق والإبقاء على المستشفى).

تشعب قضية مستشفى الخرطوم لا ينبئ باقتراب حلها، وذلك لإصرار الوزارة على سياساتها التي وضعتها والتي تحظى بمباركة رئاسة الجمهورية ووالي الولاية وهي ماضية في ذلك، بجانب وقوف النقابة العامة لعمال المهن الصحية واتحاد عمال الولاية مع حقوق العاملين بالمستشفى وتركيزهما على استردادها.

كل ذلك في اتجاه، وتخوفات الهيئة الفرعية من تجفيف المستشفى وتشريد العاملين في اتجاه آخر من ذات الصراع، والذي يؤثر حتماً على مستوى الخدمات التي يقدمها مستشفى الخرطوم وحده في ربوع القطر، يظل المرضى في انتظار إنهاء هذا الصراع لينعموا بخدمات صحية مستقرة وآمنة.

اليوم التالي
أ.ع[/JUSTIFY]