أبشر الماحي الصائم

عقبالاً كريم في البيت


[JUSTIFY]
عقبالاً كريم في البيت

*مضت قاطرة التغيرات الوزارية إلى وجهتها، غير أن ثمة سؤال ظل يقلقني ولم أعثر على إجابة له تريحني.
*السؤال يتعلق بالمعايير التي أبقت على بعض الوزراء ولم يكن بمقدورها أن تبقي على رجل الإنجازات الأشهر المهندس أسامة عبد الله!
*فعلى الأقل إن القائمة التي لم تطلها التغييرات لم تكن أكثر شباباً منه ولا أعظم إنجازات، إن كانت المعايير هي الإنجازات والحيوية الشبابية والنشاطات.
*وهي حيرة تفضي بكل إلى جدلية فيلسوفنا الفتيوري
دنيا يملكها من لا يملكها
أغنى أهليها سادتها الفقراء
الخاسر فيها
من لا يأخذ ما تعطيه على استحياء
والغافل من ظن الأشياء هي الأشياء
*في أخبار الأمس أن الوزير المستبعد أسامة عبد الله نفسه قد اندهش إلى عملية إخراجه نهائياً من حلبة النزال، وذلك على افتراض أن الرجل يثق في قدراته ولم ينفق بعد كل ما يملك في شباب وارادة وطاقات، وهو يومئذ يرقد على إنجازات ضخمة إن احتكم لها الآخرون كانت كفيلة ببقائه أو أن افتخر الآخرون بقيس أو تميم!
*قال أسامة – حسب (اليوم التالي) أمس الأول – إنه كان يتوقع أن يرحل عن وزارة الكهرباء إلى وزارة الزراعة، وهذا ما لم يحدث وليته قد حدث.
*فالمهندس أسامة عبد الله يمتلك حيثات عديدة هي الأرجح ليتبوأ مقعد وزارة الزراعة، فغير أنه رجل الري والسدود الأشهر هو ذاته رجل (ثورة حصاد المياه) والري هو المحور الرئيس الأشهر بين محاور الزراعة.
*وثمة ملعب آخر يجيد الرجل التحرك فيه بامتياز والزراعة أحوج ما تكون إليه، أعني محور اجتذاب الاستثمارات الخارجية وهو الحلقة الأضعف في عملية الزراعة، لطالما تمكن المهندس أسامة من استقطاب مليارات الدولارات لعمليات بناء السدود وتعلية الخزانات وحصائد المياه.
غير أن هنالك شيئا أكثر أهمية، وهي أن المسافة بين أسامة عبد الله والرئيس البشير هي الأقصر والأقرب من أي وزير آخر، وهي (القربى) مقابل (غربة) الآخرين هي التي ميزت أسامة وكانت بإمكانها أن تميزه أكثر، ولاسيما فيما يتعلق بالعمليات الجراحية الصعبة التي لم يجرؤ أحد قبله القيام بها، أعنى عمليات (نزع المشروعات) الاستثمارية الزراعية التي موجودة على الورق ولا مكان لها على الأرض.
والحواشات والحقول وكانت ستكون بمثابة الثورة الزراعية.
*بإمكاني أن أسرد هنا عشرات المسوغات التي تجعل المهندس الشاب أسامة عبد الله أولى من غيره بقيادة وزارة الزراعة في أزمنة المسغبة والفقر والعوز.
*وإذ أنسى لا أنسى أن أسامة هو الوزير الذي ما إن يأتي من رحلة مرهقة حتى يدخل في رحلة أشد رهقاً، وهذا ما تحتاجه المشروعات الزراعية التي تنتشر في آلاف الهكتارات شمالاً وغرباً وشرقاً وجنوباً ووسطاً.
*وعلى طريقة عادل إمام (أنا حا أعرف أكتر من الحكومة).. الحكومة هي التي دفعت بالرجل إلى قارعة الطرقات!
مخرج.. سيارة أسامة
وعلى طريقة (بيت علي عثمان) لم يقلقني أن الرجل قد أصبح بلا سيارة، فكل المصارف السودانية تتمنى أن يشير إليها أسامة، وبأي عملية مصرفية كانت سيحصل على سيارة لكن الخسارة الأكبر هي خسارتنا نحن كشعب حين حرمنا طاقات الرجل الجبارة.
*مخرج.. ألا يمكن تسكينه في وظيفة وزير دولة بالزراعة.. مجرد اقتراح..
خروج أخير..
*بصناعة الرجل (لخزان ستيت) أصبح ينازع شاعرنا ود ضحوية في عقر أبياته الشهيرة تلك:
إن أداك وكتر ما بقول أديت
الأسد الموشح كلو باب سوميت
أب رسوة البكر فجر شراب ستيت
كاتال في الخلا وعقبالاً كريم في البيت

[/JUSTIFY]

ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي