أم وضاح

يا الكفاية يا المحاية!!


[JUSTIFY]
يا الكفاية يا المحاية!!

٭٭ سألتني صديقة معرفتي بها ليست طويلة بحساب الزمن والوقت.. لكن توثقت بيننا الصلات للدرجة التي أصبحت أعرف تفاصيل كثيرة عن حياتها.. وعلى حد ما عرفت هي سيدة ناجحة في عملها ووظيفتها مرموقة وهي أم لابن ربنا يحفظه ناجح ومؤدب وزوجة لرجل أيضاً يعمل بوظيفة محترمة.. وكل المظاهر الخارجية التي تعتمد أحياناً في تقييمنا للشخوص عليها من ملبس أنيق وعطر غالي متوفرة فيها.. سألتني هذه الصديقة إن كنت أعرف رقم دكتور علي بلدو الطبيب والاستشاري النفسي المعروف وسؤالها مبني على خلفية استضافتي للبروف أكثر من مرة في برنامج «رفع الستار».. وظننتها تمزح لأنها مشهورة بذلك لكنها أكدت لي جديتها في الطلب وقالت لي والله يا أم وضاح «نفسياتي» تعبانة ومحتاجة لطبيب نفسي أفضفض معاه وإلا ح أطرشق. وطبعاً استغربت وتعجبت أن تكون هذه الأنيقة المرتاحة نفسياتها تعبانة ودايرة دكتور نفسي.. أمال من يعانون ويكابدون ويصارعون ظروف الحياة يعملوا شنو يمشوا التجاني الماحي واللا شنو؟.. صحيح حدثت متغيرات كبيرة وعظيمة خلخلت من قناعات الناس ورسوخ توازنهم النفسي فجعلت الضغوط تكثر بالحد الذي أفقد البعض طعم الابتسامة وحتى الإحساس برشاقة الطرفة أو النكتة.. ودخلت إلى المجتمع مفردة زي «كتمت» وكل الكتم مقدور عليه إلا كتمة الروح والإحساس وكتمة انطلاق الحياة.. فأصبحنا ندور صباح مساء في طاحونة الحاجات والاحتياجات وبالتالي قلّت براحات التفكير في أي شيء غير لقمة العيش هذه التي كانت أسهل شيء عند السودانيين لدرجة أننا وللمفارقة كنا نشبه من يشيل هم العيش والمعيشة بالكفر والعياذ بالله ونقول «من هم بي عيشته كفر».. والآن كدي أحسبوا معاي كم واحد هامي بالليلة وبكرة وبعد بكرة وده ذاته البخلي الناس مضغوطة في حاجة لمائة بلدو لعلهم ينفسون من الضغط الذي وإن واصل بذات المعدل سيتحول إلى انفجار يحرق الأخضر واليابس!!

.. الدايرة أقوله إن حكومتنا الهمامة مطالبة الآن ونحن على أعتاب عام جديد نتفاءل فيه بالخير حتى نجده.. مطالبة أن ترفع العبء والضغط عن كاهل الناس الذين يحملون من الهموم ما تنوء بحمله الجبال.. أو تعترف أنها سبب أزمتنا ومعاناتنا النفسية وتجعل من الطبيب النفسي رقم واحد في بطاقة التأمين الصحي أو نقع محايات!!

٭٭ كلمة عزيزة

.. مهاتفة رائعة وصلتني من الأخ الصديق عابد سيد أحمد المدير العام لهيئة تلفزيون وإذاعة الخرطوم وقبل أن أعرف سببها فاجأته بتهنئتي له على تجديد الثقة فيه ليفاجئني الرجل بكرم أخلاق نحتاجه في معاملاتنا بأن قال والله إن هذا التجديد في الثقة كنتم أنتم من ساندتموني في بداية (تخلق) القناة حتى وقفت على أرجلها.. بل قال لي وبالحرف الواضح أكتبي على لساني أني أشكرك وكل من رمى بسهم في فضائية الخرطوم التي بسطت جناحيها في فضاء الإعلام السوداني!.. وبدوري أقول إنني والله لا أعرف الرياء ولا المجاملة لكن الأخ عابد استطاع أن يصنع من الفسيخ شربات.. وكلنا نعلم كيف كان التلفزيون ولائياً لتصبح الخرطوم فضائية يشار إليها بالبنان!.. بالمناسبة عودنا البعض أن يستلم المؤسسة نابضة وضاجة بالحياة.. فيحولها إلى جثة هامدة إلا عابد الذي وبأقل الإمكانات جعل من التلفزيون الولائي المتواضع فضائية تزاحم بكتفها الأخريات.. فالتحية للأخ عابد الذي ننتظر منه الكثير لأننا نعلم أن طموحه فوق الثريا ونحن كذلك.

٭٭ كلمة أعز

.. أقترح الوزير الجديد للبنى التحتية لولاية الخرطوم أحمد قاسم اقتراحاً بفرض رسوم سنوية على عابري الكباري بولاية الخرطوم.. والاقتراح يبدو أن الرجل قد استلهمه من تجربة في مدينة دبي بفرض أربعة دراهم على بعض الجسور ذات الحركة السريعة ومن لا يرغب في عبورها يستطيع السير في طرق أخرى.. فيا أخي الوزير هل تريد أن تقارن فكرة طبقت في دبي بكل سهولة وجمال واتساع طرقها «المصروف عليها».. بطرق الخرطوم الانت عارفها ونحن عارفنها!.. بعدين كدي أعملوها زي كباري دبي وأفرضوا رسموكم!!

عز الكلام : صحيفة آخر لحظة [/JUSTIFY]