منصور الصويم

فيديو المعيد الجامعي وردود الأفعال


[JUSTIFY]
فيديو المعيد الجامعي وردود الأفعال

يحكى أن مقطع فيديو متداولاً حول حوار عاصف يدور بين عميد إحدى الكليات الجامعية العريقة وعدد من طلابه، أثار قدرا كبيرا من الحوار والنقاش بين الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي. ومقطع الفيديو يقدم لمن لم يشاهده الطلاب وهم يحاولون (اقتحام) مكتب العميد، رغم أن سكرتيرته تخبرهم بأنه لا يود مقابلة أي إنسان في هذه اللحظة لكن الطلاب يصرون- وهم يوثقون كل هذا بكاميرا الموبايل على مقابلة العميد، ثم يندفعون بشكل أقرب إلى الدراما لداخل المكتب، حيث يقابلهم العميد بالطرد و(السباب)، والتهديد والوعيد ثم يلاحقهم وهو يحمل بين يديه كرسي ويوشك أن يضرب به أحدهم!

قال الراوي: الفيديو لا يوضح بالضبط خلفيات (المشكلة) بين عميد الكلية وطلابه، وبالتالي الأسباب التي دفعته إلى انتهاج هذا الأسلوب الانفعالي العدواني الغريب معهم، لكن من الواضح أن الذي حدث لهذا العميد شأن كبير جدا مس كرامته كأستاذ عميد، لأنه ما فتئ يردد (إنتو وللا حاجة) أكثر من مرة، ثم إن اندفاعته خارج المكتب ومحاولته الدخول في (معركة) بالكراسي مع الطلاب تعكس أن هذا العميد واجه ما لا يمكن (السكوت) عليه من قبل هؤلاء الطلاب أو من غيرهم.. لكن كل ذلك لا يبرر أن يأتي فعل مثل هذا من عميد وأستاذ ومرب جامعي.

قال الراوي: الطلاب الذين في مقطع الفيديو، أبناء الجيل التقني الحديث، استخدموا هذه التقنية بصورة لا أخلاقية، حيث من الواضح أنهم كانوا يتوقعون مثل هذا التصرف (العنيف) من حضرة العميد، بالتالي رفضوا الإنصات إلى سكرتيرته، و(اقتحموا) مكتبه عنوة، وهم يحملون أدوات توثيقهم (الكاميرا) وصوروا كل شيء، ثم بكل جبن نشروا الوقائع على الملأ دون تعليق سوى (عميد كلية… بجامعة…) حتى يكسبوا التعاطف ويضمنوا إدانة (أستاذهم) وإن تم كل ذلك بلا شرف.

قال الراوي: هذا الفيديو بالتأكيد إحدى (علامات) سنة 2013 التي تبين مدى التدهور القيمي والأخلاقي الذي أصاب السودانيين، في كل مناحي حياتهم وبكافة أطيافهم، كما يعكس في ذات الوقت هذه الحالة الهستيرية؛ أو (الهستيريا الجماعية)، كما يسميها اختصاصي الطب النفسي الدكتور مجدي إسحق، التي أخذت تنداح لتلامس الجميع وتخرجهم عن أطوارهم وتجعلهم على (الهبشة)، كل في استعداد لمشاجرة الكل، والكل مستثار ضد الكل، و(الظروف الاقتصادية) والضغوط المعيشية تأكيدا هي السبب الأول والأخير!

ختم الراوي؛ قال: إصلاح حال البلاد يكون بإصلاح حال اقتصادها.

استدرك الراوي؛ قال: شكرا للكاميرا، تبا للكاميرا

أساطير صغيرة : صحيفة اليوم التالي [/JUSTIFY]