زهير السراج

كيف نتجاوز الجنائية؟


[ALIGN=CENTER]كيف نتجاوز الجنائية؟![/ALIGN] قد نجد العذر لشخص محدود الفكر أو صاحب غرض في عدم ادراك العواقب الكثيرة على السودان والمنطقة بأسرها من صدور قرار من محكمة الجنايات الدولية بايقاف الرئيس البشير، ولكن لا يمكن أن نجد العذر لمواطن يريد العدل والسلام والاستقرار لنفسه وأهله ووطنه, أو جهة أو دولة تزعم انها تسعى من أجل الاستقرار والسلام العالمي, وتطبيق حقوق الانسان واشاعة الحريات والديمقراطية!
* من ينظر إلى (قرار) المحكمة الجنائية الدولية على أنه استهداف لشخص واحد, أو جماعة, أو حتى نظام بأكمله, فهو شخص قصير النظر, قاصر الفكر, لا يرى إلا تحت قدميه.
* وفي الوقت نفسه, فإن من ينظر إلى القرار, وكأنه نهاية الكون, ويجب التعامل معه من هذا المنطق, فهو شخص يائس لا يحسن إعمال الفكر الذي أنعم به الله على الانسان لتدبر أموره والتخلص من المأزق والأزمات وتحويلها لمكاسب, ليس على طريقة (أم المعارك) التي تقود إلى خسران كل شئ, ولكن بالمحافظة على الهدوء, وهو الخطوة الأولى على طريق الانتصار.. ثم اللجوء إلى (الحكمة) لإفساد مخططات الطرف الآخر, بل وتحويله إلى (صديق).. فليس في السياسة عدو دائم أو صديق دائم..!!
* هناك نقاط ايجابية كثيرة في صالح السودان, بينما سجل الطرف الآخر خال تماما من أية نقطة, خاصة أنه ينوي السير في طريق لم يختبرها من قبل ولا يعرف الى أين تقود.. ولا يملك الوسائل التي تيسر له الاستكشاف والسير إلى النهاية, باعتبار أن (الأزمة) التي تنظرها المحكمة الدولية, هي الأولى في تاريخ العالم, سواء بالنسبة لكونها قضية (قانونية), أو (سياسية), ليس لها سابقة من قبل، بالاضافة إلى الاعتراضات الكبيرة والهائلة عليها من بعض الدول ذات التأثير الدولي الكبير مثل الصين وروسيا.. بل ومصر باعتبار أنها (المرجع الأول) الذي ترجع اليه معظم الدول والمنظمات الدولية في القضايا التي تخص الدول العربية ودول المنطقة, قبل اتخاذ القرار.
* وفوق ذلك فإن (مصر) هي الجارة الشمالية للسودان, وهي تتأثر بكل ما يحدث فيه, وبالتالي فإنها لابد أن تكون موضع اهتمام و(مشاورة) من أية جهة قبل اتخاذ قرار مصيري بشأن السودان.
* بالاضافة إلى ذلك.. فإن (العالم) في حاجة ماسة إلى (مصر) كلاعب رئيسي في قضية سلام الشرق الأوسط.. أو حتى في مواجهة (ايران).. إذا قرر ذلك في ما بعد, وبالتالي فلابد أن يعطي (مصر) الوزن الذي تستحقه في ما يتعلق بالسودان, إذا ارادها إلى جانبه في القضايا الأخرى, وقد أعلنت (مصر) موقفها بوضوح شديد من محكمة الجنايات الدولية لصالح السودان ولا يمكن للعالم أن يتجاوز هذا الموقف!
* تلك هي نقاط ايجابية كثيرة في سجل السودان, ويمكن أن نضيف اليها, معارضة عدد كبير من دول العالم لصدور أي قرار من المحكمة الجنائية الدولية, خاصة الدول الأفريقية المجاورة للسودان, التي تعاني من أوضاع سياسية هشة, يمكن أن تقودها إلى الفوضى, في حالة صدور قرار يؤدي إلى عدم الاستقرار في السودان أو انهيار اتفاقية السلام.. وهو احد السيناريوهات المحتملة لصدور القرار!
* كما يمكن أن نضيف الخطوة الكبيرة باستئناف المفاوضات بين الحكومة وحركة العدل والمساواة, والجهود المبذولة الآن لإشراك بقية الحركات.
* ولكن أهم هذه النقاط الايجابية على الاطلاق, هو الارث السوداني الضخم في الاتفاق ومعالجة الخلافات سواء على المستوى القبلي، أو المستوى الوطني, مهما كان يبدو في الظاهر عكس ذلك, فالذي ينظر إلى تاريخ السودان, وإلى الواقع الاجتماعي يكتشف أن النزوع إلى الصلح والتصالح, كان هو على الدوام (الملجأ) الأول للمجتمع السوداني!!
* اعتماداً على هذا الإرث نستطيع أن نصل إلى حل منصف وعادل لأزمة دارفور, يرضي أهل دارفور, ويحقق الاستقرار والسلام في السودان ويرغم العالم على طي ملف المحكمة الجنائية الدولية!
* ولكن يجب أن نفهم أن سبيلنا إلى ذلك هو الهدوء والتعقل والحكمة, فبهذه (الوسائل) نحقق طموحاتنا في السلام والتراضي والمضي قدماً في مسيرة الديمقراطية و(التنمية)، أما خلاف ذلك.. فهو ما يريده أعداء السودان والمتربصون به.. والساعون إلى إحراقه وتشظيته!!

drzoheirali@yahoo.com
مناظير – صحيفة السوداني – العدد رقم: 1179 2009-02-23


تعليق واحد

  1. أستاذنا زهير ..

    لك التحية …

    عندي اقتراح .. لماذا لا تجتمع جامعة الدول العربية لعقد اجتماع قمة طارئ وإنفاذ قرار (بتــــــوقــــيف الكلب أوكـــــــامبو) .. بحيث يصدر استصدار القرار فوريا وعاجلا لنرى ردة الملاعين إخوان القردة والخنازير ….

    والمشكلة نحن السودانيين أعرنا هذا الموضوع أكثر وأكبر من حجمه .. فليصدرو القرارات … وسنرى ماذا بعد القرار …

  2. حتى انت يا زهير فاتت عليك لعبة الكيزان ….. سيسلم البشير الى الجنائية فى حال استنفذ اغراضه بالنسبة للكيزان …. الكيزان هم زراع الCIA فى المنطقة و الجلبة الدايرة حول هذا الموضوع كلها مفبركة مثل المؤتمر الشعبى و حركة العدل و المساواة ….

    حاج ابكر صالح كاورشة