جمال علي حسن

جهز “قميص المرقة” أيها العاطل.. عسى ولعل


[JUSTIFY]
جهز “قميص المرقة” أيها العاطل.. عسى ولعل

بلا شك أن حديث الرئيس البشير مؤخرا حول قضايا الخدمة المدنية وتسييسها والصالح العام والمصارين البيض يتضمن اعترافا نبيلا بأخطاء حدثت في سنوات حكمه في أبرز ملفات معارضة الإنقاذ التي شكلت بندا أول من بنود كل القوى المعارضة (تسييس الخدمة المدنية)..

بعض تلك القوى لا تزال تضع هذا البند على رأس المآخذ الكبيرة على نظام الإنقاذ أما البعض الآخر فقد تعامل مع ملف تسييس الخدمة المدنية كواقع موجود اختار أن يأخذ هو كحزب مفاوض أو مشارك أو متصالح مع الإنقاذ نصيبه من (كيكة) السلطة في محاصصات لا تخرج في الفهم العام لمعناها عن كونها إقرارا ومشاركة في عملية تسييس الخدمة المدنية نفسها..

إذ لا فرق بين أن يأتي فلان مديرا عاما للمؤسسة المحددة لأنه (كوز) وبين أن يأتي فرتكان مديرا بديلا له لأنه (اتحادي) مشارك أو حركة موقعة..!!

والأمثلة كثيرة بدءا من أول وزير دخل الحكومة وفق بنود اتفاق بينه وبين المؤتمر الوطني وحتى يومنا هذا الذي يعلن فيه المؤتمر الوطني التخلي عن هذه المعايير واعتماد معايير الكفاءة فقط..

لقد أخطأت الحكومة أيما خطأ وهي تقوم بتصفية الخدمة المدنية على أساس الولاء التنظيمي في بدايات الإنقاذ ولكن هذا المعيار ليس وقفا على الحزب الحاكم فقط بل لاحقا صار جميع المشاركين مع الحكومة مشاركين في هذا السلوك..

فالكفاءة الفنية لن تجعل جعفر الصادق الميرغني مساعدا لرئيس الجمهورية والكفاءة الفنية لا تجعل حتى أحمد بلال وزيرا للإعلام ولا أبوقردة وزيرا للصحة ولا الآخرين.. هؤلاء كلهم أتت بهم بنود اتفاقيات مشاركة سياسية ولم تأت بهم معايير كفاءة فنية..

وأخشى بعد حديث البشير وإعلانه عن تصحيح هذا الوضع الخاطئ أن يتفوق المؤتمر الوطني في المرحلة القادمة على الآخرين في هذا الملف تحديدا الذي ظلت تلك القوى تلاحق به وبأخطائه المؤتمر الوطني على مدى أكثر من عقدين من الزمان.. ويكون البشير قد فعلها و(قتل الدش) في أيديهم كما يقول عشاق لعبة (الضمنة)..!

هذا القرار ليس سهلا بل هو قرار خطير ومكلف جدا تنظيميا وسياسيا بل ربما يكون مكلفا أمنيا أيضا ولكنه على كل حال أصبح التزاما وكلمة لا سبيل للتراجع عنها لأنها خرجت للناس وأصبح الجميع يترقب شواهد الممارسة ودلائل التطبيق العملي لها..

كما إن حديث البشير هنا سيكون هو المحك الفاصل بين الحديث عن تغيير الأوجه وتغيير السياسات.. نستبشر إذن وننتظر على أحر من الجمر وفي بلادنا الآلاف من الخريجين الذين يحملون شهادات امتياز وتفوق كانوا (قنعانين) من الحصول على فرص عمل لأنهم غير منتمين للمؤتمر الوطني بل ربما هم منتمون لأحزاب أخرى.. بعد كلام الرئيس تفاءلوا خيرا و(جهزوا هدوم المرقة) وعاودوا جولات البحث عن وظيفة يا شباب.. عسى ولعل

جنة الشوك: صحيفة اليوم التالي [/JUSTIFY]