أبشر الماحي الصائم

أوقد شمعة


[JUSTIFY]
أوقد شمعة

*الأستاذ أحمد الطيب عبد الله الذي تخرج في كلية الأقتصاد جامعة الخرطوم قد التحق بالقطاع المصرفي مباشرة، ولمّا تتجلى مهاراته وعبقريته بعد في علم الصيرفة حتى واقتطفه القطاع الخاص..

* وللأستاذ أحمد الطيب ملاحظات جهيرة وجديرة بالمراجعة والاهتمام، وذلك فيما يتعلق بادب العطلات الرسمية التي تعتمدها الدولة، فإن حصيلة عطلتي الجمعة والسبت فقط تبلغ في العام أكثر من ثلاثة أشهر فضلاً عن العطلات الأخرى كالتي نعيشها الآن، أربعة أيام حسوما.

* فكلما كان مزاج السلطة رائقاً كلما وهبت شعبها عند كل موسم عيد جديد حزمة من الأيام، وما أكثر أعيادنا، وما أنبل عطلاتنا، والأستاذ أحمد الطيب يرى أن خيال الحكومة وهي تنفق أيام العطلات لجماهيرها، أن خيالها يكون مرهوناً بعمالتها الحكومية التي في أحسن الأحوال لا تتعدى في ولاية الخرطوم المأتي ألف، على أن هناك ملايين بأكملها تعمل في القطاع الخاص وأن مصالحها تتعرض للأضرار والخسائر.

* نبهت أخي أحمد (رجل الصيرفة والاقتصاد والقطاع الخاص إلى خطورة هذا الأمر) أمر العطلات المتطاولة في ظل حملاتنا الإستراتيجية لاستقدام المستثمرين، فبتوقف المصارف وذهابها كما الآخرين في هذه العطلات المفتوحة تتوقف كل حركة الأسواق والإنتاج بما في ذلك مشروعات المستثمرين الذين قد تدفعهم تقاعسات عطلاتنا إلى العودة من حيث أتوا.

* في كل البلاد من حولنا وحول العالم لاتكتفي البنوك بالعمل الصباحي، فإنها تعمل على فترتين، صباحية ومسائية، بحيث يكون بمقدور الجميع الحصول على الخدمات المالية طوال ساعات اليوم، وفي بلاد (النيل والشمس والعطلات) إن لم تدرك دوام يوم الخميس الذي ينتهي عند الثانية ظهراً فعليك أن تنتظر إلى يوم الأحد القادم!

* الخبير الاقتصادي أحمد الطيب عبد الله يرى، على الأقل في هذه الفترة الحرجة التي يمر بها اقتصادنا ولمزيد من الاستفادة من الوقت ولتحتدم أكثر عجلات التنمية والإنتاج، يرى أن نعود لإحياء أول الأسبوع (السبت) يكتفي بعطلة الجمعة، ومن طرائف عطلة السبت قال لي أحد الإخوان (لقد اغتالوا الأسبوع كله لما ضربوه في رأسه الذي هو السبت) كما لو أن اغتيال السبت هو اغتيال لكل الأسبوع.

* وإن كانت لا محالة فاعلة، إن كانت الحكومة مصرة على عطلة السبت فلتستثني القطاع المصرفي ثم تخيّر القطاع الخاص بين العطلة والعمل بعد ذلك، فيجب أن تدرك الحكومة أن ليس كل العاملين المستوظفين يستهلكون يومهم العملي في لعب الكوتشينة في أجهزة الكمبيوتر وحل الكلمات المتقاطعة أو إنفاق نصف اليوم في حصة الفطور، فعلى الأقل هناك كثيرون جادون بالقطاع الخاص.

* أخي أحمد الطيب، أجزم لك أن الذين بيدهم حق إنفاق العطلات ليسوا هم من الاقتصاديين، وغالباً هو (رجال سياسة) على أن همهم الأكبر هو (تفريغ الشحنات) السياسية للجمهور في المنتزهات والحدائق، الذي هو أعظم من ذلك في بلد فقير نامٍ أن نجعل أهل رجال الاقتصاد على قمة الهرم، لتكون معياريتنا في العمل والعطلات تقاس وتحسب بالآلة الحاسبة.. كم سنربح وكم سنخسر!

* مخرج.. أخي أحمد الطيب.. كما تمنيت وتعشمت في حديثك فإن بمقدور الصحافة في هذا العام أن تطرح مبادرات عملية، وذلك لإخراج الأمة السودانية من أدبيات التعطل إلى ثقافة العمل والإنتاج، كأن تتبنى في كل موسم نهضة مؤسسة وطنية.. السكة الحديد.. مشروع الجزيرة.. سودانير.. ولا تطربني ثقافة البكاء على اللبن المسكوب.. وقديماً قيل.. لئن توقد شمعة خير ألف مرة من أن تلعن الظلام

ملاذات آمنه: صحيفة اليوم التالي [/JUSTIFY]