رأي ومقالات

صلاح حبيب : القرود عملة صعبة!!


[JUSTIFY]استطاعت سلطات الجمارك وقف تهريب أكثر من ثمانية وثلاثين قرداً على دفعتين من مطار الخرطوم.
تعجبت لهذا الوطن الملئ بالكنوز والنفايس وأهله غائبون تماماً عن تلك الثروة التي يحاول أن يستفيد منها الأجنبي بينما أبناء الشعب السوداني يهاجرون من أجل الحصول على لقمة العيش بالذل والضغط النفسي في بلاد الغربة.
لم يتوقع أحد أن القرود تباع بالخارج وتوفر عملة بالدولار، لقد استطاع أولئك الأجانب وبالتأكيد بمعاونة سودانيين أخذ تلك الكمية الكبيرة من القرود لبيعها بجمهورية مصر العربية حسب ما ورد في الأخبار التي نقلتها صحافة الخرطوم على يومين.. بأن أولئك الأجانب أخذوا حوالي عشرين قرداً حديثي الولادة من منطقة الدمازين وعملوا على تخديرها ووضعوها في شنط كبيرة لتهريبها للخارج إلا أن إحدى ضابطات الجمارك شكت في الأجنبي المسافر وشكت في العفش الذي يحمله مما دفعها للتفتيش أكثر فوجدت القرود.
السودان غني بالحيوانات التي تدر عليه دخلاً كبيراً من المال ولكن لم يُعرف السودان بتسويق بضاعة لا الإنسانية ولا الحيوانية، فالإنسان السوداني عملة نادرة أكثر من تلك القرود التي حاول أولئك الأجانب تهريبها وبيعها.
فالطبيب السوداني والمهندس والصيدلي وطبيب الأسنان وحتى أساتذة الجامعات لهم مكانة مقدرة لدى العديد من الدول العربية والأفريقية وحتى الأوروبية، ففي بريطانيا وأيرلندا أكثر من اثنين أو ثلاثة آلاف طبيب سوداني وهناك عدد مقدر أيضاً من الأطباء بالمملكة العربية السعودية وقطر والبحرين والآن دخلت حلبة المنافسة دولة الإمارات فأخذت عدداً كبير من الأطباء وليس الاختصاصيين فقط فحتى أطباء الامتياز الآن يعملون في المشافي بدولة الإمارات وهذا يعني أن السوداني مُقيم أكثر خارج بلده ، وكان على ضابطة الجمارك أن تدع تلك القرود أن تخرج حتى تفسح المجال لبقية القرود أن يتخارجوا طالما المواطن ضاقت به الأرض وأصبحت الحياة بالنسبة له بالداخل جحيم ويريد أن يحسن وضعه ولم تمانع الدولة ولم تعترض على هجرة أي مواطن من أجل تحسين وضعه الاقتصادي.
فهجرة القرود فرصة كان ينبغي أن تستغل لمصلحة الوطن وليس ضده وإذا نجحت تلك القرود في إيجاد مكان مناسب لها بالتأكيد سينفتح الباب للبقية للخروج بالطرق الرسمية بإصدار جوازات رسمية لها.. ولكن غير مصرح لها أن تذهب إلى إسرائيل، وتأتي من بعدهم الحمير على الأقل تكسر حاجز الخوف لدى المواطنين بعد أن تفشت ظاهرة ذبح الحمير وبيع لحمها.. وبهجرة الحمير يعود للجزارين وضعهم وتتصاعد أسعار اللحوم من جديد.
نحن بلد يملك الكثير من الكنوز التي تدر علينا المال، فالقرود تدر دخلاً من العملات الصعبة وهذه لم يتم اكتشافها بعد ففرصة إضاعتها على البلاد وضابطة الجمارك كانت تتركها تهرب فبعد تسويقها بالتأكيد المرة القادمة ستستخرج لها أوراق رسمية.

المجهر السياسي
خ.ي[/JUSTIFY]