عالمية

بعد لقائه 12 رئيسا.. لماذا يتجه السيسي نحو إفريقيا؟


[JUSTIFY]خلال الـشهر الستة التي تلت تنصيب الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، التقى الرئيس المصري 12 رئيس دولة إفريقية وتواصلت الزيارات المتبادلة بين وفود رسمية وشعبية بين القاهرة مع العواصم الإفريقية، وهو ما لم يحدث منذ 20 عاما. كما توالت المشروعات المشتركة بين الجانبين، واتجهت مصر بكل قوتها إلى دول القارة السمراء.

وأثناء مشاركة السيسي في القمة الإفريقية بغينيا الاستوائية يومي 26 و27 يونيو الماضي، عقد لقاءات قمة مع زعماء أفارقة، هم رؤساء موريتانيا والسنغال وتنزانيا وأوغندا ومالي وغينيا الاستوائية وجنوب إفريقيا ورئيس وزراء إثيوبيا، وفي طريق عودته زار الخرطوم، وعقد لقاء قمة مع الرئيس السوداني عمر البشير، وفي 9 سبتمبر التقى رئيس دولة إريتريا، أسياسي أفورقي بالقاهرة. كما اجتمع في العاصمة المصرية مؤخرا رؤساء غينيا وتشاد.

وقام رئيس الوزراء إبراهيم محلب بجولة إفريقية شملت عدة دول، آخرها السنغال، إضافة إلى زيارات وزراء الاستثمار والموارد المائية لعدة دول أخرى، على رأسها إفريقيا الوسطى. ووقعت مصر عدة اتفاقيات ثنائية مع دول إفريقية في مجالي الطيران والمواصلات وربط نهو الكونغو بنهر النيل.
إفريقيا.. الموارد والنفط

لكن ما أسباب هذا التحول الجديد في السياسة المصرية الخارجية نحو إفريقيا؟ وهل له علاقة بمقتضيات الأمن القومي وتأمين منابع النيل ومواجهة الإرهاب خارج الحدود؟ ثم هل هذه هي بصمات فايزة ابو النجا مستشارة الرئيس للأمن القومي، والتي تملك ملفات مهمة خاصة بدول القارة؟

خبراء أمنيون أكدوا لـالعربية.نت أن ركائز السياسية المصرية لابد أن تعتمد فتح قنوات اتصال دائمة مع إفريقيا، فهي العمق الاستراتيجي الأكبر لمصر، كما أنها القوس الذي يجب أن يمتد لتحقيق مقتضيات الأمن القومي المصري.

الباحث والمحلل الاستراتيجي عمرو عمار قال إن الصراع القادم في العالم سيكون في إفريقيا، فالقارة تسبح فوق 8% من احتياطي النفط العالمي، ودول الغرب لن تجد بديلا أفضل من حيث التكلفة الأرخص والنقل السريع والجودة العالية من بترول غينيا الاستوائية الذي سيكون متاحا نقله لأوربا عبر البحر المتوسط، فضلا عن أن القارة غنية بالموارد الطبيعية الأخري، مثل الغاز الطبيعي والصخري والتعدين، وهو ما يلزم مصر أن تكون موجودة وحاضرة في المشهد بقوة.

وتابع: الولايات المتحدة الأميركية تحديدا أنشأت ما يسمى القيادة الأميركية لإفريقيا يواس أفريكوم، وهي واحدة من ست قيادات عسكرية أميركية مقاتلة، وتوجد رئاستها في شتوتغارت في ألمانيا، وهي مسؤولة عن العمليات العسكرية الأميركية في إفريقيا، والعلاقات العسكرية مع 53 دولة إفريقية وتغطي كل إفريقيا، بما في ذلك الدول العربية والإسلامية باستثناء مصر التي تقع ضمن مسؤولية القيادة الأميركية الوسطى.

وأضاف الباحث الاستراتيجي: قبل شهور قليلة، وقع الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس جيبوتي إسماعيل جيلي عقد إيجار لمدة 20 عاما لقاعدة ليمونير في جيبوتي، وهي أكبر قاعدة عسكرية أميركية في إفريقيا، وتديرها أفريكوم، والهدف واضح لكل ذي عينين وهو أن أميركا تدرك أهمية إفريقيا، وتريد وضع قبضتها عليها، ولذلك كانت القاهرة حريصة على مد جسور التواصل مع دول القارة من أجل أن يكون لها موضوع قدم في أي ترتيبات سياسية وعسكرية واقتصادية لقارة نحن جزء منها.

وذكر أن هذا التوجه المصري يرجع الفضل فيه إلى السيسي والدكتورة فايزة ابو النجا، مستشارة الرئيس للأمن القومي التي تمتلك خطوط اتصال واسعة ومفتوحة مع قيادات القارة وتحفظ جيدا ملفاتها وقضاياها.

وذكر عمار أن إفريقيا تنتج 6 ملايين برميل يوميا، وأميركا ربما تعتمد على هذا النفط مستقبلا. وفي ظل انهيار أسعار النفط العالمي الآن، تخطط واشنطن منذ فترة طويلة للاستغناء عن نفط الخليج وإيجاد بدائل له أرخص وأسرع في النقل، والبديل هو إفريقيا، خاصة مع اكتشاف كميات هائلة من النفط في غينيا ونيجيريا وإفريقيا الوسطى، لذا كان لابد من تحرك مصري قوي يضع القاهرة في قلب الطاولة ويجعلها شريكا رئيسيا في وقت اعتقد العالم كله أن الصراع الحقيقي في الشرق الأوسط، بينما يدور الصراع في إفريقيا.

اللواء ممدوح عطية، الخبير الاستراتيجي، أوضح أن التوجه المصري نحو إفريقيا يرتكز على مقتضيات الأمن القومي الممتدة من الخليج العربي حتى المحيط الأطلنطي إلى جنوب إفريقيا، وكانت لقاءات السيسي مع الرؤساء الأفارقة تنصب في هذا الاتجاه، وهو تحقيق أكبر قدر ممكن من مقتضيات الأمن القومي.
ليبيا وتشاد.. ومنابع النيل

وأضاف عطية أن اللقاء بين السيسي والرئيس التشادي مثلا شمل عددا من القضايا الإفريقية ذات الاهتمام المشترك، حيث استأثرت الأوضاع في ليبيا بجزء هام من اللقاء، وتوافقت الرؤى حول أهمية الحفاظ على وحدة الأراضي الليبية وصون مقدراتها، ودعم المؤسسات الليبية الشرعية، وفي مقدمتها البرلمان الليبي والجيش الوطني، وكذا أهمية مساندة جهود المبعوث الأممي برنادينو ليون بغية تنفيذ مبادرة دول جوار ليبيا، ومنها تشاد التي تم إقرارها في أغسطس الماضي بالقاهرة.

وذكر أن مصر كان لديها ركائز أساسية في العلاقات في إفريقيا من السودان وتشاد والعلاقة التاريخية مع إثيوبيا منذ عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وبالتالي فإن تشاد من الدوائر القريبة المحيطة بمصر، خاصة في هذه المرحلة بسبب التوتر واضطراب الأوضاع في ليبيا، ووجود جماعات مسلحة تتحرك في الخط الفاصل بين إفريقيا العربية في الشمال وإفريقيا جنوب الصحراء.

وقال إن باقي اللقاءات مع دول القارة السمراء تهدف إلى تأمين منابع النيل وتنشط الاقتصاد وحماية المعابر التجارية والموانئ البحرية وتحقيق العمق الاستراتيجي للبلاد، وهي رؤية يدركها جيدا الرئيس السيسي باعتباره رجل استراتيجية وملما بكل قواعد ومقومات الأمن القومي المصري.

العربية نت
أ.ب
[/JUSTIFY]


تعليق واحد

  1. واين مستشارتنا بتاعت الامن القومى والمحللين السياسين ولا همهم بس الانتخابات اتمنى ان تكون فى تحركات خفيه من اجل السودان اتعلمو من اولادبمبه شوفو مصلحه السودان الوطن الكبير ليس مصالحكم الشخصيه ياريس

  2. بعلق او برد فقط على عنوان الخبر واقول لان السيسي مخو تقيل ما بفهم !