تحقيقات وتقارير

« سري للغاية » النميري وشارون .. وجهاً لوجه


[JUSTIFY]ربما تصلح القصة لأن تتصدر أعتى كتب الجاسوسية وأكثرها غموضاً على الإطلاق.. ففي ذلك اليوم بتأريخ 13 مايو 1983م… وعندما أسدل الظلام ستاره..كانت إحدى السيارات تسلل في هدوء.. شقت عباب الظلام في حذر بالغ.. لتتوقف أمام البوابة الرئيسة لقصر خاشقجي في نيروبي.. بعدما أطفئت أنواره.. نزل من تلك العربة وبسرعة بالغة بعض مسؤولي الموساد الإسرائيلي وبرفقتهم شارون… للقاء النميري!

بداية القصة
تعثر ملف الفلاشا أمام مسؤولي الموساد.. قرروا محاولة الاتصال بالنميري لاستغلال ترحيلهم عبر الأجواء السودانية. كان لا بد من إجراء عملية جس لنبض الرجل الذي بدأ لديهم أكثر تحفظاً حول أية علاقة مع الكيان المحتل.. لاحظ عملاء الموساد الذين ينتشرون في دول إفريقية قريبة من السودان أن النميري يبدي بالفعل تحفظاً واضحاً حيال الملف.. وأشارت تقارير العملاء إلى أن مفاتحة النميري في الأمر تحتاج إلى وسيط غير عادي، وسيط يثق فيه النميري ويتوفر لديه غطاء لا يثير الشبهات حال إجراء اتصالاته بالنميري.
الشخصية التي وقع الاختيار عليها لتلعب دور الوسيط كانت هي رجل الأعمال السعودي عدنان خاشقجي، وسرعان ما وجد الموساد ضالته في شخصية الرجل وكان تقييمهم أنها مثالية تماماً لأداء المهمة بالغة التعقيد وهي إقناع النميري بالتعاون مع تل أبيب. تخطى المعنيون بالملف حاجز الوسيط ولم يكن من الصعب إيجاد وسيلة لفتح قنوات معه أو الاتصال به فقد كانت القنوات آلية عديدة ولم يكن الإسرائيليون بعيدين عن تلك القنوات!

لم يكن خاشقجي بعيداً عن عملاء وضباط الموساد ونبعت شهرته بالأساس من الأدوار التي لعبها كتاجر وكوسيط في صفقات بيع السلاح للعديد من الدول وتعاون مع شركات في الولايات المتحدة، وقد برز في هذا الميدان في سنوات الستينيات والسبعينيات. وحسب الموسوعة الحرة فان من بين أهم زبائنه شركة «لوكهيد كوربوريشن» التي أصبحت فيما بعد «لوكهيد مارتن كوربوريشن»، و«رايثون»، وشركتي «جرومان ونورثروب» اللتين اندمجتا لتكونا شركة «نورثروب جرومان». ولتغطية عملياته المالية فقد استخدم واجهة شركات قام بتأسيسها في سويسرا ليتقاضى عمولاته عبرها وليطور علاقاته مع عدد من الأشخاص المهمين مثل عملاء وكالة CIA ورجل الأعمال الأمريكي «بب ربونزو » أحد المقربين من الرئيس الأمريكي السابق ريتشارد نيكسون. أي كان خاشقجي وسيطاً من الدرجة الأولى بالنسبة لإسرائيل وللنميري.

في قصر خاشقجي
كانت كل القنوات سالكة بين الوسيط والنميري، طلب خاشقجي من النميري مقابلة مسؤول إسرائيلي كبير لإكمال الترتيبات بخصوص الملف المعني بجانب ملفات أخرى تخص تخزين أسلحة إسرائيلية، وكان جزء من الملف يتعلق بإيران. طلب خاشقجي بدا صعب التنفيذ بالنسبة للنميري، لكن الرجل استطاع إقناع النميري. وتم الترتيب للقاء بصورة لا تثير الشكوك لدى أي جهة.. فالرجل يمتلك قصراً في نيروبي وهو يتردد على هذا القصر بشكل راتب مثلما يتردد على العديد من قصوره المنتشرة في دول عديدة.. والنميري صديقه.. وهنالك العديد من المشروعات المشتركة التي يبحثانها معا. وعليه لن يكون غريبا أن يستقبل خاشقجي ضيفه الرئيس لقضاء بعض الوقت أو التباحث حول مشروعات مشتركة. وتحت هذا الغطاء وصل خاشقجي إلى نيروبي لقضاء بعض الأيام في قصره.. اتصل الرجل بالنميري حسب الخطة التي وضعها الموساد وقدم له الدعوة لقضاء أيام في ضيافته.. قبل النميري الدعوة.

لقاء النميري وشارون
وعندما أسدل الظلام ستاره كانت إحدى السيارات تتسلل في حذر وتقف أمام بوابة قصر خاشقجي بعدما تعمد قاطنوه إطفاء جميع أنواره ونزل بسرعة فائقة أرييل شارون وزير الدفاع الإسرائيلي حينها بصحبة بعض ضباط الموساد. وفي سرعة بالغة دخل الرجال باحة القصر الفخيمة.رحب بهم صاحب القصر ثم اصطحبهم الى الغرفة التي ينتظرهم فيها الرئيس النميري.لا شك في ان اللحظات الأولى بدت ثقيلة للغاية وسادته مشاعر مضطربة على الأقل من جانب الرئيس نميري الذي وجد نفسه للمرة الأولى أمام شارون وجهاً لوجه، أحد أبرز وأشد قادة اسرائيل عداءً للعرب وأكثرهم وحشية ضدهم وتعصبا..ً وهنا ربما أمكن تصور ابتسامة عريضة تعلو وجه شارون وهو يتقدم بخطوات ثابتة ليصافح رئيساً عربياً هاجم إسرائيل في العديد من خطبه وندد بالعدوان على الأراضي العربية في فلسطين. لا شك أن خاشقجي حاول إزالة أجواء التوتر تلك قبل الخوض في تفاصيل مهمة للغاية بالنسبة لشارون. وبالفعل لم تمض سوى دقائق دون أن يدخل الفريق في اجتماع سري ومهم بخصوص الملفات التي بيد شارون..وعندما أوشك الاجتماع على نهاياته طلب النميري ضمانات تكفل سرية العملية من بينها مطالبته مشاركة السي آي إيه لسهولة حركة عملائها في السودان. لا أحد يعلم على وجه التحديد ما اذا بدأت علاقة النميري بإسرائيل تزامناً مع ملف الفلاشا أم قبل ذلك. وربما هناك بعض المسوقات التي تجعلنا نقول ذلك. من بينها بالطبع علاقة النميري برجل الأعمال اليهودي تايني رولاند الذي استطاع التغلغل في مفاصل الاقتصاد في البلاد خلال فترة حكم النميري. بالضافة إلى الحديث الذي أدلى به دكتور منصور خالد بقناة العربية حول لقاء جمع النميري وشارون بوساطة من السادات في القاهرة بحضور طبيب النميري الخاص أبدى خلالها النميري تأييده لكامب ديفيد. قبل الخوض في الحديث حول ملف استخباري وعملياتي ربط النميري بإسرائيل، دعونا نتساءل كيف ومتى التقى شارون النميري. يقول شارون نفسه: «التقيت النميري لأول مرة في العام1981م في موكب تشييع السادات، وكنت قد وجدت نفسي بالقرب منه». هذا ما خطه شارون في مذكراته التي كتبها قبل أن يدخل في حالة موت سريري. إلا أنه لا يعلم على وجه التحديد ما اذا كان الرجل صادقاً في ما قال وان الصدفة المحضة هي التي أوجدته بالقرب من النميري أثناء سير طوابير المشيعين أم انه كان يتصيد الأمر ويترصده لأمر في نفسه، فقد كان ملف ترحيل الفلاشا شغله الشاغل. ويبدو ان شارون نفسه ناقض قوله بلقاء النميري عندما اعترف لاحقاً في حديث حول مناسبة تشييع السادات بقوله »أثناء التشييع ما لبثت الوفود ان اختلطت وفق الميول والمصالح ومن جهتي وجدت نفسي بالقرب من النميري»!

قصة الصورة الشهيرة
نشير هنا إلى أن الصورة الشهيرة للنميري وشارون وخاشقجي التي تداولتها العديد من المواقع على الشبكة العنكبوتية منقوله من كتاب «عن طريق الخداع» لمؤلفه فيكتور اوستروفسكي، ضابط سابق في جهاز الموساد، استطاع الفرار إلى كندا في العام 1990م بعد قضائه سنوات في خدمة الموساد، ونشر في كتابه الذي حاولت إسرائيل منع نشره العديد من الأسرار التي تخص جهاز الموساد.. وذكر فيه تفاصيل لقاء الثلاثة في قصر خاشقجي في كينيا في 13 مايو 1983م وكل التفاصيل الدقيقة لعملية تهجير اليهود الفلاشا عن طريق السودان. أما قصة الصورة الأخرى فقد جمعت النميري وشارون ويتوسطهم تاجر السلاح اليهودي يعقوب نمرودي ويظهر في الصورة شارون يهدي النميري قطعة سلاح لرشاش إسرائيلي الصنع اسمه «العوزي». وهنا يجزم مراقبون ان ذلك السلاح كان ضمن صفقة أسلحة تم تخزينها في السودان، وكان الوسيط فيها تاجر السلاح «نمرودي». ويشار هنا إلى ان شارون نفسه عمل في تجارة الأسلحة خلال شغله منصب وزير الدفاع، وعقد صفقات بيع سلاح عديدة تخص إيران. ويقول شارون نفسه في مذكراته »كان هناك نصيب شخصي للنميري من تلك الصفقات«

وزير إسرائيلي في الخرطوم
ونشير هنا ايضاً الى حديث مؤلف كتاب »الموساد في إفريقيا«. فقد أشار الرجل الى حدث بالغ الأهمية وقع في العام 1982م عندما كانت الجالية اليهودية تقيم احتفالها السنوي في الخرطوم، كان النميري أحد ضيوف ذاك الاحتفال، أشار مؤلف الكتاب الى أن النميري تفاجأ في ذلك الاحتفال بوجود وزير إسرائيلي أصوله سودانية قدم من تل أبيب لحضور الاحتفال، ليكتشف النميري بعد ذلك أنه دخل البلاد بجواز سفر يحمل اسم دولة غربية!

تقرير: إنعام عامر
صحيفة الإنتباهة
ت.أ[/JUSTIFY]


‫7 تعليقات

  1. ايه الخبل الانتي فيه دا
    نحنا استفدنا شنو من الكلام دا
    الرجل توفي الله يرحمه ، و قد ثبت بالدليل القاطع انه كان طاهر عفيف و فوق كل ذلك كان رجل بمعني الكلمة

    بالله شوفوا ليكم حاجة مفيده اكتبوا فيها
    خليكم من نميري و خيانته. اكتبوا لينا في العواسة الحاصلة حسع

  2. الرجل مات وهو امام ربه لعنكم الله يا انتباهة حتي الاموات لم يسلموا منكم يا كذابين
    لو صحت هذه القصة لكان النميري يملك نصف القصور الملكية والرئاسية في كل منتجعات العالم السياحية ولكنه مات وهو يقيم في البيت الذي تركه والده ولم نسمع له حتي بحساب في بنك داخل او خارج السودان وزوجته الفضلي تذهب لتطالب بإدراجها في التأمين بصفتها زوجة ضابط بالقوات المسلحة فلماذا لا تذهب لتعيش في سويسرا التي يسافر لها اصغر ابناء المسئولين في الحكومة وكأنهم يملكون أبار نفط
    اتقوا الله وارحموا أنفسكم فالاموات سيرحمهم ربهم

    إنعام عامر انتي فاشلة والجريدة التي تكتبين فيها كذابة وعلي رأسها عنصري بغيض

  3. [I]المشكلة شنو تكون عندنا علاقات دبلوماسية مع اسرائيل ؟
    ما مصر والاردن عندهم علاقات مع اسرائيل نحن شعب متخلف بجد [/I]

  4. ألاحظ هذه الأيام هجوم عنيف من قبل الصحف السودانيةعلي نميري وهذا ليس صدفة . هذا الهجوم لظهور صور الراحل نميري في جميع مواقع التواصل الاجتماعي وكذلك رائيت بنفسي كثير من السيارات الخاصة وسيارات النقل العام صورالزعيم تغطي الزجاج الخلفي . وكذلك تدوال الناس في المجالس ومواقع التواصل الاجتماعي سيرة الرجل الحسنة وفقدانه والتحسر علي ايامه وقوة شخصيته في مواجهة المفسدين وبروز السودان في عهده حيث كان يحظي بمكانة عظيمة بين دول العالم

  5. فعلا حملة حملة شرسة ومنظمة للنيل من سمعة الرجل وكانهم منزهين وهم سادة الفساد واللهط وانحلال الزمم

  6. انعام عمر ….. تذكر دائما قول الله عز وجل : بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) ﴾….
    الصحفى يجب ان يكون صادقا فى المقام الاول فمن اين تجزمين أنتى بصدقية ما كتبتى ؟؟؟ هل كنتى شاهدة ؟؟؟
    يكفى الرئيس جعفر نميرى انه هو الرئيس السودانى الوحيد فى تاريخ السودان الذى طبق الشريعة الاسلامية …. اكتبى عن سوار الذهب الذى خان عهده مع النميرى ومع الله كضابط فى القوات المسلحة حينما خان القسم وقلب الحكومة متججا بأن الجيش انحاز لرغبة الشعب …. كنا شاهدين ( كانت قلة من الاحزاب الاسلامية معترضة على ترحيل الفلاشا ) لماذا لا ينحازون الان لرغبة الشعب … ام ان الشعب السودانى تبدل ؟؟؟ لم يتبدل ولن يتبدل تبدلتم انتم .
    اذا كان اعتراضك لوجود لقاءات أو قيام علاقات بين النميرى وشارون فنحن نرى انه بصفته قائد مخول امام الله بمقابلة قائد العدو والحديث معه والاتفاق ايضا اذا لم يكن الاتفاق يضر بالدين او المسلمين … واما العلاقات فلا بأس بها لم تعارض الشرطين … واذا لم يكن الامر عندك كذلك فماذا يمكن ان تقولى اذان ورسول الله محمد صلى الله عليه وسلم كانت بينه وبين اليهود عهود ومعاملات وقد مات ودرعه مرهونة عند يهودى …. ولا تعترضى عليه لانه اوصانا باهل الكتاب خيرا …