عثمان ميرغني

بكل أسف


[JUSTIFY]
بكل أسف

ربما مرت أعينكم في عدد اليوم على الحلقة السادسة من المسلسل المحزن للتحقيق الصحفي الإستقصائي (جثة مجهولة الهوية).. ومع اعتذاري الشديد لتأخر نشر هذه الحلقة إلا أنني مضطر هنا لإشارة محبطة.
المحبط أنني بت أشعر بأن الهدف من نشر هذه الحلقات لا يزال بعيد المنال.. فالمطلوب هو انقاذ خطوطنا الجوية السودانية (سودانير) من النفق المظلم الذي تكابده. لكن بكل أسف لا يزال هذا الهدف مستعصياً لإيماني المتين من واقع تفاصيل لم تنشر حتى الآن في حلقات التحقيق أن هناك (مؤامرة) حقيقية.. بكل ما تعني هذه الكلمة للإحتفاظ بـ(سودانير) في قاع البئر.. خروجها يعني خروج مصالح كثيرين يقتاتون من دمها.
المؤلم حتى النخاع أن هذه الشركة لها إمكانيات هائلة Potential . وتستطيع في حال صح العزم وصفت النوايا أن تحلق وبسرعة في فضاء عالية.. لكن ذلك يحرم البعض من مصالح ذاتية ضيقة. فتظل (سودانير) في قفص الكبت والحرمان من الإنطلاق بأمر المصالح لا الصالح العام للشعب الذي يملكها.
لا أريد أن أذكر أسماءاً حالياً (فقط في الوقت الحاضر) ليس رهبة ولا رغبة.. بل لأضمن استمرار نشر الحلقات حتى تكتمل الصورة واضحة أمام الجميع.. لكن حتماً سنعود ونضع النقاط فوق الحروف.. بإذن الله..
والله العظيم.. ثلاثاً .. هذه جريمة مكتملة الأركان.. أكررها لكم بأغلظ الأيمان .. جريمة لا ينفع فيها تبرير ولا تذويق ولا أعذار.. جريمة.. جريمة.. يد الجناة فيها ملطخة ليس بمال الشعب الذي سرقوه في عز النهار.. بل بدماء الذين اقتطفت أرواحهم البريئة حوادث تعرضت لها طائرات (سودانير).. فالأمر تعدى المال إلى الأرواح..
كلما أوغلت في تفاصيل هذا التحقيق الصحفي يتضاعف الإحساس عندي بالإشفاق على هذا الوطن والشعب.. نحن لا نستحق ذلك.. هذا عقاب جماعي للشعب كله- على ذنب لم نرتكبه.
لماذا جارتنا دولة أثيوبيا احتفظت بطيرانها وهاجاً مكللاً بالإحترام في كل المطارات.. رأيتها بكامل أناقتها الخطوط الأثيوبية في مطار واشنطون.. بين فضليات الخطوط العالمية الأخرى.. الخطوط الكينية.. المصرية.. ولا حاجة لذكر دول ربما امكانياتها أقل منا كثيراً.. لماذا نحن وبعد حوالي (70) عاماً نبدو حفاة عراة من الطيران ونحن الذين زودنا دولاً كثيرة بأفضل الخبرات السودانية في هذا المضمار.
هي ليست مجرد جريمة.. بل هي مؤامرة.. في عز النهار..!!!
بالله .. أرجوك قل وبصوت عال.. (حسبنا الله ونعم الوكيل).. فذلك أضعف الإيمان للدفاع عن حقك في وطنك!!.

[/JUSTIFY]

حديث المدينة – صحيفة اليوم التالي